الثلاثاء، 18 أغسطس 2020

برنامج الأسرة والمجتمع 7 إعداد مروان الشرعبي

*برنامج الأسرة والمجتمع*
         *الحلقة السابعة*
____________________

*التوازن والعمل .. هل يستطيع الرجل تحقيقه؟*

ساعات العمل الطويلة التي يقضيها الانسان قد تؤثر على تفاصيل حياته الاخرى، وخاصة الاب ان كان يعمل لساعات تفوق توقع العائلة، وتفوق توقع اطفاله واسرته بالكامل، ويقف الاب حائرا ومتسائلاً كيف له ان يوازن بين عمله ومنزله وواجبات الافراد التي حوله، تلك الواجبات النفسية التي تعد اصعب أحيانا من الواجبات المادية التي يلبيها بانشغالها بالوظيفة.

لم تعد المشكلة في وجود وظيفة واحدة للاب، بل إن معظم الآباء يعملون في أكثر من وظيفة، حتى يستطيعوا تأمين كافة احتياجات الأسرة، ولكن هل يعرف الأبناء أن الأب يعود منهكا من العمل ولا يستطيع أن يقدم واجباته بأكمل وجه،

يقول سامي إبراهيم :» لدي أربعة أطفال وأعمل بوظيفتين وأعود إلى المنزل في ساعة متأخرة من الليل، و أعرف انني مقصر بحق أطفالي وزوجتي، ولكن لا يوجد حل اخر، فمن يستطيع أن يدبر أمور العائلة المادية، إنني أركز على يوم الإجازة وبالرغم من جسمي مرهق ويحتاج للنوم، ألا أنني أعرف أن عائلتي تنتظر هذا اليوم حتى نمضيه سوياً فهو الحل الوحيد».

*توازن*

أصبح من الأهمية بمكان التوازن بين المتطلبات الوظيفية والواجبات الأسرية، جميل أن يكون للإنسان طموحات في الحياة ويسعى لتحقيقها ولكن لابد من استشعار المسؤوليات الأخرى الملقاة على عاتقه،
تقول منى صالح: «الإنسان ممكن أن يكون له أكثر من مسؤولية وعليه أن يوازن بينها، إن الرسول الكريم قدوتنا جميعاً كان يوازن بين أعماله الدعوية وواجباته الأسرية، فكان يعلم الصحابة ويدعو الناس للدين الحق ويجاهد، أما في بيته فكان يضاحك أهله ويساعدهم في شؤون المنزل ويلاعبهم، ويردد  خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي».

تضيف منى: «المشكلة الحقيقية في ان دور الاب لا يستطيع ان يلعبه اي فرد اخر بالاسرة، زوجي يعمل اوقاتاً مطولة وهذا يزيد من الحمل والضغط النفسي علي، فالام لا تكفي لتربية الاطفال، والاطفال الذكور خاصة يريدون بشكل دائم تواجد الاب قربهم، فهم يبحثون عن قدوتهم في الحياة، نقدر انا وزوجي الاثار السلبية المترتبة على عدم توازن وجود الزوج في المنزل على الاطفال، لذلك زوجي لا يعتمد فقط على عودته للمنزل حتى يتواصل مع اطفاله بل ايضاً يتواصل معهم عبر الهاتف في اليوم اكثر من مرة ويزورهم الى المدرسة ويطلب منهم واجبات محددة حتى يبقوا متواصلين بشكل دائم».

*إدمان العمل*

ويضيف رامي كمال: «أن التوازن هو الأصل في سلامة الفرد صحياً ونفسياً وجسدياً وروحياً، بل حتى في الإنفاق لابد من  التوازن لا يتحقق إلا بالوعي والعلم، والإنسان المتوازن في شؤونه إنسان ناجح في حياته الوظيفية والأسرية فالزوجة لها حقوق والأبناء لهم حقوق كما للعمل حقوق، وبالتوازن تتحقق الأسرة السوية، حيث إن تغليب الزوجة أو الزوج للعمل على الواجبات الأسرية وما يترتب على ذلك من حرمان أفرادها من سبل الاهتمام وحسن التنشئة كل ذلك من شأنه الإخلال بالأعباء الأسرية وبالتالي الأضرار بأفراد الأسرة، ولكن الخطر يأتي ان كان الاب من مدمني العمل لا يفكر في أي شيء غير العمل؛ فالعائلة والأصدقاء مصيرهم النسيان نتيجة الانشغال في العمل، وهناك عدة تعريفات لمفهوم إدمان العمل ولعل أهمها ما تعبر عنه الباحثة ماكلوينز عندما تقول إن مدمني العمل هم الأفراد الذين يكرسون دائماً معظم وقتهم وتفكيرهم لعملهم أكثر مما يتطلبه الموقف».

*توزيع الوقت والجهد*

وحول مفهوم التوازن، تقول الاخصائية الاجتماعية رانية الحاج علي:»كلمة التوازن لها مصطلحات مقاربة لها وكلها حسنة وإيجابية مثل الاعتدال، التوسط ولو دققنا النظر في المشاكل والأزمات في حياة الناس لعرفنا أن أحد أبرز أسبابها هو عدم القدرة على التوازن، أو التطرف والميل لطرف على حساب الآخر، فالتوازن وفق ما جاء في المعجم الوسيط  وازن  بين الشيئين، موازنة أي ساوى وعادل، ولكننا مطالبون بالحديث عن التوازن في الأسرة فإننا سنقدم تعريفا لها أيضا فالأسرة في اللغة هي: أهل الرجل وعشيرته، وسميت بهذا الاسم لما فيها من معنى القوة، حيث يتقوى الرجل بهم، والأسرة في الشرع: هي الجماعة التي ارتبط ركناها بالزواج الشرعي والتزمت بالحقوق والواجبات بين طرفيها وما نتج عنهما من ذرية وما اتصل بهما من أقارب.

*حياة سليمة*

توضح الحاج علي: المطلوب من الإنسان أن يقسم ساعات اليوم بعدل بين العمل الذي يتكسب منه وبين الأمور التقليدية وواجباته الأسرية ومتطلباته الحياتية، ولابد من مراعاة ما يلي: التعلم وحق الجسد من الراحة والرياضة واللهو، ورعاية الزوجة والأبناء والاهتمام بالشؤون الأسرية، والتوازن يعني المسؤولية، فانطلاقاً من المفهوم الشامل للمسؤولية، فلابد من إعطاء المهام الوظيفية حقها من الأداء والإتقان، كذلك لابد من تخصيص الوقت الكافي للواجبات والمتطلبات الأسرية، عملا بالقاعدة النبوية  كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. إن استشعار المسؤولية يحقق التوازن بين العمل الوظيفي والدور الأسري.

وحول التوازن بين العمل والمنزل، تقول الحاج علي إن  تحقيق التوازن في عصر كثرت فيه تعقيدات الحياة لم يعد أمراً سهلاً، من هنا تأتي أهمية بث الوعي والتثقيف بكيفية تحقيق التوازن المطلوب، إذ أن النجاح في تحقيق التوازن يلقي بظلاله على الفرد نفسه، وعلى أسرته، وعلى عمله، قد تسبب الأعمال الإدارية ضغوطا على الإنسان في بيئته الوظيفية، ولكن من الخطأ جلب مشاكل وهموم العمل للمنزل، إذا أراد الإنسان النجاح في عمله فليأتي عمله تاركاً هموم منزله، وأن أراد التوفيق في مسيرته الأسرية فليترك ضغوط عمله أثناء مغادرته وعودته لبيته وليدخل بذهن صاف ونفسية خالية من تعقيدات ومشكلات الوظيفة أو المهنة، فمن حق الإنسان أن يكون له طموح وظيفي، ولكن من غير المقبول أن يطغى تحقيق الطموح على المتطلبات العائلية، إذ يجب أن يكون وقت الأسرة مقدساً خالصاً لأفرادها لا ينازعهم عليها أعمال إدارية أو مشاكل وظيفية.

وتضيف 
لتحقيق التوازن لابد من وضع الأولويات في الحياة وأن تكون الأسرة على قائمة تلك الأولويات، إن السعادة التي ينشدها الإنسان لا تأتي إلا من  خلال التوازن بين العمل والمنزل، فكثير من الخلافات الزوجية، بل وحتى الطلاق والتفكك الأسري، كما يؤكد ذلك الخبراء سببها فقدان التوازن، فالبعض يظن أنه بقضاء أغلب وقته في العمل من شأنه أن يوفر المال لنفسه ولأسرته فيقع فيما يطلق عليه علماء النفس  الاحتراق الوظيفي  بحيث يمنح أغلب وقته لعمله وينسى نفسه ودوره الأسري، فيدفع هو وأسرته الثمن.

 الدستور- ماجدة ابو طير

_________________
إعداد أ/ مروان يحيى الشرعبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *