السبت، 22 أغسطس 2020

مشاركة في يوم التميز بقلم فاطمة سليماني

مشاركتي في يوم التميز لمنتدى ترانيم أبجدية

                                 الحلم حياة

  بين الفخاخ وأضغان الغدوة نطوي البيد متهالكين ، فأي لون على الخدود يليق ؟ " يا سيدتي الغالية ، أتودين أن تعرفي الحقيقة عمن سبب لي أقسى الجرح ، وألحق بي أقطع الآلام؟" فرونيس قد شوه صورتها كما تفعل الدوامة الثائرة ، بحيلة شيطانية  تصب أنغامها في آذان منتعشة ، لتشدّ وأشد على رأسي،  فأحلم وكلي يقظة من أمري في تجاوز للحرفية المحسوبة لتفاصيلي ، المترعة بناموس البحر والنارِ لتحويل الهيدروجين إلى  الهيليوم كما حلم الخيميائي ،  خلف حقول " لورد دونسي" التي نعرفها خارج العالم ، أجسم النشاط الهذياني في رموز أحلامي ، ليرتفع إلى ما فوق الواقع المرئي في هذه الوردة الخاصة لأناديه : يا نسيم المبرقات ، أنا لك في تلك النقطة السخية،  أجازف التموقع في منطقة غريبة لللاشعور الصافي،   لتَعبر قطة  هاينلاين جدار الواقع ، فأتجاوز  فكري المنطقي في مشاهد جديدة أأملها أنوار سماوات تانغي المنتشرة بسرعة مذهلة في المتطابقان كما لو أننا غير متصلان بالمغناطيسية الأرضية ، لتنحو ميلاد صور بلا استيلاء ضيق المكان وجُملا تدثرنا لتدق على لوح زجاج الشعور للعقل الباطني ، محتالة على الرقابة  الفرويدية حتى لا تقلص بجفائها إحساسي بممارسة حياة حلم  وسِعت آماد الفساح في جسد  دولوز " الخالي من الأعضاء" ،  بلا معيقات بائسة كما الجدليين بلا ترتيب  لأتحرك في آفاق الوهم مهاجرة إليه في نفسي ، في عباب أدخر كل شيء في بشريتي لتتلقف بعضها لإنتاج رغبة جماع المسارات الجزئية الممتدة في ذاتي ، فأتوسع في حدودي الذي يفيض بملء عِطفَي المراح، خمرا  أتذوقه  وكأني على عتبة الأبدية لتشفيره بما يخدم الديمومة ، في لذة كبيرة منحني إياها القدر ، وإن كنتُ لا أعاني خداع البصر ، فالخيال أثار فعل ضوء النهار الخفر ، حلما يتراءى لي بلا إذن مني ، باباً مفتوحا يتولد في جوفه نار وثلج  يتحركا  مفتولَي الذراع ، يصارعا المخاوف الجديدة  وسطوة رطوبة القبو الخارجي،  أسمع أناته التي تنوء بأثقال وجودية نهائية رنين أغلال ، وقد كان بوسعي وأنا وحدي أن أعيش حياة الحلم ،  حين نِمتُ تركتُ الجسد خارجي وحين سكنني النوم تحوّل المكان والزمان بداخلي ، فررتُ إليه رغما عني ، لم أرتكب أي خطيئة ولم أقترف أي جرم ، كنتُ زهرة بأجنحة أغوص في أبهاء الجو الأثيرية ، بروح أكثر مشيئة ونصيبا إلى  الحرية ،  لأقيس الحدود الشاسعة  للبيد القفار ،  فأحسني أنني هيكل فرَّخ في تيه حلم خير دواء للسوداء الذي أفقسته إرادة الشمس لِتُطنَّ بأجراسها في اليقظة على مسرح  آرتو  للقسوة ،  مأوى المرهق .. مثوى الغريب أتحداه بنبض محظوظة لتأريخ حياة صمت للحلم الذي لم يجذبه خبر الأرض ليدهشه غور  هذه الأعماق التي لا تقبل التفاوض الواقعي ، بزيفي المحسوس و إعادة تركيبه شذرات أحلام ، بقوة حاضرة لتميل فتصبح واقعة " البيضة المطيعة والبيضة العاصية " في داخلي ، في سيولة يتحكم فيها مبدأ اللذة ، برغبة تقتطع لباب الواقع ، لتتحقق ذاتي في سكون هذا النوم كما في " الأواني المستطرقة "  لِبريتون أطوف حولها وألاحظها في صورة المعتوه لِديدرو  " وريقة عشب الصيف"، أنا  وأنتم كما هو حال قصيدة  ويتمان في " أغنية نفسي  " .
    بلا تخطيط مسبق كنتُ قد بدأتُ في مشروع الحلم ، فلم أتكلم  بالصوت ، كنتُ أقيس دوائر الكواكب اللطاف مستغنية عن نظرية الأوتار الفائقة ، وبعد طول وجيف ، نضَجَت في  النهاية طيات التعاريج الصلبة للواقعية ، لِأعاود فأزاول مهمة الإنسان  المستيقظ التي تتلخص في الحفاظ على  بقائه مستفسرة بتعجب :
هل الحياة ممكنة  بعد الحلم؟!
  إن الذي يصرّف الفعل بدون الفعل ، لا يبقى لديه من ذلك الفعل سوى حرف النفي المتعيّن الذي يوجب مضمونا بنفسه لنرفع وعينا إليه  في صيغة أن نحيا بالحلم  ونحلم  بالحياة .

    فاطمة سليماني 
  2020 - 8 - 20

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *