تابـــــــع...
عثكال من:
#صفوة_التفاسير_للصابوني.. (175)
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
▪ في سورة التوبة (1):
قال الله تعالى: {براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين}... إلى: {أجر عظيم}. من آية: (1) إلى نهاية آية: (22).
● البَلاَغَـــــــــة:
تضمنت الآيات الكريمة وجوهاً من البلاغة والبديع نوجزها فيما يلي:
1 - {براءة من الله ورسوله}، التنوين للتفخيم والتقييد بأنها من الله ورسوله لزيادة التفخيم والتهويل.
2 - {وبشر الذين كفروا بعذاب أليم}، هذا يسمى: (الأسلوب التهكمي)؛ لأن البشارة بالعذاب تهكم به.
3 - {فإذا انسلخ الأشهر الحرم}، استعارة لطيفة، شبه مضي الأشهر وانقضاءها بالإنسلاخ الواقع بين الحيوان وجلده، واستعار الإنسلاخ للمضى والإنقضاء.
4 - {والله عليم حكيم}، ذكر الاسم الجليل مكان الضمير لتربية المهابة وإدخال الروعة في القلب.
5 - {وأولئك هم الفائزون}، الجملة مفيدة للحصر، أى: هم الفائزون لا غيرهم، فهو من باب قصر (صفة على موصوف).
6 - {وأقام الصلاة وآتى الزكاة}، في تخصيص الصلاة والزكاة بالذكر تفخيم لشأنهما وحث على التنبه لهما.
7 - {برحمة منه ورضوان}، تنكير الرحمة والرضوان للتفخيم والتعظيم، أى: برحمة لا يبلغها وصف واصف.
* * *
● الفــــــــوائد:
عمارة المساجد نوعان: حسية، ومعنوية، فالحسية بالتشييد والبناء، والمعنوية بالصلاة وذكر الله، وقد ربط الباري جل وعلا بين العمارة والإيمان، وفي الحديث: (إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان)؛ لأن الله تعالى يقول: {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر}، فالعمارة الحقيقية بالصلاة وذكر الله.
* * *
● لطيفــــــــة:
ذكر القرطبي أن أعرابيا قدم المدينة المنورة فقال: من يقرئني مما أنزل على محمد (ص). فأقرأه رجل سورة براءة حتى أتى الآية الكريمة: {إن الله بريء من المشركين ورسوله}، فقرأها عليه بالجر و "رسوله"، فقال الأعرابي: وأنا أيضا أبرأ من رسوله، فاستعظم الناس الأمر، وبلغ ذلك عمر، فدعاه، فقال: يا أعرابي، أتبرأ من رسول الله (ص)؟ فقال: يا أمير المؤمنين، قدمت المدينة فأقرأني رجل سورة براءة، فقلت: إن يكن الله بريء من رسوله فأنا أبرأ منه. فقال: ما هكذا الآية يا أعرابي؟ قال: فكيف يا أمير المومنين! فقرأها عليه بالضم [ورسوله]، فقال الأعرابي: وأنا والله أبرأ مما بريء الله ورسوله منه، فأمر عمر ألا يقريء الناس إلا عالم بلغة العرب.
يتبــــــــع...
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب