مرثية المهندس الإنسان
في وداع الأخ المهندس: عبدالعليم الحاتمي رحمه الله :
يا حزن ويحـك لاتبقـي ولا تـذرُ
خطفت روحي ،فماذا بعد تنتظرُ؟
أفــرّ منْـك إلـى صبـري فتلحقني
وأحجر الاه فـي صـدري فتنصهرُ
وأحبس الدمع في عيني،فتطلقها
وأحشـد العـزم في قلبي،فيندحرُ
تـذوب أرواحـنـا شـوقـاً لـرؤيـتِـه
وأنْــتَ تـســرقـه مــنّــا وتَـعـتــذرُ
وتسلـب الـوعـد باللـقيـا بلا خجلٍ
هـل سـاءك الـوعــد ؟!
أم ضاقت بك الفكرُ ؟!
حتّـى جـراحي التي داريـتها زمناً
أنّى لـهـا اليـوم تستخفي وتـستترُ
بأي حـرفٍ أقول الشعـر يـا وجعي
وكلّ حـرفٍ بنـارِ الحـزن يستعرُ ؟!
من أي لـونٍ تخـطّ الدمع ياقلمي؟!
ما أظلم الليـل لمـا يختفي القمر !!
كـل الحـروف أراهـا اليـوم بـاكيـةً
وبحـر شـعــري أراه اليـوم ينحسرُ
وكــل عـيــنٍ أراهــا اليـوم دامـيـةً
ما هكذا تخطـف الأحباب ياقدرُ !؟
وما أظن حروفي سـوف تسعفني
لكـن سـأكـتـب أهــاتـي وأختصِـرُ
إنّـي عـرفتـك عـنْ قـربٍ وتجـربةٍ
نهـرٌ مـن الـخيـرِ والأخـلاقِ ينهمرُ
مكـــارمٌ مــالـهــا حَـــدّ ولا عـــددٌ
احص النجوم وقل للبحر ينحصرُ!
الجــود عنــــدك أفـعـال متـرجمةٌ
والحـقّ عنْــدك دومـاً كـان ينتَـصرُ
أعطــاك ربّــك في الأخـلاقِ منزلةً
وقلّـمَـا نـالهـا مِـــنْ بـعـدكـم بـشَـرُ
من يمسح الدمعَ مِنْ قلبِ اليتيمِ
ومَنْ
لمـعسـرٍ ومـريـضٍ مسَّـهُ الضـررُ ؟!
ومَـن لغـوثٍ عفيـفٍ لـم يمــدّ يَـداً
للنـاسِ ، بعدك قُلّي أيّهـا المطَـرُ ؟!
ومن يواسي ذوي الحاجاتِ
إنْ نزلتْ
بِـهـم سَــواكَ بحقّ اللـه يا "عـمـرُ"
ومَـنْ يجــود بــلا مَـنٍّ ودونَ أذى
ولا يـغــيّـــــرهُ مـــدحٌ ولا كــــدرُ
يعطي فينسى ويرجُو وجْهَ خالِقِهِ
فطـابَ ذكــراهُ بينَ الخلـقِ..والأثرُ
استودِعَ الله في (أربيل) لي علماً
ثـوى بهـا مثـل طيــرٍ هَـدَّه السَّـفرُ
وأسـأل اللـه أنْ يجـزيـك مغـفـرةً
وجنـةً طــابَ فيهـا الظــلُّ والثمرُ
إنْ كـان فقـدك أدمـانـا وحَـطّـمَنـا
فإننـا عندَ هـولِ الخطـبِ نصطـبرُ
فـ(الموت كأس وكل الخلق شاربه)
وإنْ قضى الله أمراً ،يخرس الحذَرُ
✍️#فائز_الأخضري
ْ ٢٠٢٠/١٠/٢م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب