تابــــــع...
(#الغــــــائب_..)
قصــــة من الواقـــــع
للدكتور: إسماعيل محمد النجار
7 يونيو 2017م
الحلقة: (3)
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
جند حمزة الفنصوري المقربين من اتباعه لخدمته، ويقدر عددهم بمائة من الرجال، ومائتين من النساء، وخمسمائة لحمايته، وعند تحركه خارج سكنه لحضور المناسبات يحتشد حوله ما يقارب الألف شخص من الرجال والنساء، ويسيرون في موكبه، ويستقبله عشرات الآلاف، ويزيد العدد عند الإحتفال أو إقامة شعائر الصوفية، ووصل الإعتقاد لدى أتباعه لمرحلة الطاعة المطلقة لكل ما يقوله أو يعمله، ليصبح رمزا مقدسا لله ورسوله، ومنزها عن الخطأ، وكل ما ينطق به يعتبر من الله ورسوله.
وخلال عشرين سنة وصل أتباعه لما يقارب السبعة ملايين، ونسله من الأولاد ستة وعشرين، وإحدى عشرة بنتا، وعند مرضه يتوقف أتباعه عن العمل، ويلجئون للمساجد والساحات، يبكون ويتضرعون لله أن يشفي واليهم حمزة الفنصوري، ويعتبرون مرضه نتيجة ذنوب ارتكبوها، بل إن البعض يعاقب نفسه بالقتل، لاحساس أتباعه بعقدة الذنب لعدم اتباع توجيهات حمزة رسول الفنصوري.
وفي مقره يجتمع الناس من جميع أرجاء جزر الأرخبيل والدول المجاورة، ليصل لعشرات الآلاف، يبكون ويصلون ويدعون الله ورسوله أن يغفر لهم ذنوبهم، ويشفي واليهم حمزة الفنصوري، وما أن يتماثل للشفاء، يقوم أتباعه بإيقاد الفحم والحطب في غرفة خاصة على سطح المدرسة الرسولية، ليصعد الدخان ويملأ سماء المكان، ليبشر الجميع بتعافي الوالي حمزة الفنصوري، إيذانا ببدء احتفالات أتباعه في الساحة المحيطة بمقر إقامته، ويتوزعون على مجموعات كبيرة في الساحة لإقامة الاحتفالات الإنشادية الصوفية، ويتناولون الحلويات والعسل، وما يملكون من أنواع الأطعمة وأشهاها، ويوزعون الحلويات في الطرقات، ويطلبون الناس الدعاء والشكر للوالي حمزة.
ويبلغ أتباعه في جميع أرجاء أقاليم الأرخبيل لإقامة مراسيم الاحتفالات، ليظهر الوالي حمزة الفنصوري من شرفة خاصة في الدور الثاني، ومطلة على الساحة، ليلقي التحية على الحضور قائلا: لقد من الله عليَ بالشفاء، لدعائكم وتضرعكم لله، وغفرانه لذنوبكم وأخطائكم، إن توبتكم عن الخطيئة جعل الله ورسوله يستجيبا لتوبتكم، ويمن عليَ بالشفاء من المرض، وأرسلت كلمته عبر اللاسلكي لأتباعه في الأقاليم، لتلقى عليهم ويحتفلون، وبعد توقف الاحتفالات يجمعون أفضل ما يملكون للوالي، ليرسلها ممثله في الأقاليم أو في جزر الأرخبيل التي يتواجد فيه أتباعه، ويعودون لأعمالهم ومنازلهم، وهم أكثر حرصا لتجنب الخطيئة، وتنفيذ توجيهات الوالي.
لقد أوجد الفنصوري الإعتقاد لدى أتباعه أنه يشفي المرضى، وعند مرض أحد أقاربهم يدعون باسم الوالي أن يشفيه، ويطلبون شفاعته، وفي حالة الأمراض المستعصية، يتوجهون لمقر إقامة حمزة الفنصوري، وينتظرون أشهرا أو اسابيع، وقد يموت المريض هناك، ويعتبر موته دخولا للجنة، وتعويضا لحياة الدنيا، وقد ينفقون ما يملكون حتى يقابلون الوالي حمزة، وتكون الفرحة الكبرى للمريض ومرافقيه، ويقوم الوالي حمزة بالمسح على رأس المريض، ويقرأ عليه بعض المعوذات، ويعطيه قليلا من الماء المخلوط مع العسل والثوم وحبة البركة، ويأمر بإدخاله إلى إحدى غرف الإقامة للمرضى، وتقام له قراءة القرآن والتوشيحات الصوفية، ويعطى أفضل الطعام والشراب، ودواء الوالي، وعند تماثله للشفاء يعطيه الوالي بعض النصائح، وأدوية على شكل محاليل الأعشاب، ويحمل بالطعام والحبوب بمختلف أنواعه، والعسل والسمن، وبعض الحروز الصوفية يستخدمها في مواقف مختلفة، وفي حالة الموت، يبشر أقرباءه بالجنة، وإذا عاد لبلده يستقبل استقبالا حارا، ويعرض عليهم ورقة البشارة بالجنة، والهدايا التي أعطاهم الوالي، ليتمنى كل واحد أن يقابله ويحصل على صك الجنة.
وفي موضوع الحج، لا يسمح الوالي حمزة الفنصوري إلا لمن أقام عنده، أو كبار أتباعه من أئمة مذهبه، ويلقي عليهم مجموعة طقوس وتعاليم يتبعوها أثناء الحج، ويأمرهم بالإبتعاد عن شعائر الحج المعروفة، ومن يخالف تعاليمه مصيره التعاسة في الدنيا والنار في الآخرة، ويعتبر عاص لتعاليم الوالي، وبالفعل يحرص حجاجه على إتباع تعاليمه من طقوس وقراءة القرآن، والوقوف بعرفة، ورمي الجمرات، والطواف.
وعند عودتهم لمقر إقامته، يمكثون شهرا، ليتعرف الوالي حمزة الفنصوري على انطباعاتهم في الحج، وينالون رضاه، أما من أخطأ وخرج عن الطقوس المعدة للطائفة، أو اتبع شعائر الحج المألوفة، يأمر بنبذه وتكفيره، وعقابه حتى يصبح مثلا لمن يغضب الوالي.
يتبــــع...
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب