اعترافات أول النهار
اعترف لا يجب أن أكتب الآن، لكن في صدري جرح مضاعف ينزف وإذ لم أضمده سأذوب فيه وأتلاشى ،ولا حيلة لي ،ولا أماكن منعزلة ،وليس من فرصة للهرب ،والدموع انسكبت وحدها فلم تستطع جرف كل تلك الدماء المتيبسة على طول الطريق نحو الموت ،ولا أفق لي ولا وسادة ضد الغرق ،وهذه الأرض بما رحبت ضيق وليس لظلمتها من فلق،لذا سأكتب وتبا للكتابة وألف تب.
اعترف أن الإنتحار أمر حتمي وواجب للذين حرمتهم الحياة من الموت، وأغدقت عليهم بالخيبات اللامتناهية ،ولست بحاجة لنصح ديني أو مجاملات تهدئة أو محاولات لسبر أغوار مزاجي المنهك ولا طاقة لدي لتلقي الإعتراضات وتهم التكفير المنتشرة أكثر من كورونا ،من آمن باعترافي ليفعل ومن كفر ليصمت.
اعترف لا أملك فلسا واحدا في حقيبتي وأمر كهذا لا يدع للقارئ شك في أن المشكلة الجوهرية لكل مشاكل هذا الكون الكئيب هو المال ،والمال ليس صعبا الحصول عليه إنما الصعب هو مانضعه نحن أنفسنا بيننا وبينه كالأخلاق مثلا ،والكثير الكثير من البشر لا حواجز لديهم ولا خطوط دفاع مثلهم كمثل الحمير.
أعترف وأعترف وهذه الإعترافات مصائب لا يود العالم معرفتها البتة وبموجبها سيشنقون حتى طيفي وخيالي ولو بعد ألف عام من الآن.
أميمة........ وبعضا مما ابتلعته من الدروس السوداء.
2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب