البُعْدُ أَرَّقَنا
_
مِنْ مُهْجَةِ الرُّوحِ حتى مُنْتهى الزَمَنِ
ونَحْنُ ياقَوْمُ في ضَعْفٍ وفي وَهَنِ
ماالحالُ في البُعْدِ إلا مِثْلَ واقِعِنا
كحالِ صَنْعاءَ حالُ الكَيْدِ والمِحَنِ
هُنا الحَضاراتُ حِبْرٌ ذابَ في وَرَقٍ
واتْخَمَ الهَمُّ شؤماً في ثَرَى الوَطَنِ
الــغَرْبُ تَلْهـو عــلى أَوْتارِ نَهْـضَتٍنا
والرّاقِصونَ هُـمُ الحُكَّامُ في العَلَنِ
لا أَحـْـزَنَ اللهُ قلباً صِـرْتُ أَسْكُنُهُ
مَهْما ســقاني كـُؤوسَ الغَمِّ والشَجَنِ
في طَرْفِها ضاعـَتِ الدُّنيا وزِينَتِـها
أَرْخَصْتُ في لَحْظِها الغالي مَِن الثَّمَنٍ
جَمِـيـلَةٌ قـد غـَزَتْ قـلـبي بِعِفًّتِها
نَحِيلَةُ الخَصْرِ ذاتُ الـمَـبْسَمِ الحَسَنِ
يُــغـادِرُ الــيـَأْسُ أَنْ أَلْـقـَى بِوَجْنَتِها
بَراعِـمَ العِشْقِ قـد أَغْفَتْ على فَنِنِ
أشـَتـَمُّ مِنْـها عـَبِـيــراً يَحْتَوي عـَبَـقاً
يَبـْقــى شَــذاهُ وإِنْ رَامَـتْ لِتَتْرُكَنـي
أَلْفَيْتُ فــي وَصْلِها ماكانَ يَنْقُـصُني
وفــي شَــواطـِئ ِعَيْـنَيْها رَسَـتْ سُفـُني
لا الـشَّمـْسُ تُشْبِهـُها ضوءً ولا قَمـَرُ
ما مِــثْلٌها جَـادَ لي بالحُضْنِ والسَكَنِ
قـامــَـتْ لِتَغْــمـُرَني شَـــوقاً تُعانِقُــنـي
نادَتْ عـَلَيَّ بِهَـمْـسِ العاشـِقِ الـفَـطـِنِ
*عـمـيـد عـارف مـهـيـوب*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب