ألوان الألم
سهمُ المآسي في أعماقِنا قدحا
ناراً بنشوةِ صمتٍ يحتسي قدحا
كثرُ المواجعِ موالٌ نرددُهُ
في أمسياتٍ شتاءٍ ترقبُ الشبحا
ماتت على صفحةِ الأحلامِ أمنيتي
والبؤسُ نحو قلوبِ البائسين نحا
شاخت هنا بسمةُ للطفلِ وارتسمت
كآبةٌ خنقت في ثغرِهِ المرحا
من أيِّ لونٍ تُرى آلامُنا مُزجت
فلم نجد في صدى أطيافِها قُزحا ؟
لا الليلُ جاد بأقمارٍ نسامرُها
ولا النهارُ عن الأتراحِ قد برحا
ولا الأخاءُ سرى فينا فينعشنا
ولا الشقيقُ عن الإخوانِ قد صفحا
فبأسُنا بيننا قد صارَ مُتسِعاً
من ذا الذي من جحيمِ الشرِ قد ربحا؟
من العجائبِ يا دنيا الغرائبِ أن
يغدو العزيزُ بابِ الخصمِ منبطحا
أعداؤنا حققوا ما كانَ مُتسِماً
بالمستحيلِ فصارَ اليومَ مكتسحا
ونحنُ في عالمِ الأمواتِ لستُ أرى
حياً يقدمُ للأمواتِ مقترحا
ولم أجد أمةً في كنهِها مُسِخَت
كأمةٍ الضادِ أمرٌ صارَ مُتضِحا
نمضي بلا هدفٍ نحيا بلا أملٍ
نهوى بلا شغفٍ فالأنسُ قد جَنحا
غثاءُ سيلٍ علقنا في متاهتِهِ
حتى ألفنا من الأحداثِ ما قُبِحا
فإننا عالةٌ مستهلكون لِما
جادوا بتصنيعِهم مما سحا ودحا
فهل سيأتي يومٌ نجتني أملاً ؟
يعودُ من مجدنا المرموقِ ما نزحا ؟
حتماً يعودُ إذا ما كانَ مرجعُنا
لمنهجٍ فيهِ أمرُ القومِ قد صلحا
الأستاذ/ يحيى حزام الحايطي
2021/6/22
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب