السبت، 29 يناير 2022

زين الشباب، الشاعر/محمد إبراهيم الرقيحي


.... زَين الشَّباب ...

شعر / محمد إبراهيم الرقيحي

* في وداعِ زَين الشباب الشاعر الناقد الشاب الأستاذ وليد أحمد الحُسام ٢٠ / ١ / ٢٠٢٢م ..

وَداعًا، لا يُطيقُ لَهُ الحَزِينُ
ولا يَكفِيهِ مَدمَعُهُ السَّخِينُ

وهَل لِلمُرهَفِ الحَسَّاسِ إِلَّا
شُعورٌ مِنهُ تَنفَجِرُ العُيُونُ

وَداعًا، لا سُلُوَّ ولا عَزاءٌ
وبَعدَكَ لا قَرارَ ولا سُكُونُ

وبُعدًا لِلحَياةِ - وقَد تَقَضَّتْ -
وقَد سَرَقَت أَحِبَّتِيَ المَنُونُ

*******

وَداعًا، مَا أَعَزَّكَ مِن فَقيدٍ
لَهُ فِي كُلِّ مُفتَأَدٍ طَعِينُ

وعُذرًا إِن عَثَرتُ فَفي لِسانِي
مِنَ الأَلَمِ المُفَجَّعِ ما يَخُونُ

مُصابُ الشِّعرِ أَكبَرُ أَن يُعَزَّى
وأَعظَمُ أَن يَكونَ لَهُ قَرِينُ

ومَا أَنكَا الجِراحَ، تَسُلُّ نابًا
وتَغرِزُهُ، ومَن شَاءَت تَصُونُ

ووَاهًا أَيُّها البَدرُ المُسَجَّى
عَلَيكَ وأَنتَ تُطفِئُكَ السُّنُونُ

ووَاحَرَبَا عَلَيكَ مِنَ المَنايَا
وقَد غَالَتكَ دَاهِيَةٌ خَؤُونُ

*******

وَقَفتُ وقَد ذُهِلتُ عَلَى نَعِيٍّ
فكَيفَ بِمَن بِهِ انبَعَثَت شُجُونُ

وصِرتُ كَأَنَّ صَدرِي عَادَ قَفرًا
كَجَردَاءٍ تَعَاقَبَهَا السِّنِينُ

وأَذهَلَنِي المُصَابُ، وثَمَّ ظَنٌّ
وكَم شَكِّ تُؤَكِّدُهُ الظُّنُونُ

ولَمَّا أَن نُعِيتَ إِلَيَّ حَقًّا
وجَارَ عَلَيَّ في الدُّنيَا اليَقِينُ

ومَرَّ بِأَخيِلَاتِي طَيفُ ذِكرَى
يَطُوفُ عَلَيَّ، والذِّكرَى فُتُونُ

ولَجَّتْ بِي الهُمُومُ وضِقتُ ذَرعًا
وشَفَّ الوَجدُ واندَلَعَ الأَنِينُ

فَزِعتُ إِلَى القَوافِي وَهيَ ثَكلَى
بِها قَذَفَت نَوًى قَذَفٌ شَطُونُ

*******

فيَا رُوحًا مِنَ النَّسَماتِ أَنقَى
سَلامُ اللهِ تَترَى والحَنِينُ

ويَا نَفَسًا أَرَقَّ نَدًى وطِيبًا
لَهُ صَبَتِ الصَّبَا، وَهَفَت غُصُونُ

ويَا تُربًا يَضُمُّ بِهِ "وَلِيدًا"
سَقاكَ الغَيثُ والدَّمعُ الهَتُونُ

وزَارَتكَ الغَداةَ إِلى العَشايَا
تَراتِيلٌ تُدَرُّ بِها الجُفُونُ

وطَيَّبَ مِن ثَراكَ عَبِيرُ عَرفٍ
يُلَفُّ بِهِ، كَما لُفَّ الجَنِينُ

حَيِيتَ فَكُنتَ مَفخَرَةً تَزِينُ
ومِتَّ فَكُنتَ فَاجِعَةً تَرِينُ

*******

ويَا زَينَ الشَّبابِ، رَحَلتَ غَضًّا
طَرِيَّ العُودِ لَم يَكسِرْهُ لِينُ

رَحَلتَ وَأَنتَ مُبتَسِمٌ بَشوشٌ
كَذاكَ اللُّطفُ جَوهَرُكَ الثَّمِينُ

وَسِرتَ وَأَنتَ مَحمُودُ السَّجايَا
رَقِيقُ الطَّبعِ، مَشرَبُهُ مَعِينُ

وفَارَقتَ الرِّفاقَ وأَنتَ أَدرَى
بِأَنَّكَ في قُلوبِهِمُ مَكِينُ

وعَن عَجَلٍ مَضَيتَ وفي هُدوءٍ
ولا نَبَأٌ يَنُمُّ ولا أُذُونُ

فأُقسِمُ ما جَرَحتَ لَنا وَتينًا
وأُقسِمُ مِنكَ قَد جُرِحَ الوَتِينُ

وأَمَّا الدَّمعُ فَهوَ عَليكَ وَقفٌ
وإِن رُسِمَت بِحُمرَتِهُ الشُّؤُونُ

وعِندَ اللهِ في الشُّهَدَاءِ نَرجُو
ونَحسَبُكَ الشَّهيدَ لَهُ تَكُونُ

*******

ويَا سَيفًا (حُسامًا) لَم يُثَلَّمْ
ولَم تَفلُلْ مَضارِبَهُ قُيُونُ

رَمَت بِكَلاكِلٍ وَطَنًا عَزيزًا
وأَلقَتهَا صُرُوفُ رَدًى طَحُونُ

فلَم تَكُ بِالرَّخيصِ ولا المُرائِي
فيَعلَقَ فِي رِدائِكَ ما يَشِينُ

ولَكِن فِي مُواجَهَةِ الأَعادِي
صَمَدتَ لَهُم، وغَيرُكَ مُستَكِينُ

وفِي الأَوطانِ قِصَّةُ كُلِّ عِشقٍ
لَها فِي قَلبِ ذِي فَنٍّ فُنُونُ

وأَخلِقْ بِالنَّبيلِ يَرُدُّ دَينًا
فكُلُّ فَتًى لتُربَتِهِ مَدِينُ

عَلى أَنَّ المُثَقَّفَ إِن تَماهَى
وبَاعَ بِلادَهُ لَهُوَ المَهِينُ

ولَم أَرَ في صُنُوفِ النَّاسِ شَرًّا
كَذي قَلَمٍ تَخُطُّ بِهِ البُطُونُ

*******

أَخا الإِحسَاسِ، والدُّنيَا اختِبارٌ
يَبِينُ بِهِ الأَصيلُ ويَستَبِينُ

هُنا وَطَنٌ يَعِزُّ عَلَيكَ عِزًّا
- وأَيمُ اللهِ - مَرآهُ الثَّخِينُ

وتَحلُمُ أَن تَكُونَ لَهُ فِداءً
وتَطرَبُ إِذ تُمَجِّدُهُ اللُّحُونُ

فكَيفَ وفِيهِ يَرتَفِعُ اللَّعِينُ
وكَيفَ وفِيهِ يَحتَطِبُ الأَنِينُ

أَما لَو جُلتَ مُجتَلِيًا رُباهُ
تُطارِحُكَ السُّهُولُ أَوِ الحُزُونُ

لَرَاعَكَ مَا تَرَى، ولَقُلتَ حُزنًا
لَقَد قَرَّت بِمَصرَعِكَ العُيُونُ

*******

وشَأنُ الحُرِّ وَهوَ أَخُو اغتِرابٍ
غَريبٌ كَم بِهِ شَقِيَت قُرُونُ

عَلَيكَ سَلامُ ذِي مِقَةٍ صَدوقٍ
إِلَيكَ يَهُزُّهُ خُلُقٌ وَدِينُ

ويَا زَينَ الشَّبابِ وكُلُّ لَيثٍ
فَلَن يَبقَى لَهُ أَبَدًا عَرِينُ

"وكُلُّ أَخٍ مُفارِقُهُ أَخُوهُ"
وكُلُّ فَتًى بِشِيمَتِهِ سَجِينُ

وكُلُّ ضُحًى لَهُ فِينَا شُؤُونُ
وكُلُّ يَدٍ بِما كَسَبَت رَهِينُ

#محمد_إبراهيم_الرقيحي
#زَين_الشَّباب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *