________________________
أيها العصفور قل لي
كيف أصدح بالغناء
أشدو بالأنغام مثلك
دونما أدنـــى عناء
قال لي العصفور:عفواً
أنت من جنسٍ غريب
قلت:لاأعرف جنسي
قال:ذا شيءٌ عجيب
أنت لاتعرف جنسك
وبلا وعيٍ تُـــدَار
لست عصفوراً بتاتاً
ربما أنت حمــــار
..................................
شارداً سرتُ بصمتٍ
داخلي حزنٌ عميق
لَمَحَت عيني حماراً
يمشي في ذات الطريق
قلت:ياطيب هل لي
أن أكن مثلك ناهق
دون سجنٍ وحدودٍ
من قيود الذل آبِق
قال لي:لا لستَ مثلي
أماتدري من تكون
قلت:لا ، قال: غبيٌ
ربما بغـــلٌ فدون
...................................
هل لي أن أصبح مثلك
أيها البغــــــل الشديد
أحمل القهر بصبرٍ
دون إحساسٍ، بليد
قال: كُن، من ذا سيأبى
قلت:ذُلِّي وانبطاحـي
قال:فاغرُب لستَ بغلا
لستُ أرضى بالجراحِ
قلت:قل لي من أكون
قال:دعني كي أُخَمِّن
تبدو لي كلبٌ أليفٌ
يرضى بالظلم يُؤَمِّن
...................................
هل لي أن أنبح مثلك
أيها الكلب الهمام
أعقر الظالم عَضَّـا
ثم أحيا في سلام
قال:هل يدعوكَ كلباً؟
قلت:مسؤولو بلادي...
كلهم يســرق خبزي
وبـ(كلبٍ) لي ينادي
قال:هل أنت شجاعٌ
قلت:لا، دوماً أَغُضُّ
قال:مهبولٌ لتذهب
تافهٌ طولٌ وعرضُ
...................................
انفني من أرضي هيا
أيها البحر المديد
زَبَدٌ هيا فألقـــــي
بي إلى العمق البعيد
تافهٌ، لا لستُ أجدي
قال:دعني سوف أنظر
بَسَطَ الموج مرايا
فرآني و تَمَعَــــر
صاح بي بل أنت أدنى
من فقاعـات الزَبَد
أنت شخصٌ عربيٌ
فانتحر يسلو الأبد
قلت:هيا فابتلعني
قال:لا أهضم مثلك
هيا فلتلقي بنفسك
من على بيتك تهلك
قلت:إن ألقيت نفسي
لن أَمُت ياذا الحصيف
إن مأوايَ و بيتـــي
كائنٌ فوق الرصيف
قال:فلتشنق نفسك؟
لاأجد ثمن الحبال..
قال:حبلٌ من ثيابك؟
قلت:أيضاً ذا محال..
ولماذا؟..قلــت إني
عارياً دون ثياب
كائنٌ من دون بيتٍ
جائعٌ فرشي التراب
قال لي:يبقى طريقٌ
واحدٌ كي تنتحر
قلت:عَجِّل، قال:يكفي
تبقى حَيَّــاً تنتظر
مَيِّتٌ ما دمت باقٍ
في بلاد العـــربِ
إن أقوى إنتحارٍ
ترشف الذل غبي
✍🏻 خالد الباشا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب