.
نفثات شعورية في محراب الشعر
*(عاصمة الحنين والمطر)*
شعر: محمد ناصر السعيدي
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
سلامٌ على (إبٍّ) ومن سكنوا (إبَّا)
ِ أهيمُ بها حُبَّاً وأشتاقُها حُبَّا
تخيَّرتُها دونَ المدائنِ موطناً
ودونَ حسانِ الأرضِ أسلمتُها القلبا
وأعلنتُ فيها الشعر َميلادَ دهشةٍ
تفاعيلُهُ الخضراءُ لا تعرفُ الجدبا
ولي في روابيها ربيعٌ وواحةٌ
وناياتُ فجرٍ تعزفُ الماءَ والعشبا
عروسُ الرُّبا محظيَّةُ العطرِ والنّدى
على جنَّةِ المعنى استوت منزلاً رحبا
تحجُّ إليها الطيرُ من كلِّ دوحةٍ
ترتّلُ لحنَ الوصلِ تسكبُهُ سكبا
يصلّي لديها الغيمُ كلَّ فروضِهِ
وتُقرؤها الأنسامُ مرويَّةَ القربى
مدينةَ أحبابي سلامٌ ولهفةٌ
إذا ما نأى عنكِ الفؤادُ لكِ العتبى
أشاطرُكِ الأحلامَ في لجَّةِ الرَّدى
وليسَ يهابُ السَّهلَ من يبلغُ الصَّعبا
وأرسمُ في عينيكِ حقلاً من الرؤى
ونهرَ اشتياقٍ يرتدي وادياً خصبا
ويرمقُنا (بعدانُ) والشمسُ تاجُهُ
بأغنيةٍ تنسابُ من سفحِهِ غربا
و (ميتمُ) يروي للذّرى سِفرَ (جبلةٍ)
بهاءً وعِزَّاً يملأُ الأفقَ الرَّحبا
ويمتشقُ (ابنُ الفضلِ) سيفاً ورايةً
ليعلنَ ملءَ المجدِ ضدَّ الدجى حربا
سلامي على دارِ الكراماتِ كلّما
بدا في المرايا منكِ ما ينثني قربا
مواسمُكِ الأنقى حكايةُ عاشقٍ
تبتّلَ في دربِ الهوى يقطعُ الدَّربا
تسَوَّرَ عذَّالوهُ محرابَ حبِّهِ
وما طاولوا حلماً وما أحدثوا نقبا
فويلٌ لمحرومٍ أتاكِ وآبَ من
مرابعِكِ الأشهى ولم يرتشف نخبا
ومن لم يمت قبلَ اعتناقِكِ مذهباً
وجارت بهِ الآفاقُ ثمَّ قضى نحبا
ومن غرَّها الترحالُ في المدنِ التي
إذا ما تبدّى زيفُها امتلأت رعبا
أُحبُّكِ يا أحلى المدائنِ مدنفاً
فهل مِن فتىً - يا سلوتي - ينقذُ الصَّبّا؟
وهل مِن صباحاتٍ تقودُ قصائدي
إليكِ وتسقي لوعتي ماءَكِ العذبا؟
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب