آيَةُ التِّيْن..!!
مِنْ أيِّ زَمَاٰنٍ تَأْتِينِي
وَمَكَاٰنٍ، تَقْحَمُ تَكْوِينِي
فَيَنُوحُ بِعُمْرِي طُوفَاٰنٌ
يُغْرِقُنِي مُذْ ذَاٰكَ الْحِينِ؟!
يَقْذِفُنِي مَوْجٌ أَعْلُوهُ
حِينًا وَيَعُودُ يُوَاٰرِينِي
وَيَسِيلُ بِجَوْرٍ مُنْهَمِرٍ
فَعَسَىٰ مِنْ جَوْرِهِ يُعْفِينِي
يَاٰ ذَاٰكَ الْخَاٰئِفُ تَسْكُنُني
وَأَتُوقُ لِرُكْنِكَ يُؤْوِينِي
أَتُرَىٰ بِالْحُبِّ تُهَدِّدُنِي
أَغْزُوهُ وَطَوْرًا يَغْزُونِي؟
يَاٰ هٰذَا الْوَاٰفِدُ، تُجْهِدُني
بِالصَّمْتِ، وَصَمْتُكَ يُغْوِينِي
أَهُوَ الْحُبُّ الْجَاٰنِي، وَأَنَاٰ
كَالْحُبِّ أَنُوءُ بِمَكْنُوْنِ؟
أَتَقَلَّبُ طُولَ الْحُبِّ عَلَىٰ
شَكٍّ كَتَقَلُّبِ مَجْنُونِ
وَأَسِيرُ عَلَىٰ جَمْرٍ مِنْهُ
بِالْقَلْبِ حُرُوقٌ تَكْفِينِي
أَخْشَىٰ مَاٰ أَخْشَىٰ مِكْيَاٰلًا
لَمْ يَخْبُرْ كَيْلَ الْمَوْزُونِ
أَقْسَمْتُ بِآيَاٰتِ الْقُرْآنِ
وَلُذْتُ بِآيَةِ "وَالتِّينِ"
وَقَرَأْتُ بِمُحْكَمِ سُورَتِهَاٰ
عَنْ بَلَدٍ فِي الْحِفْظِ أَمِينِ
فَلَجَأْتُ لِعِصْمَةِ آيَتِهَاٰ
أَمْضِي لِلْبَلَدِ الْمَأْمُونِ
فَرَأَيْتُ بِأَحْسَنِ تَقْوِيمٍ
قُدُسًا فِي جَبَلِ الزَّيْتُونِ
وَتَشَكَّلَ أَطْوَاٰرًا شَتَّىٰ
وَاسْتَعْصَمَ فِي طُورِ سِنِينِ
أَتُرَاٰهُ أَتَاٰنِيْ يَعْصِمُنِي
مِنْ دَفْقِ السَّيْلِ وَيُرْسِينِي
مَاٰ غِيضَ الْجَوْدُ عَلَى الْجُودِيْـ
يِ لِأَبْرَأَ مِنْ نَفْثِ ظُنُونِي
وَأَنَا الْمَاٰزِلْتُ بِبَطْنِ الْحُو
تِ أُعَزِّي الرُّوحَ بِذِي النُّونِ
يَاٰ يُونُسُ هَلْ لِي بِدُعَاٰءٍ
فِي سَجْدَةِ لَيْلٍ يُنْجِينِي
إِنِّي أَسْرَفْتُ وَلَمْ أعْلَمْ
أَنِّي أَتَرَدَّىٰ فِي الْهُونِ
أَتَرَدَّىٰ فِي الْبِئْرِ مُلِيمًا
مَلْحُودًا تَحْتَ أَرَاٰضِينِ
وَالْبِئْرُ لِشِدَّةِ ظُلْمَتِهَاٰ
نَكَبَتْ آٰمَاٰلَ الْمَدْفُونِ
فَهُنَاٰكَ أَرَاٰنِي مَتْرُوكًا
وَقَدِ اسْتَنْفَدتُ قَرَاٰبِينِي
إِذْ لَاٰ سَيَّاٰرَةَ تُنْجِدُنِي
وَبِثَمَنٍ بَخْسٍ تَشْرِينِي
سَاٰوَرَنِي الصَّحْوُ مَتَىٰ هَدَلَتْ
وَرْقاٰءُ بِفَيْءِ أَفَاٰنِينِ
لٰكِنْ مَاٰزَاٰلَتْ أَشْرِعَتِي
تَشْتَاٰقُ لِأَمْنٍ يَجْفُونِي
دَفَعَتْ بِقِلَاٰعِ صَوَاٰرِيهَاٰ
فِي وَجْهِ الظَّنِّ الْمَأْفُونِ
بِخُشُوعٍ تَرْقُبُ مَنْجَاٰةً
فِي ظِلِّ شُجَيْرَةِ يَقْطِينِ
تَبْحَثُ فِي غَوْرِ مَوَاٰنِئِهَاٰ
عَنْ أَثَرِ الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ
عَنْ شَطٍّ تَحْضُنُ حِكْمَتُهُ
مِرْسَاٰةَ الْوَعْدِ الْمَيْمُونِ
مِرْسَاٰةً تَجْلُو أَوْهَاٰمًا
تَتَقَاٰسَمُ شَكِّي وَيَقِينِي
أَوْهَاٰمًا كَتَبَتْ مَرْثَاٰتِي
بِمِدَاٰدِ دَهَاٰءِ دَهَاٰقِينِ
فَصَبَرْتُ وَصَاٰبَرْتُ كَثِيرًا
لِثَوَاٰبٍ لَيْسَ بِمَمْنُونِ
آهٍ لَوْ فُزْتُ بِعِصْمَتِهِ
فَأَفُوزَ بِأَجْرٍ مَضْمُونِ!!
باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب