يَاٰ قَاٰبِلَ التَّوْب
...
هَجَمَ الْمَشِيبُ بِقَضِّهِ وَقَضِيضِهِ
يَجْتَزُّ خِصْبَ الْعُمْرِ جَيْشًا جَحْفَلَاٰ
فَالشَّيْبُ قَطَّعَ كُلَّ أَوْدَاٰجِ الصِّبَاٰ
وَغَدَاٰ رَفِيفُ الذَّاٰتِ قَفْراً مُمْحِلَاٰ
بِالْأَمْسِ كَاٰنَ الْقَلْبُ رَيَّاٰنَ الشَّذَاٰ
بِزُهَا الشَّبَاٰبِ الْمُسْتَفِيضِ مُكَلَّلَاٰ
لٰكِنَّمَاٰ رُوحِي وَهَتْ أَوْتَاٰرُهَاٰ
وَخَبَاٰ رَنِيمُ صُدَاٰحِهَاٰ وَتَحَوَّلَاٰ
وَنَعَى الشَّبَاٰبُ الْغَضُّ بَرْقَ غُرُورِهِ
فَالْعَيْشُ آٰلٌ قَدْ تَرَاٰءَىٰ هَيْكَلَاٰ
لٰكِنْ تَهَاٰوَىٰ، أَخْلَقَتْ أَرْكَاٰنُهُ
وَتبَعْثَرَ الْبُنْيَاٰنُ ظِلًّا أَسْمَلَاٰ
آلَيْتُ صَبْرًا بَعْدَمَا اعْتَكَرَ الدُّجَى
لَيْلًا عَقِيمًا لَمْ يَزَلْ مُسْتَرْسِلَاٰ
وَالصُّبْحُ أَرْمَدُ لَيْسَ يُبْصِرُ مَنْفَذًا
وَالْتِّيهُ يَسْتَهْدِي بِتِيهٍ أَثْقَلَاٰ
مَاٰ لِلضُّحَىٰ أَمْسَىٰ حَسِيرًا لَاٰ يَرَىٰ
وَالْحَدْسُ أَمْسَىٰ فِي الْبَصِيرَةِ أحْوَلَاٰ؟!!
وَيْحِي مِنَ الشَّكْوَىٰ تَشَكَّلَ فَرْعُهَاٰ
فِي شَجْرَةِ الزَقُّومَ تُنْبِتُ حَنْظَلَاٰ
إِنِّي أُحَاٰذِرُ مُرَّهَاٰ وَلَطَاٰلَمَاٰ
حَذَرُ الْبَلَاٰءِ أَذَاٰقَنَاٰ مُرَّ الْبَلَاٰ
يَاٰ لَيْتَ يَوْمَ الْبَعْثِ أَلْقَىٰ وَجْهَهُ
لِيَؤُوبَ يَوْمِيَ مُشْرِقًا وَمُحَجَّلَاٰ
أَلْكُلُّ فَاٰنٍ ثُمَّ يُبْعَثُ ذَاٰهِلًا
مِنْ بَعْدِ فَوْتٍ قَدْ نَخَاٰلُ مُؤَجَّلَاٰ
نَطْوِي فُرَاٰدَىٰ مِثْلَ صِفْرٍ مُهْمَلٍ
أَيْنَ الصِّحَاٰبُ فَلَاٰ أَنِيسَ وَلَاٰ وَلَاٰ؟!
كُشِفَ الْغِطَاٰءُ عَنِ الْبَصَاٰئِرِ إِنَّمَاٰ
مَاٰ عَاٰدَ يَنْفَعُ أَنْ تَعُودَ فَتَعْمَلَاٰ
لَاٰ تَبْكِ مَاٰلَكَ، لَيْسَ يُجْدِي هَاٰ هُنَاٰ
لَوْلَاٰ أَتَيْتَ بِغَيْرِهِ مُتَمَوِّلَاٰ..؟!
زَاٰدٌ قَلِيلٌ وَالدُّرُوبُ مَتَاٰهَةٌ
سِرْدَاٰبُ تَثْرِيبٍ تَنَاٰهَىٰ هَوْجَلَاٰ
وَالنَّفْسُ كَاٰسِيَةٌ رِدَاٰءً عَاٰرِيًا
وَلَطَاٰلَمَاٰ ظَنَّتْ رِدَاٰهَاٰ مُخْمَلَاٰ
وَرَأَيْتُ أَوْزَاٰرِي تُؤَجِّجُ مِرْجَلي
فَسَكَبْتُ دَمْعِي أَتَّقِي ذَا الْمِرْجَلَاٰ
وَالْيَوْمَ أَنْدُبُ فَوْقَ رَسْمٍ دَاٰرِسٍ
دَهْرًا تَوَلَّىٰ بِالْهَوَىٰ مُتَغَزِّلَاٰ
كَيْفَ السَّبِيلُ إِلَىٰ مَنَاٰرِ مَحَجَّةٍ
تَهْدِي إِلَىٰ أَمَلٍ يُرِيحُ الْكَلْكَلَاٰ؟!
مِنْ كُلِّ أَحْدَاٰبِ الْمَعَاٰصِي فَاٰقَةٌ
تَشْكُو صِحَاٰفًا أَوْشَكَتْ أَنْ تُقْفَلَاٰ
جَلَّ الْأَسَىٰ يَاٰ نَفْسُ وَازْدَاٰدَ الْوَنَىٰ
فَتَجَلَّلِي بِالصَّبْرِ مِنْكِ تَجَمُّلَاٰ
وَتَعَوَّذِي بِاللهِ مِنْ نِحَلِ الْغَوَىٰ
نِحَلٌ مِنَ الشَّيْطَاٰنِ تَنْفُثُ أَنْصُلَاٰ
وَاسْتَيْقِنِي أَنَّ الْعِبَاٰدَةَ نِعْمَةٌ
تَنْسَاٰبُ فِي الْأَنْفَاٰسِ طُهْرًا أَكْمَلَاٰ
أَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ مَهَاٰبَةً
أَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ تَعَقُّلَاٰ
أَسْتَغْفِرُ الرَّبَ الْجَلِيلَ لِفَاٰقَتِي
أَسْتَغْفِرُ الرَّبَّ الْجَلِيلَ تَذَلُّلَاٰ
دَمْعُ الْمَآقِي يَاٰ إلٰهِي قَدْ هَمَىٰ
وَهَوَىٰ عَلَىٰ كَفِّ الرَّجَاٰءِ مُقَبِّلَاٰ
لَاٰ لَيْسَ إِلَّاٰ أَنْتَ تَجْبُرُ عَثْرَتِي
فَعَلَيْكَ كُنْتُ وَمَاٰ أَزَاٰلُ مُعَوِّلَاٰ
وَإِلَيْكَ أَشْكُو غُمَّتِي، فَرَزِيَّتِي
مِمَّا اكْتَسَبْتُ وَلَيْسَ لِي أَنْ أَجْهَلَاٰ
رَبَّاٰهُ بِاسْمِكَ يَاٰ كَرِيمُ تَوَلَّنِي
وَارْحَمْ وجُدْ بِالصَّفْحِ مِنْكَ مُسَرْبَلَاٰ
مَنْ لِي سِوَاٰكَ فَلَاٰ تَكِلْنِي لَحْظَةً
إِلَّاٰ لِحِفْظِكَ يَاٰ حَفِيْظُ تَفَضُّلَاٰ
كَمْ هَزَّنِي كَرْبِي وَنَفسِي اسْتَنْفَدَتْ
كُلَّ الذُّنُوبِ، فَمَاٰ عَسَىٰ أَنْ أَفْعَلَاٰ؟!
عَزَّ الْكَلَاٰمُ، وَكَيْفَ أُدْرِكُهُ مَتَىٰ
خَفَّتْ مَوَاٰزِينِي وَقَدْ عَظُمَ الْبِلَىٰ؟
أَشْكُو صَحائِفَهُ وَقَدْ طُوِيَتْ عَلَىٰ
أَنَّ الْجَزَاٰءَ مِنَ الْإِجَاٰبَةِ قَدْ خَلَاٰ
فَإِلَيْكَ هَمِّي يَاٰ جَلِيْلُ أَبُثُّهُ
مَنْ لِيْ سِوَاٰكَ فَأَرْتَجِيهِ مُؤَمِّلَاٰ؟
يَمَّمْتُ بَاٰبَكَ وَالذُّنُوبُ تَهُدُّنِي
أَضْحَتْ مَعَ الْأَيَّاٰمِ عِبْئًا مُثْقَلَاٰ
وَرَأَيْتُ فِيْ أُفُقِي الْخَطَاٰيَاٰ حُوَّمًا
تَرْمِيْ السِّهَاٰمَ، وَقَدْ أَصَاٰبَتْ مَقْتَلَاٰ
فَقَصَدتُ جُوْدَكَ سَاٰئِلًا يَاٰ خَاٰلِقِي
عَفْوًا وَعَاٰفِيَةً لِعَبْدِكَ مَوْئِلَاٰ
أُهْدِي الصَّلَاٰةَ عَلَىٰ الْحَبِيْبِ مُحَمَّدٍ
وَمَعَ السَّلَاٰمِ خِطَاٰبَ شَوْقٍ مُرْسَلَاٰ
يَاٰ سَيِّدَ الدُّنْيَاٰ ودَوْحَةَ طِيْبِهَاٰ
لِمَنِ اجْتَنَىٰ مِنْكَ الشَّفَاٰعَةَ وَاجْتَلَىٰ
فَاشْفَعْ شَفِيعَ الْخَلْقِ خَطْبِي جَلْجَلٌ
وَامْنُنْ لَدَى الرَّحْمٰنِ غَوْثًا أَجْزَلَاٰ
إِنِّي أَنَا الْمُضْطَرُّ صَاٰتَتْ دَعْوَتِي
وَحَبَاٰ أَنِينِي شَاٰكِيًا مُتَهَدِّلَاٰ
يَاٰ قَاٰبِلَ التَّوْبِ اسْتَغَاٰثَتْ أَدْمُعِي
بِأَمَاٰنِ حِلْمٍ مَاٰ لَهُ أَنْ يَأْفُلَاٰ
وَاسْتَنْكَرَتْ نَفْسِي عَلَيَّ تَأَوُّلِي
فِي مَا اكْتَسَبْتُ وَبَاٰتَ عُذْرِي أَعْزَلَاٰ
فَأَتَيْتُ وَالذَّنْبُ الْغَشُومُ يَلُفُّنِي
وَبِظُلْمِ نَفْسِي عَاٰثِرًا مُتَجَنْدِلَاٰ
أَمَّنْ يُجِيبُ تَوَسُّلِي وَتَمَلْمُلِي؟!
فَأَنَا الْفَضُوحُ بِدُونِ سِتْرِكَ فِي الْمَلَاٰ
ذَنْبِي عَظِيمٌ وَالْقِصَاصُ جَزَاٰؤُهُ
لٰكِنَّ عَفْوَكَ كَاٰنَ فَضْلًا أَمْثَلَاٰ
إِنْ كَاٰنَ لِي حَظٌّ لَدَيْكَ مِنَ الرِّضَىٰ
أَعْدُو إِلَى قَدَرِي أَجِيءُ مُهَرْوِلَاٰ
فَاكْتُبْ مَتَىٰ شِئْتَ الْمَنِيَّةَ إِنَّنِي
أَصْبُو إِلَيْكَ وَمُنْيَتِي أَنْ أَرْحَلَاٰ
...
باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب