لأمارة بالسوء! دروس من الدكتور عبدالسلام الكبسي

لأمارة بالسوء !
كلنا قد نمر بالتجربة نفسها , فليلتمس كل لكل عذرا , والسلام .

سؤال :
ماهو المعنى من "أمارة / لأمارة " , في قوله تعالى :" وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم " !?

الجواب :

1:
لأمارة : " اللام للتوكيد , و أمارة , بمعنى : مغرمة , مولعة , ميالة ...إلى آخره .
فالإنسان بطبيعة الحال مخلوق ضعيف :"
والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا " .
2:
وأما قولها :" وما أبرىء نفسي " , بمعنى : التزكية .
أي : ما أزكي نفسي .
إلا ما رحم ربي , فالمستثنى من ذلك هم الذين يقول الله في حقهم :" الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى " .
3:
بالسوء , بمعنى : بالإثم / بالخبث / بالشر ,  يتجاذبه حب الشهوات  , يقول الله :"  يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون " .
4:
وفي قولها ذلك إقرار بالحق , ودلالة على حكمتها , و شجاعتها  في الآن نفسه لأنها أقرت بالحق وتحملت هي وحدها المسؤولية  .
مسؤولية كل ماحدث .
و إذ كانت المسألة كلها مسألة وقوعها تحت تأثير قوي من الحب بيوسف , حد الشغف .
فالنساء يعجبهن في الرجال ما يعجب الرجال فيهن من جمال وكمال , وحسن و وسامة , وذكاء و دماثة أخلاق ..إلى آخر الصفات الحسنة .
" ومن الحب ما يعمي ويصم " , كما يقال في التراث العربي , فافهم , وقل رب زدني علما .

د.ع الكبسي .