زمان بلا نوعية
تطبيق الشاعر والمفكر عبد الله البردوني | الأعمال الشعرية والفكرية | أشكر كل من ساهم وتعاون في إخراج هذا العمل إلى النور
السلطان .. والثائر الشهيد
تنبيه: من البيت الأول إلى البيت 33 على لسان السلطان، ومن البيت 34 إلى آخر القصيدة على لسان الشهيد.
أسكن كالموتى يا أحمق
نم.. هذا قبر لا خندقْ
لا فرق لديك؟ نجوت إذن
واخترت المتراس الأوثقْ
تدري ما الموت؟ ألا تغفو؟
أقلقت الرعب وما تقلقْ
هل تنسى قتلَتكَ الأولى؟
وإلى الأخرى تعدو أشوقْ
***
من ذا أحياك أعيدوه؟
أعييت الشرطة والفيلق
هل كنت دفيناً؟ لا سمةٌ
للقبر، ولا تبدو مرهق
دمك المهدور- على رغمي-
أصبحت به، أزهى أأنق
أملي بالعافية الجذلى
ومن الرمح (الصعدي) أرشق
من أين طلعت أحر صباً
وأكر من الفرس الأبلق؟
قالوا: أبحرت على نعش
ويقال: رجعت على زورق!
أو ما دفنوك وأعلنا؟
فلماذا تعلو، تتألق؟
أركبت المدفن أجنحة
ونسجت من الكفن البيرق؟
***
ماذا يبدو، من يخدعني؟
بصري أو أنت؟ من الأصدق؟
شيء كالحية يلبسني
سيف بجفوني يتعلق
***
من أين تباغتني؟ أنأى
تدنو، أستخفي، تتسلق
تشويني منك رؤى حمر
يتهددني سيف أزرق
شبح حرباوي، يرنو
يغضي، يتقزم، يتعملق
***
من أي حجيم تتبدى؟
عن أي عيون تتفتق؟
الوادي باسمك يتحدى
والتل بصوتك، يتشدق
الصخر ينث خطاك لظى
الريح العجلى، تتبندق
أبكل عيون الشعب ترى؟
أبكل جوانحه تعشق؟
تحمر هناك، تموج هنا
من كل مكان تتدفق
***
قالوا: أخفي... أصبحت على
سلطاني، تسليطاً مطلق
تحتل قرارة جمجمتي
فأذوب، إلى نعلي أغرق
أردي، لا ألقى من يفنى
أسطو، لا ألقى من يفرق
أسبقت إليك؟ فكنت إلى
تقطيع شراييني أسبق؟
***
شككت الموت بمهنته
لا يدري يبكي أو يعرق!
هل شل القتل لباقته
أو أن فريسته ألبق!
هل من دمك اختضبت يده
أو أن أنامله تحرق
***
أقتلت القتل ولم تقتل؟
أوقعت الخطة في مأزق
القتل بصنعاء مقتول
وروائحه فيها أعبق
***
الآن عرفت.. فما الجدوى؟
سقط التنسيق، ومن نسق
أضحى القتال هم القتلى
أرديت (القائد والملحق)
***
كالبذر دفنت، هنا جسدي
والآن البذر هنا أورق
فلقلب التربة أشواق
كالورد، وحلم كالزنبق
لأنوثتها – كالناس – هوى
يتلظى، يخبو، يترقرق
بدماء الفادي تتحنى
لزفاف مناه تتزرق
عمقت القبر فجذرني
فبزغت من العمق المغلق
السطح إلى الماضي ينمو
وإلى الآتي، يمنو الأعمق
من ظلمته، يأتي أبهى كي
يبتكر الأبهى الأعرق
***
هل أهمس بوحي أو أعلي؟
ما عاد الهمس، هو الأليق
يامن مزقني، جمعنا
- في خط الثورة - من مزق
***
ماذا حققت؟ ألا تدري؟
وطني يدري، ماذا حقق
ويعي من أين أتى وإلى...
وعلى آتيه يتفوق
1977م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب