الخميس، 31 أكتوبر 2019

لستُ بشاعر بقلم أ. عبدالله محمد

لستُ بشاعرٍ عملاق ولا كاتبٍ خلاق ولا روائيٌ خرافيٌ لربما ولا أحتفظ للحاجة بشئ..

لا أملك أي مفردة برفقتي ولا احب الكلام غالباً حتى مع الأشخاص الذين أحبهم ابادلهم بدل من عفوية كلماتهم إبتسامات غرام وحب مختصرة ليس أكثر..

في جيوبي المتناخلة لا احمل سيرتي الذاتية بالطبع..
لا احمل شئ سوى قبضة هواء يضرب بها الريح وحسب..
لا كلمات لديَّ لا جديدة ولا مبتكرة ..
لا من حكايات الطريق التي أفلتت مني في متاهات حبلي السري المشدود بي حتى اللحظة..ولا من خرافات السنين الفائتة

لست ساذج الاوصاف ولا البلوغات.ولا مشوه العادة ولا الملامح.

لستُ حكيماً بالمناسبة ولا عاقلاً قط ودائما ما أنعت نفسي بالمجنون لكن الأمر يبقى سراً بيني بين..

قد لا اكون مواطناً عادياً خالصاً ابدا.من يدري؟؟
في اقاصي البلاد البعيدة المنكوبة باللعنات والمصابة كلياً بالشتائم الحارة الخارقة الموخزة في جبين الحدود وأحشاء الخارطة..

قد لا أكون إنساناً أيضاً بالتأكيد بعد كل هذه الحياة الملهوفة الواقفة على كل أشلائي.منذ البدء
من يدري حقاً؟؟

قد لا أكون مجرماً إلى النهاية ولا سفاك دماء ولا قاتلا. ولا مذنباً متهماً ولا سارق أموال
انا لست هنري أو بديهاً لأفعل ذالك..

أنا لست أدري من أكون؟؟
إن فعلت وحدث أن عرفت نفسي جيداً ذات مرة فسأفعل على نسيان ذالك متعمداً وأمحوني من قيود الذاكرة..

لن أتذكر أي شئ من مُتمِمَةِ الحكايات عني او بداياتها للأسف بسفاهة حمقاء..

سأكذب من جديد..
سأقول بأني لا اعرفني في المرة القادمة

سأهمس خفيفاً وأعدو بالرقص إلى حبيبتي وأنصحها أن لا تعرفني بعمق

فأنا لست بالكاد إلا مسكين بسيط ليس أكثر..
طيلة عشرون ربيعاً من السنوات الفائتة..
للغاية مسكينٌ وهالك ولا اجد أي هوية أو
حتى أنني لا أملكُ أي جيب في بنطالي  الذي أرتديه الآن فوق جلدي الحزين ..

قد لا أكون كبيراً في مقدار تناهيدها أمي ولا صغيراً قط..
قد لا أكون ذاك إلا تعسفاً

لم اجني أي دلائل من الدلائل ما قد توحي وتبرهنّ لي أولاً اني كَبرتُ ولم اعد طفلاً صغيراً..لا حقائق تذكر

بالمقابل سيقولون أنها هي عادة الحياة وإدماناً من لدنا ..
على حينِ حياءٍ مني وخجل قد إستغلني ذات يوم من كوني صغيراً طوال الوقت..أمام أبي وأمي والقرية..من دعاني لاكبر أكثر
لمَ لا يكبر ؟؟
في داخلي شيخوخة عجز من غير ما أتجاوزها
في داخلي ضجيج دار المسنين المتمركز في رأسي..
أنا الوغدُ القادم من البعيد جداً..
من هناك من مُلهيات القرية وعناقيد السنابل المقوسة بتلمحات المجارف والمناجل وترنمِ الفلاح في ظلال الحقول..

من تلقاءِ قلبي المفتوح تنافرت السنوات واحدة تلو الأخرى هكذا وحسب..
كبرتُ دونما أي دراية مني أو حتى من أمي التي كانت تضع ثياب بيتنا البالي فوق رأسي مع قطعة قماش مبلولة بالدمع كي لا أكبر

كبرتُ بعد شربي في القرية لكمية كبيرة من الحقين وتلعقي لقوارير ااسمن البلدي دفعة والألبان من أضراع المواشي والبهائم..
الأمر الذي دفعني لأكبر كان ذالك التحدي الإنجاز أمام إحدى صبايا قريتنا الجميلات التي دعتني حينها لأقوم بمغامرة شُرب الحقين مرة ومقاطعة..من إناء واسع..
كبرتُ أنا وكبُرت حبيبتي هنالك والآن لما انا عليه من فُرط البقاء ..تزوجت هي قبل عامين وتسبقني بطفل ونصف الآخر..وأنا لا أزال اتذكر هذه الأضحوكة..حتى يتطاير قلبي..من خلالها..شِقفُ أشلاء..وأشلاء

الأمر الذي دفعني لأتحدث هكذا بعدم مبالاة هو ذات الحقين المرغي وذات الحبيبة الماردة..

الأمر الذي سأنتهي به القليل من العشق والقليل من الحب ..
وثقة بها لا بد أنها سوف تأتي وتحكي لي بالسر الذي ظل يرتق جسدي بأبرة وخيطة طوال تلك السنوات..من تجاهلاتي في أن أعرف من أكون سأفعل ذالك والسلام..

عبدالله محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *