السبت، 9 نوفمبر 2019

قافلة البشائر بقلم الأديب باسم أحمد قبيطر

قَاٰفِلَةُ الْبَشَاٰئِر ..

يَوْمٌ يُبَاٰهِي كُلَّ يَوْمٍ مَحْتِدا
وَبِهِ الدُّنَىٰ تَشْدُو تُحَيِّي أَحْمَدا

يَوْمٌ عَلَى الْأَيَّاٰمِ طَاٰوَلَ هَاٰمَةً
وَعَلَا الدُّهُورَ وَرَاٰحَ يَنْفَحُهَاٰ هُدَىٰ

وَانْشَقَّ عَنْ نَبَإٍ تَقَدَّسَ سِرُّهُ
وَانْجَاٰبَ يَجْلُو لِلْبِشَاٰرَةِ مَوْعِدا

فَأَنَاٰفَ يَرْنُو لِلزَّمَاٰنِ سَمَاٰحَةً
يَمْتَدُّ فِي أُفُقِ الزَّمَاٰنِ مُمَهِّدا

فِي هُدْبِهِ ظِلُّ الْحَبِيبِ مُهَيْمِنٌ
وَالْعَيْنُ تَرْقُبُ تَرْتَجِي ذَا الْمَوْلِدا

أَوْفَىٰ وَزَكَّىٰ فِي الشُّهُورِ رَبِيعَهَاٰ
فَزَهَا الرَّبِيعُ وَفَاٰضَ بِشْرًا أَرْغَدا

وَاخْتَاٰلَ مَاٰ بَيْنَ الشُّهُورِ مُبَاٰهِيًا
كَيْمَاٰ يَزُفَّ لَهَا الشَّفِيعَ الْمُسْعِدا

وُلِدَ الْجَلَاٰلُ فَأَبْشِرُوا وَاسْتَبْشِرُوا
فَاللهُ أَحْكَمَ لِلشَّفَاٰعَةِ مَوْرِدا

فَتَهَلَّلَتْ كُلُّ الشُّمُوسِ لِنُورِهِ
تُهْدِي الْعَوَاٰلِمَ سِحْرَهَا الْمُتَجَدِّدا

يَاٰ سَعْدَهَاٰ تَزْكُو بِنُورِ مُحَمَّدٍ
تُذْكِي الزَّمَاٰنَ هِدَاٰيَةً مَا اسْتَرْشَدا

يَاٰ دُرَّةَ الْبَاٰرِي الَّذِي بِبَهَاٰئِهِ
تُسْبَى الْقُلُوبُ، لَهُ، بِهِ مُتَفَرِّدا

تَرْنُو إِلَيْكَ جَلَاٰلَةً وَتَوَجُّدًا
أَرْبَىٰ بِهَاٰ شَوْقٌ وَشَعَّ تَوَجُّدا

وَاٰفَتْكَ تَلْهَجُ بِالثَّنَاٰءِ ضَرَاٰعَةً
وَتَدَثَّرَتْ دِفْءَ الدُّعَاٰءِ تَعَبُّدا

يَاٰ مُبْتَغَى الثَّقَلَيْنِ شَوْقِي فَاٰضِحٌ
عِشْقِي أَبَا الزَّهْرَاٰءِ قَدْ جَاٰزَ الْمَدَىٰ

هَلْ لِي لِحَوْضِكَ مَوْرِدٌ أَرْقَىٰ لَهُ؟!
فَمِنَ الْجَوَىٰ دَمْعِي اسْتَهَاٰمَ تَهَجُّدا

وَهَمَىٰ عَلَىٰ دَرْبِ الشَّفَاٰعَةِ يَجْتَدِي
كَفًّا مَتَىٰ لُثِمَتْ تُرَوِّي الْأَكْبُدا

أَسْعِفْ لِسَاٰنِي ياٰ حَبِيبُ فَصَاٰحَةً
لَهَفِي عَلَيْكَ فَهَلْ إِلَىٰ أَنْ أَرْشُدا..؟!

فَعَلَىٰ ضِفَاٰفِ الْعُمْرِ أَرْثِي ذَاٰهِلًا
دَهْرًا تَبَعْثَرَ فِي مَتَاٰهَاٰتِ الدَّدا

أَوَمَا اشْتِعَاٰلُ الشَّيْبِ مَحْرَقَةُ الثَّوَاٰ-
نِي الْعَاٰدِيَاٰتِ مَتَى اسْتَشَاٰطَ وَأَوْعَدا؟!!

أَبْغِي رِضَى الرَّحْمٰنِ جِئْتُكَ طَاٰئِعًا
أُزْجِي الصَّلَاٰةَ مَعَ السَّلَاٰمِ مُرَدِّدا

لَمْ تَشْهَدِ الدُّنْيَاٰ رَحِيمًا مِثْلَهُ
أَرْسَى التَّرَاٰحُمَ فِي الْعَقِيدَةِ سَرْمَدا

حَتَّى الْجَمَاٰدُ الْتَاٰعَ يَشْكُو هَمَّهُ
هٰذَاٰ حَنِينُ الْجِذْعِ يَنْشِجُ مُجْهَدا

تَخِذُوا لِحِبِّ اللهِ يَوْمًا مِنْبَرًا
فَشَكاٰ إِلَيْهِ عَيَاٰءَهُ مُسْتَنْجِدا

بِحِمَىٰ شَفِيعِ الْخَلْقِ يَسْأَلُهُ الرِّضَىٰ
مُسْتَنْبِئًا عَمَّاٰ عَدَاٰ مِمَّاٰ بَدا

فَكَأَنَّهُ وَالصَّبُ أَثْمَلَ جَفْنَهُ
يَجْفُو الْكَرَىٰ فَرْطَ الْغَرَاٰمِ تَسَهُّدا

فَاعْتَلَّ من كَمَدٍ، تَأَوَّهَ ضَاٰرِعًا
وَهَوَى انْكِسَاٰرًا وَاعْتَرَاٰهُ تَأَوُّدا

وَأَبَاٰحَ حَشْرَجَةً تَبُثُّ حَنِينَهُ
فَإِذَاٰ مَدَاٰمِعُهُ تَفِيضُ تَشَهُّدا

أَوَّاٰهُ قَسَّمَهَا الْكَلِيمُ بِحَسْرَةٍ
فَتَهَدَّجَ التَّقْسِيمُ ثُمَّ تَقَصَّدا؟!

فَبَسَطْتَ أَنْمُلَكَ النَّدِيَّةَ مُسْعِفًا
حَتَّىٰ تَخَفَّفَ مِنْ أَرَاٰجِيزِ الْحُدا

يَاٰ خَيْرَ مَبْعُوثٍ وَخَيْرَ وَسِيلَةٍ
أُنْظُرْ عِبَاٰدَ اللهِ وَفُّوا الْمَشْهَدا

هٰذَا انْبِلَاٰجُ الصُّبْحِ يَسْطَعُ أَنْعُمًا
أَرْخَتْ ظِلَاٰلَ الْخَيْرِ عِزًّا أَمْجَدا

لاٰ يَنْبَغِي لِسِوَاٰكَ لَاٰ لَاٰ يَنْبَغِي
أَسِوَاٰكَ يَأْتِيهِ الْمَلَاٰكُ مُؤَيِّدا؟!!

لَاٰ تَرْتَضِي الْأَزْمَاٰنُ غَيْرَكَ مَنْهَجًا
قَدْ جِئْتَ تَرْفُلُ بِالصَّلَاٰحِ مُسَدِّدا

فَكَأَنَّمَاٰ أَنْتَ الْكِتَاٰبُ بِعَيْنِهِ
وَكَأَنَّمَا الْقُرْآنُ فِيْكَ تَجَسَّدا!!

بَطْحَاٰءُ مَكَّةَ أَشْرَقَتْ بِسَنَاٰئِهِ
وَتَوَسَّدَتْ أَلَقًا وَطُهْرًا أَمْلَدا

أَهْدَى الرِّيَاٰضَ الْبَاٰسِقَاٰتِ ذُكَاٰءَهَاٰ
فَزَكَاٰ عَبِيرُ الرَّوْضِ طَاٰفَ مُوَحِّدا

يَا ابْنَ الْأَمَاٰجِدِ مِنْ قُرَيْشٍ، سُدْتَهُمْ
قَبْلَ الرِّسَاٰلَةِ يَنْشُدُونَكَ مَقْصِدا

إِنْ عَزَّ خَطْبٌ كُنْتَ أَنْتَ لِوَاٰءَهُمْ
أَوْ غَاٰمَ أَمْرٌ كُنْتَ أَنْتَ الْمُرْشِدا

فَتَرَىٰ قُرَيْشًا وَالْأَكَاٰرِمَ كُلَّهُمْ
هُرِعُوا إِلَيْهِ كَرَاٰمَةً وَتَوَدُّدا

يَسْعَوْنَ فِي طَلَبِ النَّبِيِّ وَقُرْبِهِ
وَتَنَاٰفَسُوا أَدْنَى الْمَجَاٰلِسِ مَقْعَدا

مِنْ كُلِّ أَحْدَاٰبِ الْأَقَاٰصِي أَقْبَلُوا
طَوْعًا أَتَوْهُ تَخَيُّرًا وَتَقَصُّدا

فَهُوَ الْمُعَظَّمُ مِنْ ذُؤاٰبَةِ هَاٰشِمٍ
مُذْ كَاٰنَ فِي عَهْدِ الْيَفَاٰعَةِ أَمْرَدا

شَرُفَتْ بِكَ الدُّنْيَاٰ مَهِيبًا سَيِّدًا
أَنْتَ الْفَخَاٰرُ وَدَاٰمَ عِزُّكَ أَحْمَدا

كُلُّ الْخَلَاٰئِقِ أَيْقَنَتْ وَاسْتَيْقَنَتْ
أَنْ لَيْسَ مِثْلَكَ فِي الْوَرَىٰ مَنْ مُجِّدا

تُفْضِي إِلَيْكَ تَغُضُّ طَرْفَ مَهَاٰبَةٍ
فَأَقَلُّ حُسْنِكَ أَنْ تَكُونَ مُحَمَّدا!!

هَلْ لِلْمَآقِي مَنْ يُؤاٰسِي دَمْعَهَاٰ
يَسْتَلُّ مِنْ وَمْضِ الدُّمُوعِ مُهَنَّدا؟!

بَاٰتَتْ تُكَاٰبِدُ مِنْ تَبَاٰرِيحِ الْهَوَىٰ
صَبْرًا يَزِيدُ لَظَى الضِّرَاٰمِ تَوَقُّدا

ظَمِئَتْ إِلَيْكَ وَهَدَّهَاٰ قَرْحُ الظَّمَاٰ
فَرَوَتْ مَحَبَّتُكَ الْأُوَاٰمَ تَجَلُّدا

وَالشَّمْسُ تَاٰهَتْ فِي مُسَاٰجَلَةِ الضِّيَاٰ
أَيْنَ النَّبِيُّ، تَخَاٰفُ أَنْ تَتَبَدَّدا؟!

حَتَّى الْأَمَاٰسِيُّ اقْتَفَتْ أَثَرَ الضُّحَىٰ
وَخُطَاٰكَ تَجْلُو عَتْمَهَا المُتَلَبِّدا!!

وَتَرَى الدَّرَاٰرِي فِي الْعَيَاٰءِ كَمَا السُّهَىٰ
عَزَّ الضِّيَاٰءُ وَصَاٰرَ كَوْنًا أَرْمَدا!!

فَبَزَغْتَ فِي أَمَدِ الزَّماٰنِ مَناٰرَةً
تَمْحُو الظَّلَاٰمَ وَظِلَّهُ الْمُتَسَوِّدا

فَتُطِلُّ تَكْشِفُ غَفْلَةً لُجِّيَّةً
بِأرُومَةٍ مِنْ عِطْرِهَا نَطَقَ النَّدَىٰ

وَسَطَعْتَ مِنْ عُمْقِ الْمَحَبَّةِ هاٰدِيًا
وَشَرَعْتَ حُبَّكَ لِلْهِدَاٰيَةِ مِزْوَدا

وَكَسَوْتَنَاٰ فَضْلَ النُّبُوَّةِ بُرْدَةً
تَاللهِ دِينُكَ خَيْرُ دِرْعٍ يُرْتَدَىٰ

لَقَّنْتَ هٰذَا الْكَوْنَ سِرَّ وُجُودِهِ
وَجَعَلْتَ مِنْ عَبَقِ الْمُرُوءَةِ سُؤْدَدا

ياٰ مِنَّةَ اللهِ الْكَرِيمِ وَمُنْتَهىٰ
كُلِّ الشَّماٰئِلِ، بِتَّ تَحْسِدُكَ الْعِدَىٰ

فَلَقَدْ أَصَبْتَ مِنَ الْبَهَاٰءِ تَكَاٰمُلًا
فَاٰقَ الْبَهَاٰءَ الْيُوسُفِيَّ الْأَغْيَدا

فَالْبَدْرُ يَخْطُرُ كَيْ يَرَاٰكَ حَبِيبَناٰ
وَلِأَجْلِ عَيْنَيْكَ انْبَرَىٰ مُتَوَقِّدا

عُذْرًا صَفِيَّ اللهِ وَصْفِي قَاٰصِرٌ
وَكَبَاٰ نَدِيُّ فَصَاٰحَتِي وَتَشَرَّدا

نَقْتَاٰتُ هَدْيَكَ بِالْعُقُولِ وَطَاٰلَماٰ
كُنْتَ الدَّلِيلَ إِلَى السَّبِيلِ مُعَبَّدا

نَحْيَاٰ عَلَىٰ ذِكْراكَ مِنْهَاٰ نَقْتَفِي
فَيْضَ النُّبُوَّةِ كَالْجُمَاٰنِ مُنَضَّدا

رَبَّيْتَ نَشْئًا ضَوَّءُوا لَيْلَ الدُّجَىٰ
نِعْمَ الضَّرَاٰغِمُ مَاٰ دَعَاٰ دَاٰعِي الرَّدَىٰ

فَكَأَنَّهَاٰ سِفْرُ الْيَقِينِ سُرُوجُهُمْ
فِي كُلِّ صَوْبٍ يَنْجَلِي لَهُمُ الْمَدَىٰ

تَجْثُو أَسَاٰطِيْرُ الْبُطُولَةِ دُونَهُمْ
فَسَلُوا السَّنَاٰبِكَ وَالصَّهِيلَ سَلُوا الصَّدَىٰ؟!

جَاٰبُوا الْفَيَاٰفِي مِنْ غَيَاٰبَاٰتِ السُّرَىٰ
وَقُلُوبُهُمْ وَجْلَىٰ تَضِجُّ تَقَيُّدا!!

وَثَبُوا عَلَىٰ ذُلِّ الْجَهَاٰلَةِ، أَسْقَطُوا
بَغْيًا تَخَلَّقَ فِي الْغَوَىٰ وَتَشَدَّدا

وَعَزِيمَةُ الْإِيمَاٰنِ فِيهِمْ إِذْ عَلَوْا
فِيهَاٰ إِلَى الْفَوْزِ الطَّرِيقَ الْأَقْصَدا

مَاٰ أَعْظَمَ الْهَدْيَ الَّذِي ناٰدَوْا بِهِ
قَدْ كاٰنَ بِرًّا طاٰهِرًا وَمُؤَكَّدا

يَاٰ سَيِّدَ الْأَكْواٰنِ شَوْقِي عاٰبِرٌ
بِالْعِشْقِ طَوْقَ الذَّاٰتِ، طَاٰرَ وَهَدْهَدا

مَاٰذاٰ أَقُولُ عَنِ الشَّمَاٰئِلِ يَاٰ تُرَىٰ؟!
وَالْآيُ حِصْنُكَ، كُنْتَ فِيهَا الْمُفْتَدَىٰ

سَجَدَ الْمَلَاٰئِكُ فِي السَّمَاٰءِ لِآدَمٍ
وَأَبَىٰ لَعِينٌ بَاٰتَ عَنْهَاٰ مُبْعَدا

وَغَدًا لِآدَمَ أَنْتَ أَنْتَ وَلِيُّهُ
أَمَّا اللَّعِينُ لَيُسْحَبَنَّ مُصَفَّدا

مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالْخَلِيلُ وَكُلُّهُمْ
وَالْكُلُّ قَدْ مَهَرُوا قَرَاٰرًا أَوْحَدا

أَنَّ الْوِلَاٰيَةَ لَاٰ تُجَاٰوِزُ أَحْمَدًا
وَالْقَوْلُ قَوْلُ الرُّسْلِ جَاٰءَ مُوَحَّدا

يَاٰ مَنْ عَلَىٰ قَدَمَيْهِ نُحْشَرُ فِي غَدٍ
أَنْتَ الْخِتَاٰمُ وَأَنْتَ عَيْنُ الْمُبْتَدا

فَاللهُ خَصَّكَ بِالْإِمَاٰمَةِ شَاٰءَ أَنْ
تَبْقَىٰ مَدَى الْأَيَّاٰمِ أَنْتَ الْمُقْتَدَىٰ

رُمْ مَاٰ تَرُومُ، فَمَا الْعَسِيرُ بِمُعْسِرٍ
سَلْ مَاٰ تَشَاٰءُ فَلَيْسَ سُؤْلُكَ مُوصَدا

فَلَوِ ابْتَدَرْتَ الْكَوْنَ لَبَّىٰ طَاٰئِعًا
وَتَرَى الْقَصِيَّ مَتَىٰ دَنَاٰ لَنْ يَبْعُدا

يَاٰ مَنْ دَعَاٰ الْأَعْذَاٰقَ فَانْخَطَفَتْ لَهُ
فَإِذَاٰ جَبِينُ الْأَرْضِ بَاٰتَ مُخَدَّدا

فَخَطَتْ عَلَىٰ سَاٰقٍ تَشُقُّ طَرِيقَهَاٰ
وَمَشَتْ بِلَاٰ قَدَمٍ تَنَاٰلُ الْفَرْقَدا

شَهِدَتْ لَهُ الْأَكْوَاٰنُ فِي مِعْرَاٰجِهِ
وَتَلَأْلَأَتْ فَرَحًا وَقَدْ ذَاٰعَ النِّدا

فَتَجَمَّلَتْ قُبَبُ السَّمَاٰءِ لِضَيْفِهَاٰ
وَلِهُدْبِهَا الْكَحْلَاٰءِ كُنْتَ الْمِرْوَدا

تَهْفُو إِلَيْكَ وَقَدْ سَبَتْهَاٰ نَظْرَةٌ
نَثَرَتْ حَبَاٰبَ الضَّوْءِ مِنْكَ زُمُرُّدا

هَنِئَ الْكَمَاٰلُ بِكَ اصْطُفِيتَ مُتَمِّمًا
وَتَنَهْنَهَ الدِّينُ اسْتَجَاٰدَكَ مُنْجِدا

يَاٰ خَاٰتَمَ الرُّسْلِ الْكِرَاٰمِ وَقُطْبَهُمْ
فِي لَيْلَةِ الْإِسْرَاٰءِ كَاٰنُوا الشُّهَّدا

فَلْيُنْصِتَنَّ وَلَاٰتَ سَاٰعَةَ مَنْدَمٍ
بَاٰغٍ تَأَصَّلَ فِي الْخَبَاٰئِثِ مُفْسِدا

بَاٰغٍ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ يَنْكِصُ مُزْبِدًا
بَاٰغٍ تَبَوَّأَ فِي الْخِيَاٰنَةِ مَقْعَدا

مَاٰ نَاٰلَ مِنْ فَخْرِ الزَّمَاٰنِ بِصَخْرَةٍ
بَاٰغٍ عَلَىٰ غَصْبِ الْحُقُوقِ تَعَوَّدا

فَالْقُدْسُ مَاٰ زَاٰلَتْ وَكَاٰنَتْ مِلْكَنَاٰ
وَالْقِبْلَةُ الْأُولَىٰ بِهَاٰ لَنْ نَزْهَدا

فِي صَحْوَةٍ عُمَرِيَّةِ الْإِشْرَاٰقِ نُرْ-
جِعُهَاٰ، وَفَتْحٍ إِذْ تَغَاٰوَىٰ أَرْشَدا

وَنَقُولُ لِلطَّاٰغِي اللَّعِينِ الذِّكْرِ عُدْ-
نَا الْيَوْمَ يَاٰ "غُورُو" فَمُتْ مُتَنَكِّدا

وَسَيَصْدَحُ النَّغَمُ الْبِلَاٰلِيُّ الَّذِي
مَاٰ زَاٰلَ فِي أَكْنَاٰفِهَاٰ مُتَرَدِّدا

هِيَ قُدْسُنَاٰ هِيَ نَبْضُنَاٰ هِيَ عِرْضُنَاٰ
بِالْأَمْسِ قِبْلَتُنا، وَمَوْعِدُنا غَدا

هِيَ وَعْدُنَا الْآتِي بِمُحْكَمِ آيِنَاٰ
إِرْثًا تَرَسَّخَ فِي الْعُصُورِ وَأَتْلَدا

خَسِئتْ ظُنُونُ الْغَاٰصِبِينَ بِمَا ادَّعَوْا
زُورًا وَبُهْتَاٰنًا لِيَبْنُوا مَعْبَدا

وَالْمَسْجِدُ الْأَقْصَى السَّلِيبُ يَهُزُّهُ
صَلْبُ الْكَنِيسَةِ فَاكْتَوَىٰ وَتَمَرَّدا

نَدَبَ الْحَيَاٰةَ وَفَلَّ كُلَّ عَزِيمَةٍ
سَيْفًا بِدَمْعِ عُيُونِهَاٰ مُتَعَمِّدا

يَقْتَصُّ مِنْ هُودٍ تَعِيثُ بِمَهْدِهَاٰ
رَدَّتْ ضُحَى الْأَقْدَاٰسِ لَيْلًا أَلْبَدا

فِي ثَاٰلِثِ الْحَرَمَيْنِ "سَيْفٌ جُرِّدا"
وَالْقِبْلَةُ الْغَرَّاٰءُ لَنْ تَتَهَوَّدا

سُبْحَاٰنَ مَنْ أَسْرَىٰ بِأَحْمَدَ وَاقْتَضَىٰ
إِرْثًا عَلَىٰ نَهْجِ الْخَلِيلِ مُخَلَّدا

أَدْعُوكَ رَبِّي خَشْيَةً وَتَضَرُّعًا
فَاقْبَلْ دُعَاٰئِي كَيْ أَفُوزَ وَأَسْعَدا

وَاجْعَلْ مَدِيحِي لِلْحَبِيبِ مُحَمَّدٍ
نُورًا أَجُوزُ بِهِ الصِّرَاٰطَ مُسَدَّدا

هُوَ سَيِّدُ الدُّنْيَاٰ وَجَاٰمِعُ مَجْدِهَاٰ
بَشَرٌ بِمِعْرَاٰجِ السَّمَاٰءِ تَفَرَّدا

سُقْيا لِطِيبِ الْأَرْضِ أَوْجَعَهَا الضَّنَىٰ
لَمَّاٰ نَمَيْتَ إِلَى السَّمَاٰءِ تَصَعُّدا

فَعَطَفْتَ مِنْ فَوْقِ الْبُرَاٰقِ بِلَمْحَةٍ
نَسَجَتْ إِهَاٰبَ الصَّبْرِ كَيْ تَتَجَلَّدا

فَبَكَتْ وَأَجْرَى الْحُبُّ فِيهَاٰ دَمْعَةً
جَعَلَتْ جَدِيبَ الصَّخْرِ يُخْصِبُ وَالْكُدا

فِي خَفْقِهَاٰ عِشْقُ النَّبِيِّ عَلَىٰ وَجِيـ
ـبِ الشَّوْقِ يَصْدَحُ فِي الْبَرَاٰيَاٰ مُنْشِدا

هُوَ سَيِّدُ الدُّنْيَاٰ الَّذِي شَخَصَتْ لِهَيْـ
بَتِهِ الْقُلُوبُ مَتَىٰ أَهَلَّ تَفَرُّدا

هُوَ سَيِّدُ الْأَسْيَاٰدِ لَاٰ مُتَسَيِّدٌ
فَاللهُ قَدَّرَ أَنْ يَكُونَ السَّيِّدا

تَعْسًا لِِمَنْ حَسِبَ السِّيَاٰدَةَ مَغْنَمًا
ثُمَّ ارْتَقَاٰهَاٰ قَاٰهِرًا مُسْتَأْسِدا

فَالشَّعْبُ أَعْظَمُ قُوَّةً وَشَكِيمَةً
وَغَدًا يُعِدُّ لَهُ اللُّيُوثَ اللُّبَّدا

وَمُحَمَّدٌ خَضَعَتْ لِطِيبَتِهِ الْعِدَىٰ
وَأَضَاٰءَ فَجْرٌ كَاٰنَ أَدْكَنَ أَسْوَدا

وَإِذَاٰ نَظَرْتَ إِلَىٰ تَحَنُّثِهِ تَرَىٰ
عَبْدًا سَمَاٰ خُلُقًا يَفُوقُ الْأَعْبُدا

حَتَّىٰ رُؤُوسُ الْكُفْرِ تَعْرِفُ فَضْلَهُ
وَتُجِلُّهُ لٰكِنْ أَبَتْهُ تَمَرُّدا

وَتُحِبُّهُ وَمَضَتْ تُكَاٰبِرُ حُبَّهُ
تَبَّتْ نُفُوسٌ دَأْبُهَاٰ أَنْ تَجْحَدا

هُمْ يَعْرِفُونَ الْحَقَّ لٰكِنْ كَاٰبَرُوا
واسْتَمْرَأُوا وَثَنًا فَكَاٰنُوا الْأَفْسَدا

هِيَ تِلْكُمُ الْأَعْرَاٰفُ لَمْ تَأْذَنْ لَهُمْ
إِلَّاٰ جُحُودًا قَاٰءَ كِبْرًا أَنْكَدا

شَهِدَتْ جَوَاٰرِحُهُمْ وَمَا اجْتَرَحُوا بِهَاٰ
فَسَلُوا الْوَئِيدَةَ أَوْدَعُوهَاٰ مَرْقَدا

وَسَلُوا الْبَرَاٰءَةَ فِي أَمَاٰنِ عُيُونِهَاٰ
عَمَّاٰ جَنَتْهُ لِكَيْ تُدَسَّ وَتُلْحَدا؟!

مَاٰذَاٰ تُجِيبُ وَكَيْفَ تَقْصُصُ قَتْلَهَاٰ
فَبِأَيِّ ذَنْبٍ سُجِّيَتْ كَيْ تُوأَدا؟!

تَبْكِي الْقُلُوبُ عَلَىٰ الْحَرَاٰئِرِ قُتِّلَتْ
يَاٰ لَيْتَ شِعْرِي مَنْ يُقَاٰضِي الْفَدْفَدا؟!!

يَاٰ رُوحُ مَهْلًا مَاٰ وَطَأْتِ رِمَاٰلَهَاٰ
فَلَكَمْ طَوَتْ تِلْكَ الرِّمَاٰلُ زَبَرْجَدا

وَاسْتَقْبِلِي الْبَيْتَ الْعَتِيقَ وَكَبِّرِي
وَابْنِي عَلَىٰ الطُّهْرِ الْمُعَتَّقِ مَسْجِدا

تَحْكِي الصِّحاٰبُ عَنِ الرَّسُولِ أَغاٰثَهاٰ
يَوْمَ الْكَرِيهَةِ بَعْدَماٰ غَلُظَ الصَّدَىٰ

حَمِيَ الْوَطِيسُ وَلَيْسَ مِنْ مَاٰءٍ لَهُمْ
فَسَقَيْتَهُمْ عَذْبًا فُراتًا بُرِّدا

هٰذِي أَصاٰبِعُكَ الشَّرِيفَةُ قَدْ جَرَتْ
بِالْمَاٰءِ يَقْطُرُ سَلْسَلًا بَلْ عَسْجَدا

للهِ دَرُّكَ كَيْفَ تُمْطِرُهُمْ قِرَىٰ
غَيْثًا وَغَوْثًا مِنْ أَكُفِّكَ يُجْتَدىٰ!!

وَفَتَحْتَ مَكَّةَ لَاٰ يُجَاٰرَىٰ فَتْحُهَاٰ
وَجَعَلْتَهُ نَصْرًا كَعِزِّكَ مُفْرَدا

شَاٰهَتْ وُجُوهُ الْكُفْرِ خَوْفَ فِرِنْدِهِ
فَأَغَاٰرَ سَمْحًا بِالرِّضَىٰ مُتَقَلِّدا

أَغْضَيْتَ عَنْ زُمَرٍ مَضَاٰءُ نِفَاٰقِهِمْ
أَقْسَىٰ عَلَىٰ الْإِسْلَاٰمِ مِنْ حَزِّ الْمُدَىٰ

فَالْحِلْمُ وَالْإِحْسَاٰنُ خَيْرُ شَوَاٰهِدٍ
أَنْ كُنْتَ أَحْلَمَهُمْ وَأَوْسَعَهُمْ يَدا

قُلْتَ اذْهَبُوا طُلَقَاٰءَ صُنْتَ جِوَاٰرَهُمْ
وَعَفَوْتَ عَمَّاٰ أَسْلَفُوهُ تَعَمُّدا

وَحَقَنْتَ بِالصَّفْحِ الْجَمِيلِ دِمَاٰءَهُمْ
لَوْلَاٰكَ شِرْيَاٰنُ الدِّمَاٰءِ تَفَصَّدا

فَمَحَضْتَهُمْ عَفْوًا تَرَسَّخَ خَاٰلِدًا
يَزْدَاٰدُ مَاٰ شَاٰخَ الزَّمَاٰنُ تَخَلُّدا

يَحْكِي بِفَخْرٍ عِزَّةَ الْحُبِّ الَّذِي
بَهَرَ الْعُقُولَ وَكُلَّ غِلٍّ أَخْمَدا

وَنَشَرْتَ فِي طُولِ الدُّهُورِ وَعَرْضِهَاٰ
هَدْيًا تَلَأْلَأَ بِالسَّمَاٰحَةِ مُرْشِدا

تَاللهِ لَوْ أَعْمَىٰ تَخَبَّطَ فِي الدُّجَىٰ
لَبِنُورِ حِلْمِكَ فِي الدَّيَاٰجِيرِ اهْتَدىٰ..!!

رَقَّتْ لَهُ الْأَعْداٰءُ مِنْ تَحْنَاٰنِهِ
يَسْتَعْبِدُ التَّحْناٰنُ صَلْدًا جَلْمَدا

عَجَبًا لِحِلْمِكَ كَيْفَ تُتْخِمُنا رِضًى
أَطْلَقْتَ صَفْحًا مَنْ بَغَىٰ وَمَنِ اعْتَدَىٰ

فَوَلَجْتَ فِي أَلَقِ الْكَرَاٰمَةِ فاٰتِحًا
أَبْقَيْتَ سَيْفَكَ عِنْدَ نَصْرِكَ مُغْمَدا

وَأَتَيْتَ قِبْلَتَهاٰ جَلِيلًا ظاٰفِرًا
أَعْلَنْتَهُ فَتْحًا أَقَاٰمَ وَأَقْعَدا

وَرَفَعْتَ لِلْبَطْحَاٰءِ سَمْكَ عِمَاٰدِهَاٰ
بِالْعَدْلِ وَالدِّينِ الْحَنِيفِ مُعَضَّدا

مَنْ غَيْرُ أَحْمَدَ فِي الْوَرَىٰ يَحْظَىٰ بِهَاٰ؟!
هُوَ خَاٰتَمٌ، مَاٰ كَاٰنَ مَبْعَثُهُ سُدَىٰ

بِأَبِي وَأُمِّي مَنْ سِوَاٰهُ فَيُحْتَذَىٰ
بِأَبِي وَأُمِّي مَنْ سِوَاٰهُ فَيُفْتَدَىٰ؟!

تَرْوِي لَنَا الْأَسْفَاٰرُ كُلَّ مَقَاٰلِهِ
حَتَّى السُّكُوْتُ لَدَيْهِ يُرْوَىٰ مُسْنَدا

صَلُّوا عَلَىٰ طٰهَ الْحَبِيبِ وَآلِهِ
فِي كُلِّ آنٍ وَاسْتَطِيبُوْهُ الْفِدا

صَلُّوا عَلَيْهِ صَباٰحَكُمْ وَمَساٰءَكُمْ
مَاٰ طَارَ طَيْرٌ فِي السَّمَاٰءِ مُغَرِّدا

خَتْمُ الرِّسَاٰلَةِ نِعْمَةٌ شَهِدَتْ لَهُ
وَالْمُنْعِمُ الْمَنَّاٰنُ شَاٰءَ وَأَوْجَدا

أَعْلِنْ وَلَاٰءَكَ لِلْحَبِيبِ مُحَمَّدٍ
فَبِغَيْرِهِ، لَاٰ، لَيْسَ يُجْدِينَاٰ جَدا

فَمِنَ الْجَهَاٰلَةِ أنْ تَعِيشَ مُعَاٰنِدًا
وَمِنَ الْخَسَاٰسَةِ أَنْ تَمُوتَ الْأَعْنَدا

فَاحْذَرْ وَحَاٰذِرْ مِنْ لَئِيمٍ مَاٰكِرٍ
إبْلِيسِ غَدْرٍ إِنْ تَمَكَّنَ أَفْسَدا

يرَمِي الشِّبَاٰكَ وَقَدْ كَسَاٰهَاٰ بِالشُّهَىٰ
بِئْسَ الْغَرِيمُ يَلِينُ كَيْ يَتَصَيَّدا

يُلْهِيكَ بِالدُّنْيَا الغَرُورِ وَزَيْفِهَاٰ
فَبِزُخْرُفِ الْإِغْوَاٰءِ كَاٰنَ الْأَصْيَدا

وَالْكُلُّ فِي عُرْفِ الرَّجِيمِ فَرَاٰئِسٌ
إِلَّا امْرُؤٌ تَقْوَى الْإِلٰهِ تَقَلَّدا

فَتَسَرْبَلِ التَّقْوَىٰ وَلُذْ بِكِسَاٰئِهَاٰ
وَاشْكُرْ لِرَّبِّكَ مَنْ سِوَاٰهُ لِيُحْمَدا؟!

وَبِهِ اسْتَعِذْ مِنْ شَرِّ نَفَّاٰثٍ غَوَىٰ
حَتَّىٰ تُكَلَّلَ بِالرِّضَىٰ فَتُعَيِّدا

إِذْ ذَاٰكَ تَقْهَرُهُ فَيَرْحَلُ خَاٰئِبًا
وَيَذُوقُ حَسْرَةَ مَاٰ جَنَىٰ مُتَعَمِّدا

جَدِّدْ عُهُودَكَ وَاسَتَقِمْ وَبِهَا الْتَزِمْ
فَالْفَوْتُ مَقْضِيٌّ وَلَنْ يَتَرَدَّدا

فِي قَبْضِنَا الْمَوْعُودِ فِي مِيعَاٰدِهِ
إِنْ آنَ آنُكَ جَاٰءَ يَبْرُقُ مُرْعِدا

فَاعْمَلْ بِلَاٰ كَسَلٍ أُخَيَّ فِإِنَّهَاٰ
عَيْنُ الْمَنِيَّةِ أَشْبَعَتْكَ تَرَصُّدا

قَدِّمْ لِبَرْزَخِكَ الْقَرِيبِ صَحِيفَةً
بَيْضَاٰءَ تَجْعَلُهُ المُقَاٰمَ الأَعْوَدا

بَيْضَاٰءَ تَجْعَلُ جَوْفَ لَحْدِكَ رَوْضَةً 
كَيْمَاٰ اجْتِهَاٰدَكَ طَيَّهُ تَتَوَسَّدا

نَثْوِي فُرَاٰدَىٰ حَظُّنَاٰ دُودُ الْبِلَىٰ
يَقْتَاٰتُنَا لَيلًا نَهَاٰرًا مُسْعَدا

هِيَ أُكْلَةٌ كُتِبَتْ عَلَيْنَاٰ لَمْ تَزَلْ
حَتْمًا نُسَاٰمُ وَفِي الْيَقِينِ مُؤَكَّدا

ذَاٰ فَيْلَقُ الدِّيدَاٰنِ أَقْبَلَ لَاٰهِثًا
مَا انْفَكَّ يَنْهَشُ فِي الْحَشَاٰ مُسْتَطْرِدا

يَلْهُو وَيَنْخُرُ لَاٰ يَمَلُّ عِظَاٰمَنَاٰ
مِنْ بَعْدُ يُرْدِفُ بِاللُّحُومِ مُجَرِّدا

نَفْنَىٰ وَلَاٰ نَفْنَىٰ لنُبْعَثَ فِي غَدٍ
أَوَمَا النُّشُورُ الْمُسْتَهَاٰبُ تَوَعَّدا

أَنَّاٰ سَنُنْشَرُ كَالْفَرَاٰشِ جَمِيعُنَاٰ
فِي سِرْبِنَا الْمَبْثُوثِ نَأْتِي مَوْحَدا

طُوبَىٰ لِمَنْ أَدَّى الْفُرُوضَ بِلَاٰ وَنَىٰ
لَبَّىٰ وَبِالْعَهْدِ الصَّدُوقِ تَقَيَّدا

فَلَرُبَّ خَنَّاٰسٍ يُوَسْوِسُ هَاٰمِزًا
فَاحْذَرْ مِرَاٰءً مِنْ مَرِيدٍ أَلْدَدا

مَا الدِّينُ مَا الْآيَاٰتُ، مَاٰ هٰذِي الرُّؤَىٰ؟!
مَنْ ذَاٰ يُرَاٰئِي هَدْيَهَا الْمُتَجَسِّدا؟!!

فَلْتَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ هَمْزِ الْفِرَىٰ
لَاٰ تَكْتَرِثْ، عَظُمَ الرِّياٰءُ تَبَلُّدا!!

وَاطْبَعْ عَلَى الْآتِي ابْتِسَاٰمَةَ وَاٰثِقٍ
تَبَّتْ يَدَاٰ مَنْ بِالرِّسَاٰلَةِ عَرْبَدا

قَدْ جَاٰءَنَا الْوَحْيُ الْأَمِينُ مُبَيِّنًا
مَاٰ لَاٰحَ زَيْغٌ أَوْ عَرَاٰنَاٰ أَوْ عَدا

فَسَماٰحَةُ الدِّينِ الْحَنِيفِ مَقَاٰلُهَاٰ
يُعْطِي الْبَلَاٰغَةَ حَرْفَهَا الْمُتَجَرِّدا

لَاٰ تَمْتَهِنْ لَغْوَ الْحَدِيثِ بِدِينِنَاٰ
قَدْ أُنْزِلَ الْوَعْظُ الْجَلِيلُ مُفَنَّدا

قُمْ وَاكْسِرِ الْإِحْبَاٰطَ، بِئْسَ قُيُودُهُ
هَيَّا انْطَلِقْ مِثْلَ الْهَزَاٰرِ مَتَىٰ شَدا

سَيُفِيقُ مِنْ رَجْعِ الذُّهُولِ عَيَاٰؤُناٰ
وَيَسِيلُ نَهْرُ الْخِصْبِ نَهْرًا أَجْوَدا

وَتَطِيبُ مِنْ عُقْمِ الْيَبَاٰبِ رُبُوعُناٰ
وَمِنَ الْيَبَاٰسِ نَرَى الرَّبِيعَ مُوَرَّدا

لَنْ تَهْتِكَ الْأَوْهَاٰمُ سِدْرَةَ مَجْدِنَاٰ
فَالْفَجْرُ مِنْ دَفْقِ الضَّبَاٰبِ تَنَهَّدا

لَاٰ تَبْتَئِسْ إِنْ هَاٰنَ بَعْضٌ أَوْ كَبَاٰ
سَتَخِرُّ هَاٰمُ الْكُفْرِ يَوْمَاً سُجَّدا

وَتَلُوحُ قَاٰفِلَةُ الْبَشاٰئِرِ، هَاٰكَهاٰ
أَبْشِرْ أُخَيَّ فَعَزْمُنَاٰ سَبَقَ الْغَدا

سَيَقُومُ مِنْ تِيهِ الْمَوَاٰجِعِ بَأْسُنَاٰ  
يَسْقِي جُمُوعَ الْوَاٰفِدِينَ تَوَحُّدا 

وَتُضِيءُ مِنْ خَلْفِ الْمَتَاٰهَةِ رايَةٌ
وَتَكُونُ لِلْمَجْدِ الْمُؤَثَّلِ مَوْلِدا!!

باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *