بين فكيِّ حوت
من أين أبدأ عن حالي وأخباري
بين السكاكين تجري ريح أقداري
مابين فكيِّ حوتٍ خافقي وأنا
وكلما زدت خوفاً زاد إصراري
حولي من التيه ما إن فر حامله
كمن يفر من الرمضا إلى النارِ
وحدي وهذا الجوى قد خط في كبدي
معزوفة الشوق والتغريب عن داري
أنا الغريبة في قومي وفي بلدي
كحبة الماس بين الفحم في غارِ
أنا التي مايزال الحرف في شفتي
حتى ارتوى كل صب ذاق أشعاري
يا أيها الحوت يامن جئت تأكلني
أخشى عليك سموماً بين أظفاري
لحمي عصيٌّ وعظمي لست تكسره
ونابك الهشُّ لن يمتص أحجاري
من صارع الدهر لن يخشى عواصفه
مهما دهاني بليلٍ فوج أخطاري
لن يفسد الدهر ما خلدتُ من قيمي
يبقى الأبي أبياً وابن أحرارِ
سبأ البعداني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب