(( في اليمن طفولة
نضجت ولم تعد تبكي ))
----------------------
//بقلم ✍🏻عفاف البعداني//
سأتحدث عن طفولة يمنية نضجت في ظروف مصيرية ،كبرت بغير أوانهاوحجبت عيونها الصغيرة أمام طفولة العالم الكبير كي لاترى نفسها كسيرة ويتيمة وتنال شفقة كبارهم المذبوحة .
فعادةً طفولتناكوطنها مكابرة لاتحب أن تكون تحت شفقة الآخرين .
ومن داخل حديقة بائسة ومدراس
مغلقة وزقاقات فارغة وشوراع واسعة وضحايا راقدة بالقصف وليس بالنوم وقفت .
لأخبرالعالم وأقول :
بصوت مدوي..........
أيها العالم:
هناك طفل في اليمن
لم يعد يبكي وأناعلى مشارف صبره بت بصفتي سائد ولست متنحي.
أيها العالم :
هناك طفل يمني لم يعد يبكي ولن يسوق الدمع مساقيه، وأنا هنا أمعن بملاذ الرضاء وقرينه الصبري.
أيها العالم:
هناك طفل وأطفال لونهم بالشحوب صار وأحد فلا يعرف منهم الأبيض ولا الأسود ولا القمحي،تجمعهم أسطورة الجوع والفقدان ويفرقهم عمل شاق متعب يظنوه لخوائهم مجدي ،وهناك طفل لم يوقفه زجاج أوشوك بجرحهاالمدمي فهو يواصل المشوار ومن هنا وهناك يجري بحذائه الفردي .
وهناك طفل تكتل وجمع كفيه ورجليه مستلقي حرم الرعاية وأصبح اللحاف أكبر صديق لحنانه الحسي .
وأنا أرءهم وأنا معاهم كأني مع تلك الطفولة صرت أحبي وكأني عالق في ثراها الموسي ،وكأني صرت بجمودعبراتهاعاقلاً فالدمع كما يقولون ليس من شيم العاقلين بل لعمر الصبا المشقي.
وكأن الطفولة هناك في أبعادموطني المجروح أقامت السعد ونثرته في الأحزان بعثرةً فحل السعد وصيرته على
الأوجاع متحدي.
صبرت الطفولة في أرضي وقالت: للضعف لن تهز من أبحري دمعي لن تغدوا رحالاً في رثاء سردي ،صمدت وقالت للأوجاع مقبرةً فهل يوجع القلب من دقات حياته بالنبضي.
وحينهالاح طفل أبكم دموعه لاتجري يقف كجبل صامدثجلي وقال: للغمام من خلف ستارسوداء ملبدة بدجى الظلام بأنه لم يعديخاف ولن يبكي،لم يعديخاف ولم يعد يبكي من أصوات
مضخمة في تلك الرعودو البرقي.
تنحا بالحكى ياطفل في يمن الجروح سيبزغ فجرك في العمر القريب فلا ترثي ولاتنعي.
ياأيهاالعالم:
أسمعني ذاك السرد عنا هوصحيح وليس مزايد لواقعناالموسي ولكن تلك المحارة"العالقةفيناالغادرنوعها الغارق صائبهابالقدر لاتوذي وإنما تولد في جوف القلوب مصارف تجرنا بالإمعان بالعين وتقرأ من لمعان يسري بين حوى الحدبي.
سنرقى ياعالم الصمت ولتنظر إلينا فنحن من تلك البلاياء سيخرج منا
العالم الفذي والباحث المجدي والصالح المعطي
سيخرج منا الزهر مبتسمًا ويحكينا التأريخ مرتجلًا في حروف منصعةً بحلية الذهبي.
سيموت فينا الشتآء وتزهوا وتفوح ورودنا
حتى في ظلام المساء
سنصحى يادهر ولتكن شاهد على أن ذاك اليوم هو قادم وبإذن الله سيأتي بكا صبري من حكى دهري وأنا بدمعه الجارف كيف لاأبكي وعدت الصبا بأن لاأبكي
وليتني بكيت وبكيت وبكيت ولابكى صبري.
...................................#اتحاد كاتبات اليمن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب