الأربعاء، 22 يناير 2020

* كتاب فرنسي وعجوز منسي * للأديبة : عفاف البعداني

((كتاب فرنسي وعجوز منسي))
------------------------------------

//بقلم :عفاف البعداني//

لم أمتلك مسطرة كي أقيس اﻷلم ولكني أحدُ بنظرتي وأفسر وقوف الصنم أهو ضاحكًا أو حزينًا في ضوء القمر .

قد لا أملك مصباح سحري يفسر تفاصيل الحَزن  ويضيء طريق العابرين في طقس الظُلم فهو يبدو غالي الثمن ولكن هناك شماعة حرف بيدي عليها شمعة  أمل أعود بها إلى الزمن البعيد حيث الفلم الكرتوني ،وحيث عِليةُ "سالي" فحتمًا هناك في تلك العلية التي سكنتها العنكبوت سأجد مافقدته وأكتب ماأضعته في راحلة الزمن.

سأكتب للعجوز الطيب الذي  لم أعرفه هل لك أن تأتي وتصعد قافلة اﻷمل فهناك في علية  "سالي" كتاب فرنسي اقرأه وسترى هناك حدود فكري وتفاصيل عيشي حين أبصر بعين الظلام وأشاطر كسرة خبزي مع الفئران.

وأفتح نافذة السطوح المثلثية ﻷمسك بالسحب وأشتم نسيم الصباح وأشرد بفكري محلقًا بالأجنحة كل هذا وغيره ستراه في سطوري بين الكتابات .

أيها العجوز الطيب تريث  لاأريد منك المال ولاالسفر فأنا لاأحبذ عيش اﻷثرياء مثل اﻵنسة منشن ولاأريد السفر كـ ريمي وعمها بيتالس بين عواصف اﻷجواء أنا غني الروح ومطمئن النفس ولكني مجروح في شقوق وطن فقط أريد أن تبحر معي من نافذة الكتاب و تزور عصرنا المبتور في زاوية الصفحة اﻷخيرة من  الكتاب وتعطيهم بلاغة الزمان ولين الكلام وحسن الجوار فماعدت أدري كيف نواجه الريح ونعالج الدمع الكسيح ونوقف الحصان الجريح ونقنع العصفور أن أبوه مات وصار بالعش ضريح .

أيها العجوز تفضل بالجلوس وأفتح الكتاب وابدأ من تلك الزاوية وأمضِ من تلك الصفحة التي ترهلت بفعل فنجان الشاي ودعك من صفحة عليها ثقوب سوادء من شمعتي البيضاء وقف بصفحة القرن الواحد والعشرين نعم هنا بالضبط تمعن كم عدد الضحايا ؟كم عدد المشردين؟ المتعبين؟ المرهقين؟ الثائرين؟ لايغرك مابيدهم هو عنقود حزين ولكن بصبرهم وصمتهم تحول إلى سلسبيل  هل عرفت ياعجوزنا الطيب حل يستبين لقرننا الواحد والعشرين.

أيها العجوز الطيب هل سمعت عن الحروب التي وقعت خلف مدينتكم الهادئة وهل علمت أن اللصوص قدسرقوا الرغيف الطازج والزيتون الناضج وهجموا على القطيع الراجع، سرقوا منا الهواء النقي من السماء الصافية وأقفلوا صنابير الماءبحجة أنها بالظهيرة حامية  وهل علمت أن الحاكم لم يستقيل بل قتلوه عمدًا ومات في قصره عليل و هل تعلم أن شعوب المنطقة باتت تقفل اﻷبواب من الساعة الرابعة عصرًا فالخفافيش العمياء باتت تمص أطفالهم غدرا وتأتيهم قبل اليل عصرًا.

هل تعلم أيها العجوز  أن البوصلة التي تتوسط المدخل الرئيسي للمدينة دفنت ولم تعد تحدد الجهات ،والنجم القطبي أصبح حائرا في قارعة الكتاب ، والشتاء ماذا بوسعه والعندليب واقفًا يقرع بالعتاب، والصبح ماذا عنه فشمسه الحزينة تغطت بالضباب والبذرور ماذا عنها سجنت وماتت تحت التراب؟

أيها العجوز دع الكتاب اﻵن ولاتخف من ذاك العنكبوت إنه حارس هذا الكتاب فالقُراء هنا في أعماق فكري مسجلين غياب أجبني هل علمت ماعلمته وهل فهمت ماقصدته وهل استوعبت ماشرحته وهل دققت فيماكتبته وهل حللت مارسمته على طاولتي القديمة هل فهمت إعوجاج البحور وتلاطم السطور وأخذت كتابي المهجور ونفضت  غباره بالحلول .

  أيها العجوز الطيب أعذرني في عليتي المتواضعة وأرشدني كيف كانت شمسكم ساطعة فكم حلمت لواقعي وكم سعيت ﻷن أحرر فيهم  السجون وأصنع في غاباتهم المتفرقة الجسور ولكن وأنا بمفردي غلبني السكون واعتراني خيب الظنون ، والوقوف على نافذتي الشتائية والكتابة على اللوحة الزجاجية أيتها الطيور الراحلة أيتها السماء الصافية خذيني وأبعديني فأنا حقيقةً ماعدت أخاف ولن أخاف. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *