إِمَاٰمُ السَّحَاٰب ..
أَطَلَّ عَلَيْنَاٰ نَذِيرُ الْمَطَرْ
بِبَرْقٍ وَرَعْدٍ وَذَاٰعَ الْخَبَرْ
وَمِنْ فَرْطِ شَوْقٍ عَتَاٰ وَانْهَمَرْ
وَحَيَّاٰ بِهَطْلٍ كَرَمْيِ الْحَجَرْ
وَفِي بَرَدٍ كَالْكُرَاٰتِ هَمَرْ
وَمِنْهُ صَلِيبُ الزُّجَاٰجِ انْكَسَرْ
كَذَاٰكَ سُقُوفَ الْبُيُوتِ عَبَرْ
فَمَهْلًا وَرِفْقًا بِحَاٰلِ الْبَشَرْ
وَزَرْعِ الْحُقُولِ وَوَعْدِ الثَّمَرْ
نَعَمْ قَدْ عَلِمَنَاٰ هُوَ الْغَيْثُ ثَرّ
وَهَلَّ حَثِيثًا هَمَىٰ وَانْحَدَرْ
وَمَاٰءُ السُّيُولِ جَرَىٰ وَانْتَشَرْ
طَمَىٰ بِالسَّوَاٰقِي وَجَاٰشَ النَّهَرْ
وَمِنْ بَعْدِ فَيْضِ الْمَسِيلِ انْحَسَرْ
تَهَاٰدَى الصَّبِيبُ كَرِئْمٍ خَطَرْ
وَزَاٰلَتْ بِذَاٰكَ دَوَاٰعِي الْخَطَرْ
وَنَاٰدَى اعْذُرُونِي إِذَاٰ مَاٰ أَضَرّ
فَإِنَّ انْهِمَاٰرِي جَوَاٰبُ الْقَدَرْ
وَقَدْ طَاٰلَ عَهْدِي وَطَاٰلَ السَّفَرْ
وَجِئْتُ أُعَوِّضُ قَطْرًا نَدَرْ
بِصَوْبٍ غِيَاٰثٍ أَوَاٰنَ السَحَرْ
وَآٰنَ الصَّبَاٰحِ وَآٰنَ السَّهَرْ
وَأَنْثُرُ مَاٰئِي كَنَثْرِ الدُّرَرْ
فَيَفْرَحُ كُلٌّ إِذَاٰ مَاٰ حَضَرْ
يَهِشُّ بِبِشْرٍ إِذَاٰ مَا انْتَثَرْ
فَيَحْلُو بِعِطْرِيَ لَيْلُ السَّمَرْ
تَرَى النَّاٰسَ سَكْرَىٰ وَمَاٰ مِنْ سَكَرْ
وَلَيْسَ عَلَى الشُّرْبِ خَيْرِي اقْتَصَرْ
وَلَيْسَ عَلَى الرَّيِّ يَاٰ مَنْ بَذَرْ
وَحَبًّا بِحَقْلٍ وَكَرْمٍ نَثَرْ
وَمَاٰ مِنْ سِوَاٰيَ لِيَسْقِي الشَّجَرْ
وَيَسْقِي الْبَهَاٰئِمَ يُحْيِي الْمَدَرْ
وَيُلْقِي عَلَى الرَّوْضِ حُلْوَ الصُّوَرْ
وَعَزْفِي النَّدِيُّ يَفُوقُ الْوَتَرْ
لَهُ الطَّيْرُ غَنَّىٰ وَبَشَّ الزَّهَرْ
وَطَاٰبَ الْجَدِيبُ بِهِ وَازْدَهَرْ
وَإِنِّي لِجَاٰهِي تَخِرُّ الْغُرَرْ
إِذَاٰ مَاٰ حُبِسْتُ تَرَوْنَ الشَّرَرْ
فَأَطْغَىٰ بِعَزْمٍ وَيَطْغَى الضَّرَرْ
وَلَسْتُ أَخَاٰفُ خَصِيمًا غَدَرْ
وَحِينْ ابْتَسَمُتُ بِوَجْهِي كَشَرْ
وَحِينَ حَلُمْتُ انْتَشَىٰ مِنْ أَشَرْ
وَخَلْفَ بُرُوجٍ عَدَاٰ وَاسْتَتَرْ
وَأَعْتَى السُّدُودِ بِبَأْسِي انْفَجَرْ
تَرَدَّىٰ أَمَاٰمِي وَمِنْ ثَمَّ خَرّ
أَصَاٰخَ لِعِزِّي انْثَنَىٰ وَاعْتَذَرْ
وَاِذْ مَاٰ غَضِبْتُ فَمَاٰ مِنْ مَفَرّ
وَجُلْمُودُ صَخْرٍ بِنَقْطِي انْفَطَرْ
وَأَصْغَىٰ لِأمْرِي بُعَيْدَ الظَّفَرْ
تَهَاٰوَىٰ بِوَهْنٍ شَكَاٰ مِنْ خَوَرْ
وَقَبْلَ انْصِرَاٰفِي إِزَاٰئِي عَثَرْ
أَنَاٰخَ كَسِيرًا وَذَلَّ وَقَرّ
وَكِبْرَ الْعُتَاٰةِ الْغُلَاٰةِ هَجَرْ
فَإِنِّي مَتَىٰ فُرْتُ مَاٰئِي انْتَصَرْ
وَإِنِّي إِمَاٰمُ السَّحَاٰبِ الْأَغَرّ
وَوَدْقٌ بِأَحْشَاٰءِ غَيْمِي اخْتَمَرْ
وَخِصْبِي جَلَاٰلُ الرَّفِيفِ اعْتَمَرْ
وَمِنْ حُسْنِ مُزْنِيَ غَاٰرَ الْقَمَرْ
رَمَاٰنِي بِطَرْفٍ جَلِيِّ الْحَوَرْ
وَغَاٰبَ حَيَاٰءً وَمَاٰ مِنْ كَدَرْ
وَآٰلَ إِلَى الظِّلِّ لَاٰ مِنْ حَذَرْ
وَلٰكِنْ تَوَاٰرَىٰ عَرَاٰهُ خَدَرْ
وَمِثْلَ الْعَذَاٰرَىٰ مَشَىٰ فِي خَفَرْ
فَنَزْرُ الرَّذَاٰذِ لِعَرْفِي نَشَرْ
وَمِسْكُ الْأَرِيجِ بِفَضْلِي أَقَرّ
وَيُنْعُ الثِّمَاٰرِ بِشَهْدِي افْتَخَرْ
وَقَلْبُ الدَّرَاٰرِي لِأَجْلِي انْعَصَرْ
وَكَفُّ السَّخَاٰءِ بِجِودِي انْبَهَرْ
فَمَاٰئِي لِكُلِّ الدُّنَىٰ مُعْتَصَرْ
وَبَدْءُ الْحَيَاٰةِ بِمَاٰئِي انْحَصَرْ
وَأَبْقَى الْحَيِيَّ بِرَغْمِ الْكِبَرْ
وَلَاٰ نِدَّ لِلْمَاٰءِ فِي مُبْتَكَرْ
وَلَاٰ خِصْمَ لِلْمَاٰءِ إِذْ مَا اعْتَكَرْ
وَرَبِّ الْكِتَاٰبِ وَآٰيِ السُّوَرْ
فَإِنِّي النَّوَاٰةُ لِمَنْ قَدْ فَطَرْ
إِلٰهٌ بِسُلْطَاٰنِهِ قَدْ قَهَرْ
عُبَيْدًا جَحُودًا بِهِ قَدْ كَفَرْ
وَإِمَّا اسْتَقَاٰمَ تَرَاٰهُ غَفَرْ
كَذَاٰكَ بِمَحْوِ الذُّنُوبِ أَمَرْ
فَيَعْنُو الْمَلَاٰكُ كَلَمْحِ الْبَصَرْ
بِأَمْرِ الْعَظِيمِ الْجَلِيلِ ائْتَمَرْ
وَيَمْحُو وَيَشْطُبُ مَاٰ قَدْ سَطَرْ
وَأَدْنَىٰ لُهَاٰثٍ هُنَاٰ مُسْتَطَرْ
فُبُشْرَىٰ لِمَنْ لِلْكَرِيمِ افْتَقَرْ
وَطُوبَىٰ لِمَنْ طَاٰعَهُ وَافْتَكَرْ
وَبِالصَّاٰلِحَاٰتِ اكْتَسَىٰ وَادَّثَرْ
وَقَاٰمَ إِلَىٰ رَبِّهِ وَابْتَدَرْ
وَقَاٰمَ بِلَيْلٍ أَطَاٰلَ النَّظَرْ
بِآٰلَاٰءِ رَبٍّ وَأَمْضَى الْفِكَرْ
وَأَقْلَعَ عَنْ ذَنْبِهِ وَانْتَهَرْ
وَأَقْلَعَ عَمَّا الرَّقِيبُ زَجَرْ
فَأَحْيَا الْبَصِيرَةَ حِينَ ازْدَجَرْ
وَزَاٰلَ غِشَاٰءٌ دَهَاٰهُ الْخَزَرْ
وَمَاٰ عَاٰدَ يَشْكُو عَمًى أَوْ عَوَرْ
وَزَاٰلَ بِذَاٰ وِزْرُهُ وَانْدَثَرْ
هُوَ اللهُ رَحْمٰنُ مَنْ قَدْ نَذَرْ
وَفَاٰءً وَحَقَّ التُّقَاٰةِ أَبَرّ
يَتُوبُ عَلَى الْآٰيِبِ الْمُحْتَضَرْ
وَلَيْسَ نَسِيًّا لِعَبْدٍ صَبَرْ
وَأَوْفَى الْعُهُودَ ارْعَوَىٰ وَادَّكَرْ
وَفَضْلَ الْغَنِيِّ عَلَيْهِ ذَكَرْ
فَلَاٰ لَيْسَ يَشْقَىٰ عَفِيفٌ وَبَرّ
هَنِيْئًا أَهِلُّ وَبَعْضِي عِبَرْ
وَبَيْنَ الْعِبَاٰدِ تَرَىٰ مَنْ شَكَرْ
وَمِنْ بَعْدِ حَمْدِ الْإِلٰهِ اصْطَبَرْ
فَدَفْقِي لِمَنْ آٰمَنُوا مُعْتَبَرْ
وَلِلْجَاٰحِدِينَ لَهُمْ مُخْتَبَرْ
وَطُوفَاٰنُ نُوحٍ لَكُمْ مُزْدَجَرْ
وَمَنْ ذَاٰ لِمَوْجِي مَتَىٰ مَاٰ هَدَرْ
وَمَنْ لِلْجِبَاٰلِ أَوَىٰ لَمْ يُجَرْ
كَأَعْجَاٰزِ نَخْلٍ خَوَىٰ وَانْعَقَرْ
وَحُكْمٌ جَلِيٌّ عَلَيْهِ صَدَرْ
فَكَاٰنَ الْغَرِيقَ بُعَيْدَ فَجَرْ
غَدَاٰةَ تَوَلَّىٰ بِخَدِّ الصَّعَرْ
وَكَمْ مِنْ عَظِيمٍ غَدَا الْمُحْتَقَرْ
فَلَاٰ لَاٰ أُخِذْتُمْ بِمَقْتِ الْغِيَرْ
وَذَاٰ مَاٰ أَقُولُ وَذَا الْمُخْتَصَرْ
أَعِدُّوا لِدَاٰرٍ هِيَ الْمُسْتَقَرّ
وَخَاٰفُوا جَحِيمًا وَمَسَّ سَقَرْ
وَصَلُّوا عَلَى الْمُجْتَبَىٰ مِنْ مُضَرْ
وَآلٍ كِرَاٰمٍ بِنَصِّ السِّيَرْ
فَتِلْكَ الصَّلَاٰةُ لَنَاٰ مُدَّخَرْ
باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب