يَاٰ أُهَيْلَ الْحَقِّ هَيَّاٰ وَاعْبُرُوا
هُوَّةَ الْخَوْفِ الْمُكَنَّىٰ وَيْلَتَاٰهُ!!
أَيْنَهُ الْإِقْدَاٰمُ أَعْيَاٰنَاٰ تَوَلٍّ
لَيْسَ تُجْدِي بَعْدَهُ وَاٰحَسْرَتَاٰهُ!!
أَذَّنَ الدَّاٰعِي بِصَدٍّ لِلْعِدَىٰ
فَأَبَيْنَاٰ، مَاٰ تَكَلَّفْنَاٰ عَنَاٰهُ
وَاٰهِمٌ مَنْ يَنْطَوِي فِي خَوْفِهِ
وَيَظُنُّ الْخَوْفَ مِنْ بَذْلٍ عَفَاٰهُ
وَمَضَىٰ وَيْلُمِّهِ مُنْهَزِمًا
وَمَضَاٰءُ الْوَهْمِ بِالْوَهْنِ فَرَاٰهُ
فَازْجُرُوا قَلْبًا هَلُوعًا وَاهْجُرُوا
وَهْنَ فِكْرٍ لَمْ نَزَلْ نَصْلَىٰ أَذَاٰهُ
ذَاٰكَ وَهْنٌ فَاٰقَ بَيْتَ الْعَنْكَبُوْـ
تِ وَضَعْفٌ نَتَهَاٰوَىٰ في بَلَاٰهُ
وَاخْلَعُوا عُرْيَ التَّوَلِّي بِئْسَهُ
بِئْسَ لِبْسٌ نَتَدَاٰعَىٰ فِي بِلَاٰهُ!
وَاخْرِقُوا ثَوْبًا تَغَاٰوَىٰ وَاشْتَهَىٰ
فُرْقَةً فِي صَفِّنَاٰ، وَاٰأُمَّتَاٰهُ!
وَتَزَيُّوا بِنُهَى التَّقْوَىٰ لِبَاٰ
سًا وَرِيشًا نَتَبَاٰهَىٰ بِحَلَاٰهُ
وَاكْتَسُوا بُرْدَةَ صِدْقٍ طَاٰهِرٍ
يُوسُفِيٍّ أَذْهَلَ النُّوْرَ سَنَاٰهُ
بُرْدَةَ الْصِّدِّيقِ إِذْ قَدَّ الْغَوَىٰ
فِي قَمِيصٍ يَتَلَظَّىٰ فِي شُهَاٰهُ
أَوَّلُ النَّصْرِ عَفَاٰفٌ صَاٰدِقٌ
جَرَّدَ الْبِرَّ حُسَاٰمًا وَانْتَضَاٰهُ
أَيْنَنَاٰ مَاٰ بَيْنَ أَمْسٍ أَوْ غَدٍ
دَاٰعِيَ الشُّبَّاٰنِ مَنْ ذَاٰ قَدْ نَعَاٰهُ؟!
يَاٰ لُيُوثَ الْعُرْبِ يَاٰ أُسْدَ الشَّرَىٰ
وَضِرَاٰمَ الْكَوْنِ لَاٰ زِلْتُمْ ضِيَاٰهُ
ثَمَّ مَنْ صَاٰتَ وَنَاٰدَىٰ سَاٰئِلًا
عَنْ أُبَاٰةٍ لِلْوَغَىٰ كَاٰنُوا أَبَاٰهُ
أَتُرَاٰهُمْ نَاٰوَؤُوا عَهْدَ الْوَفَاٰ
فَنَأَىٰ الدَّرْبُ بِهِمْ غَرْبًا وَتَاٰهُوا
أَيُّهَا الْبَاٰكِي عَلَىٰ أَمْسٍ كَفَىٰ
لَيْسَ يَشْفِي جُرْحَنَاٰ نَدْبٌ وَآٰهُ
دَعْكَ مِنْ مَعْزُوفَةٍ مَخْرُوقَةٍ
غَيْرُ مُجْدٍ نَوْحُ بَاٰكٍ أَوْ شُكَاٰهُ
أَيْنَ سَيْفٌ فِي الْمَغَاٰزِي بَاٰتِرٌ
أَيَنَاٰمُ السَّيْفُ فِي شَمْسِ ضُحَاٰهُ؟!
أَيْنَ ضِرْغَاٰمٌ هَصُورٌ فَاٰتِكٌ
مَنْ غَزَا الضِّرْغَاٰمَ فِي عَيْنِ شَرَاٰهُ؟!
أَيْنَ نَشْءٌ كَاٰنَ سَيْلًا هَاٰدِرًا
يَجْرُفُ الْعَاٰدِي وَيَهْوَىٰ مُلْتَقَاٰهُ
لَسْتُ أَدْرِي كَيْفَ يَحْيَاٰ عَاٰبِثًا
مَنْ بِشَرٍّ مُسْتَطِيرٍ قَدْ غَذَاٰهُ؟
طَاٰلَهُ كَيْدُ خَؤُونٍ مَاٰكِرٍ
دَبَّرَ الْخُبْثَ بِلَيْلٍ وَطَهَاٰهُ
هَلْ ثَكِلْنَاٰ كُلَّ شَهْمٍ مَاٰجِدٍ
وَعَبِيْرُ الْخُلْدِ أَقْلَاٰهُ فَتَاٰهُ؟
ذَلَّ قَوْمٌ إِنْ غُزُوا فِي دَاٰرِهِمْ
ثُمَّ وَاٰلَوْا خَصْمَهُمْ أَضْحَوْا دُمَاٰهُ
أَذْعَنَ الشَّعْبُ لِغَاٰزٍ غَاٰشِمٍ
غَصَبَ الْأَرْضَ وَلَمْ تَنْبِسْ شِفَاٰهُ
بِكَلَاٰمٍ أَوْ بِحَرْفٍ رَاٰفِضٍ
مَنْ سَقَاٰهُ الْخَوْفَ مَنْ أَلْجَمَ فَاٰهُ؟!
مَنْ يَرُدُّ الْحَقَّ مِمَّنْ قَدْ عَدَاٰ
لِجَبَاٰنٍ فَرَّ خَوْفًا مِنْ لِقَاٰهُ؟!
مَنْ يُعِيدُ الْحَقَّ حَقًّا يَاٰ تُرَىٰ
أَخَنُوعٌ يَتَخَفَّىٰ مِنْ حَيَاٰهُ؟!
مُقْلَةُ الْإِصْبَاٰحِ قَرْحَىٰ تَشْتَكِي
مِنْ شَبَاٰبٍ خَاٰمِلٍ طَاٰلَ كَرَاٰهُ
أَيُّهَا النُّوَّاٰمُ فِي كَهْفِ الْخَنَاٰ
أَيْنَهَا الْفِتْيَاٰنُ، هَلْ عَقَّتْ رُبَاٰهُ؟
فَانْصُرُوا الدَّيَّاٰنَ كَيْمَاٰ تُنْصَرُوا
وَاقْصِدُوهُ لِتَظَلُّوا فِي حِمَاٰهُ
وَارْفَعُوهَاٰ رَاٰيَةً خَفَّاٰقَةً
عَاٰهِدُوهُ وَارْفَعُوا حَصْرًا لِوَاٰهُ
طَلِّقُوا التَّفِريقَ عُودُوا لُحْمَةً
واسْتَقِيمُوا وَدَعُوا كُلٌّ أَنَاٰهُ
فَاٰزَ عَبْدٌ تَاٰئِبٌ مِنْ ذَنْبِهِ
آٰبَ مِنْ غَيٍّ إِلَىٰ رَبٍّ أَوَاٰهُ
وَجَنَى صَفْحًا كَرِيمًا صَاٰنَهُ
مِنْ تَرَدٍّ فِي لَظَىٰ الشَّيِّ وَقَاٰهُ
وَانْجَلَى الْفَوْزُ الْعَظِيمُ الْمُرْتَجَىٰ
رَحْمَةً أَوْلَتْ عُبَيْدًا مُرْتَجَاٰهُ
يَاٰ أَخِي فِي الْحَقِّ أَعْلِنْ بَيْعَةً
فِي سَبِيلِ اللهِ صِحْ وَاٰبَيْعَتَاٰهُ..!
وَإِذَا اصْطَكَّ الْعَوَاٰلِي وَالْقَنَاٰ
فَاعْدُ خَلْفَ الْمَوْتِ وَانْشُدْ مَاٰ وَرَاٰهُ
وَارْتَحِلْ تَرْجُو الْمَعَاٰلِيْ وِجْهَةً
فَإِلَى الْجَنَّاٰتِ قَدْ طَاٰبَ اتِّجَاٰهُ
سَمِّ بِالرَّحْمٰنِ وَاقْنُتْ كُلَّمَاٰ
أَغْطَشَ التَّقْوَىٰ شُكُوكٌ وَاشْتِبَاٰهُ
وَاشْحَذِ الْعَزْمَ وَلَاٰ تَيْأَسْ إِذَاٰ
لَاٰحَ لَبْسٌ فِي سُرَاٰنَاٰ أَوْ غَشَاٰهُ
جَدِّدِ الْإِيمَاٰنَ بِالْعَهْدِ الَّذِي
خَاٰلَطَ الشِّرْيَاٰنَ يَسْقِيهِ نَدَاٰهُ
وَمَتَىٰ يَشْكُ نَزِيفًا دَاٰمِيًا
ذُبْتَ رُوحًا وَدِمَاٰءً فِي رُقَاٰهُ
قُمْ نُرَوِّ التُّرْبَ شَهْدًا خَاٰلِصًا
دُونَهُ أَكْبَاٰدُنَاٰ تَسْعَىٰ فِدَاٰهُ
نَحْنُ آٰسَاٰدُ الْمَعَاٰلِي وَالْفِدَاٰ
كُلَّمَاٰ دَوَّى الْوَغَىٰ خُضْنَاٰ وَغَاٰهُ
هَاٰ دَمُ الشِّرْيَاٰنِ فِي أَرْجَاٰئِهِ
ضَجَّ فَوْزًا مُذْهِلًا أَفْنَىٰ عِدَاٰهُ
فِي تَفَاٰنٍ وَثَبَاٰتٍ صَاٰدِقٍ
وَاجْتِهَاٰدٍ جَاٰدَنَاٰ نَصْرًا جَدَاٰهُ
وَاتِّحَاٰدُ الصَّفِّ أَجْلَىٰ غَيْهَبًا
غَاٰمَنَاٰ يَوْمًا وَغَشَّاٰنَاٰ قَذَاٰهُ
رَأَبَ الصَّدْعَ وَأَرْسَىٰ جَمْعَنَاٰ
بِالْتِئَاٰمٍِ فِي تَآخِينَاٰ جَلَاٰهُ
فَأَتَى الْفَتْحُ مُبِينًا صَاٰرِخًا
فِي تَجَلٍّ لَاٰ يُضَاٰهَىٰ فِي زُهَاٰهُ
كَعِيَاٰنِ الْبَدْرِ يَزْهُو فِي الثُّرَيَّاٰ
كَالدَّرَاٰرِي لَنْ تُضَاٰمُوا فِي رُؤاٰهُ
سَاٰطِعًا نَصْرًا وَعِزًّا مَاٰجِدًا
فِي صَبَاٰحٍ كَلَّلَ الْفَتْحُ بَهَاٰهُ
وَشْوَشَاٰتٌ مِنْ نَسِيمٍ وَصَبَاٰ
هَلَّلَتْ تَشْدُو فَغَنَّاٰهَاٰ صِبَاٰهُ
وَجَرَتْ تَنْدَاٰحُ عِطْرًا فِي الرُّؤَىٰ
كَالسَّواٰقِي رَاٰعِشَاٰتٍ فِي ثَرَاٰهُ
فَاسْأَلُوا الْأَنْدَاٰءَ عَنْ أَطْيَاٰبِهَاٰ
أَفْصَحَتْ مِسْكًا تَنَاٰمَىٰ فِي شَذَاٰهُ
أَكْبَرَ الْإِنْصَاٰفُ مَجْرَىٰ عَدْلِنَاٰ
وَانْبَرَى الْمِيزَاٰنُ يَحْكِي مَنْ رَعَاٰهُ
وَحَذَاٰ نَهْجًا يُوَاٰلِي شَرْعَنَاٰ
وَنَحَاٰ مَنْحًى يُوَاٰلِي مُقْتَضَاٰهُ
بَاٰرَكَ اللهُ لَنَاٰ فِي زَرْعِنَاٰ
وَقَضَىٰ نَصْرًا عَزِيزًا فِي جَنَاٰهُ
نَحْنُ أَلْقَيْنَاٰ مَجَاٰذِيفَ النُّهَىٰ
وَاهْتَدَى الرُّكْبَاٰنُ كُلٌّ لِعُلَاٰهُ
وَبَدَتْ فِي الْأُفْقِ خَيْلٌ بَشَّرَتْ
أَنَّ وَعْدَ الصُّبْحِ هٰذَاٰ مُبْتَدَاٰهُ
فَامْلَأَنْ بِالْعِزِّ مَجْدًا رَاٰبِضًا
وَاحْسَبِ التَّاٰرِيخَ بَعْضًا مِنْ رُؤَاٰهُ
باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب