**********
صامت هو الليل!
هكذا يُقال!
نعم هو مظلم ووحشيٌ أحيانًا
لكنني أرى فيه عالمٌ مخفي, عالم أخر!
وأصوات مختلفة لا تسمع!
"وأنين"
ماذا لوسمعت تلك الأصوات?!
أظن أنك ستظل في ذهول وعيناك شاخصة إلى أن يأتي إليك أحد ويضربك بقوة حتى تصحو?!
ستسمع أصوات جميلة رقيقة المعاني برئية لكنها ضحية الأيام .. أصوات رفعت إلى السماء شاكية متظلمة إلى خالقها ..
وأصوات لا تعلو إلا في ظلمة هذا الليل لا تتحدث إلى أحد غير الله.
" سيسعدك ذلك وتتمنى لو كنت أنت"
-
- ستسمع أصوات أولئك المرضى يتقلبون على فراش خشن يفتتهم البرد وحر المرض.. "سيألمك ذلك "
- ستسمع أصوات أولئك العاشقين الصادقين بعشقهم, بحبهم وحرفهم,
يتألمون ويحرقهم الفراق
"هؤلاء لا يكذبون بحبهم , ولا يتلّعبون بمشاعر أحد ستقول هم طيبون و لربما دعيت لهم"
- ستسمع أصوات أولئك الكاذبين بعشقهم , بحبهم,
هم ليسو عاشقين بتاتًا إنما هم الباحثين عن حديث مسليٍ لوقت من الزمن ..
هم يتسلون بمعسول الكلام لكنها كاذبة - يتسلون بالقلوب - ثم يدوسون عليها دون إكتراث ,
يتخذون الحرف مصيدةً للقلوب الرقيقة إنهم كالوحوش تنهش القلوب دون رحمة لا أنسانية فيهم ولا يخافون من رب القدر
جائعون لا يشبعهم شيء, عطشى لا يرتون ..!
"هؤلاء لا أعلم ماهي الكلمات السوداء التى يستحقون أن تقال لهم .."سأتركُ الأمر لك".
ستسمع أنين لفقد أمٍ أو أبٍ أو عزيز وربما حلمٌ تحول إلى سراب
وتلك التنهيدات المحرقة ستخبرك بأسرار مخفيةً خلفها ....
سترى دموع لا تجف كل لّيلة ..ستتساءل ما أسبابها?!
إنصت إليها ستحدثك ,
فالليل صامت لكنه يتحدث مع الصامتين أمثالهْ.
ستسمع أصوات أنفاسٍ نائمة, لكنها ليست كذلك!
إنها تحترق ولا أحد يرى خيوط ذلك الإحتراق أو يشم رائحته .. !
ستسمع صوت الجدران!
كم تنزف وكم هي مخيفة, ثم ما أسباب تلك الخطوط الحمراء عليها "تشبة الدماء"
ستسأل نفسك كثيرًا ولا جواب!
في الليل لكل شيء صوت
حتى الأبواب لها صوت
والنوافذ ايضًا ..فهي تتصارع أحيانًا مع الريّح إن هبّت عليها
والأشجار والدفاتر تغضب, ولها صوت
والحيوان يصرخ كما الإنسان يبكي أن أقعده المرض أو فقد ...!
والأوراق وحبر الأقلام
مختصر المقال: "
إنصت إلى الأنين ففي جوفهٍ
أصوات مختلفة
تعجز عن الكلام والصراخ
وتفر منها الأقلام.
حرف/ وفاء الحيقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب