سيّدُ الرّيح
من أخبر الموجَ أن الريحَ غاضبةٌ
حتى يهوجَ كمن يمشي إلى ثأْرِ
إهدأْ قليلًا شبعنا منك زمجرةً
واسكنْ لتتلوَ بسمِ اللهِ والعصرِ
أما علمتَ بأن الصخرَ منتظرٌ
وبسمةُ الموتِ جلّاها على الثّغرِ
ترغي وتزبدُ لا عقلٌ ولا بصرٌ
إليه تمضي إلى حتفٍ على الصخرِ
ويحَ اضطرابِكَ من همٍّ ومن أرَقٍ
أودى بحالِك من عسرٍ إلى عسرِ
مهما استشطتَ فعقبى السخطِ في زبدٍ
يفنى وتفنى فدع ما كان من فُجرِ
كنْ سيّدَ الريحِ لا تتركْ لموجدةٍ
ترمي بنبلِكَ في دوامةِ الوَغرِ
فالوغرُ منقصةٌ تودي عواقبُها
إلى جنونٍ بذاتِ الروحِ يستشري
المكرُ دافعُهُ والكيدُ عائدُهُ
والحقدُ مثلبةٌ سكّينُها يفري
ماذا ستجني وأنتَ الغيظَ تبذرُهُ
سوى مزيدٍ من الآلامِ والقهرِ
هلّا همدتَ فلن تصغي لعاصفةٍ
أسبابُ نقلِكَ من عسرٍ إلى يُسرِ
عسى تؤذّنُ فوق الغيمِ ميسرةٌ
أصداؤها أملٌ يأتيكَ بالبِشْرِ
إنا علمنا وآيُ اللهِ واضحةٌ
أنّ المآلَ إذا تهنا إلى خسرِ
فاقرأْ كتابَك لا تهملْ وصيّتَهُ
إن المفازةَ في صبرٍ على الصبرِ
واكبح جماحَك إن الشطَّ موعدُنا
تذوي الرياحُ وتبقى هيبةُ البحرِ
باسم أحمد قبيطر - إسبانيا🌴
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب