إِرْحَلِ الْآٰنَ..!
قِفْ هُنَا اخْلَعْ نَعْلَيْكَ فَكِّرْ مَلِيَّاٰ
إِنَّهَاٰ أَرْضٌ أَعْلَنَتْكَ شَقِيَّاٰ
لَاٰ تَدُسْهَاٰ وَلَاٰ تُدَنِّسْ دِمَاٰنَاٰ
وَارْحَلِ الْآٰنَ وَاخْشَ نَزْفًا زَكِيَّاٰ
هِيَ أَرْضِي جَبَلْتُهَاٰ بِدِمَاٰئِي
لَاٰ تَطَأْهَاٰ قَدْ جِئْتَ إِثْمًا فَرِيَّاٰ
أَيُّهَا الْعَاٰبِرُ اسْتَمِعْ لِتُرَاٰبٍ
إِنْ تَطَأْهُ فَلَنْ تَكُونَ نَجِيَّاٰ
لَاٰ تَسَلْ كَيْفَ لَاٰ تَسَلْ أَيْنَ أَنَّىٰ
كَاٰنَ حَتْمًا مُؤَكَّدًا مَقْضِيَّاٰ
فَانْأَ عَنِّي ابْتَعِدْ فَلَسْتَ بِدِينٍ
أَرْتَضِيهِ فَلَمْ تَزَلْ سَاٰمِرِيَّاٰ
كُنْتَ فِينَاٰ تُعَاٰقِرُ الْغَدْرَ سِرًّا
لٰكِنِ افْتُّضَّ مَاٰ تَخَاٰلُ خَفِيَّاٰ
لِفِلَسْطِينَ تُرْبَةٌ مِنْ دِمَاٰءٍ
تُزْهِرُ الْمَجْدَ بُرْعُمًا أَبَدِيَّاٰ
تَسْكُبُ النَّزْفَ مِلْءَ كَاْسٍ طَهُورٍ
يُتْرِعُ الْفَتْحَ سَاٰئِلًا عَبْقَرِيَّاٰ
سَاٰئِلُوا الْأَنْبِيَاٰءَ عَنْ قُدْسِهَاٰ عَنْ
أَرْضِهَاٰ عَنْ ثَرَىٰ يُحَاٰكِي الثُّرَيَّاٰ
إِنَّ فِي عِطْرِهَاٰ لَسِحْرًا عُجَاٰبًا
يَتَعَاٰلَىٰ عَلَى الْعُطُورِ شَذِيَّا
يَاٰ لِطِيبٍ مَاانْفَكَّ يَنْزِفِ مِسْكًا
يَتَسَاٰمَىٰ مَدَى الْعُصُورِ ذَكِيَّاٰ
عَلَّلَتْهُ الْجِرَاٰحُ إِذْ يَسْتَقِيهَاٰ
لِيَسِيلَ النَّزِيفُ طُهْرًا نَقِيَّاٰ
فِي شِعَاٰبٍ تَطَهَّرَتْ بِدِمَاٰءٍ
بَلْ مُسُوكٍ تَفُوحُ عِزًّا أَبِيَّاٰ
هِيَ حَقٌّ وَإِرْثُ دِينٍ وَدَاٰرٌ
لَنْ يَكُونَ لِلْعِدَىٰ مُقَاٰمًا هَنِيَّاٰ
نَبْذُلُ الرُّوحَ لَاٰ نُبَاٰلِي فِدَاٰهَاٰ
مَنْ يَمُتْ يُبْعَثْ فِي الْكَتَاٰئِبِ حَيَّاٰ
كَيْ يَعُودَ غَوْثًا مُسْتَمِرَّ الْعَطَاٰءِ كَالْـ
ـغَيْثِ هَطَّاٰلًا بِالْعُهُودِ وَفِيَّاٰ
يَاٰ إِلٰهِيْ أَفْرِغْ عَلَيْنَا اصْطِبَاٰرًا
وَاهْدِ رَكْبًا مُحَمَّدِيًّا رَضِيَّاٰ
هَزَّهُ أَنْ يَرَىٰ ثَرَى الْمَهْدِ يَشْكُو
فَتَجَلَّىٰ فِدَاٰؤُهُ عِيسَوِيَّاٰ
فَالرِّسَاٰلَاٰتُ وَحْدَةٌ صَاٰغَهَا الرَّحْـ
ـمٰنُ دِينًا مُوَحَّدًا عُلْوِيَّاٰ
فَاقْرَؤُوا شَرْعَ نَهْجِهِ وَاسْتَقُوا إِِرْ
ثًا خَلِيلِيًّا نَاٰصِعًا دُرِّيَّاٰ
لَمْ يُفَرِّقْ وَلَمْ يَنَلْهُ اشْتِبَاٰهٌ
وَأَتَىٰ دِينًا قَيِّمًا كُلِّيَّاٰ
مُوسَوِيًّا أَمْ عِيسَوِيًّا جَلِيلًا
وَيَسُوعِيًّا كَاٰنَ أَمْ أَحْمَدِيَّاٰ
جَاٰدَنَا الدِّينَ قَيِّمًا مِنْ لَدُنْهُ
فَاسْتَقَاٰمَ الدِّينُ رَاٰشِدًا مَهْدِيَّاٰ
مَلَأَ الدَّهْرَ رَونَقًا وَاكْتِمَاٰلًا
وَجَنَيْنَاٰهُ طَيِّبًا وَنَدِيَّاٰ
يَاٰ فِلَسْطِينُ يَاٰ وَجِيبَ قُلُوبٍ
لَمْ يَزَلْ عِشْقُهَا الْمُفَدَّىٰ سَبِيَّاٰ
أَرْسَلَتْ حُبَّهَاٰ بُيُوتًا مِنَ الشِّعْـ
ـرِ عَسَىٰ تَسْكُبِينَ فِيهَاٰ الرَّوِيَّا
وَعَسَىٰ تُلْهِمِيَنَهَاٰ مِنْكِ حَرْفًا
يَتَجَلَّىٰ فِي نَقْشِهَاٰ لَوْذَعِيَّاٰ
أَنْتِ لِلرُّوحِ خَمْرَةٌ فِي كُؤُوسٍ
نَتَسَاٰقَاٰهَاٰ بُكْرَةً وَعَشِيَّاٰ
زَاٰرَكِ اللُّؤْمُ فِي ثِيَاٰبِ عَفِيفٍ
صَيَّرَ الْفُجْرَ مِنْ غَوَاٰهُ حَيِيَّاٰ
كَيْفَ آٰبَ الْكِذْبُ الْقَمِيءُ أَثِيرًا
وَالضَّلَاٰلُ الَّذِي عَلَاٰهُ تَقِيَّاٰ
كَيْفَ صَاٰرَ الْغُزَاٰةُ أَصْلًا أَصِيلًا
وَالظَّلَاٰمُ الَّذِي كَسَاٰهُمْ زَهِيَّاٰ
بِئْسَ مَاٰ جَاٰؤُوا بِئْسَ مَا ابْتَدَعُوا فِي
كُلِّ لَفْظٍ وَرَّوْا خِدَاٰعًا دَنِيَّاٰ
إِنَّهَاٰ لَوْثَةٌ سَتُنْتِجُ حَصْرًا
عَفَنًا مُنْتِنًا وَظُلْمًا غَوِيَّاٰ
فَنَفَرْنَاٰ إِلَى الْقِتَاٰلِ خِفَاٰفًا
وَثِقَاٰلًا نَصُدُّ غَزْوًا عَتِيَّاٰ
وَاسْتَعَنَّاٰ بِالصَّاٰلِحَاٰتِ عَسَاٰهَاٰ
تَكَلَأُ الْعَزْمَ جَدْوَلًا وَسَرِيَّاٰ
وَانطَلَقْنَاٰ إِلَى النُّجُوعِ جَمِيعًا
وَبَدَا الشَّيْخُ فَرْطَ بَأْسٍ فَتِيَّاٰ
وَنَبَذْنَاٰ مَنْ جَاٰنَبَ الزَّحْفَ خَوْفًا
وَهَجَرْنَاٰ مَنْ خَاٰلَهُ مَوْسِمِيَّاٰ
هَيْكَلُ الزَّيْفِ لَنْ يَعِيشَ طَوِيلًا
وَغَدًا يَسْتَحِيلُ نَسْيًا نَسِيَّاٰ
وَيَعُودُ الْحَقُّ السَّلِيبُ إِلَيْنَاٰ
يَتَبَاٰهَىٰ بِكَوْنِهِ عَرَبِيَّاٰ
عَرَبِيًّا مِنْ صُلْبِ يَعْرُبَ حَصْرًا
يَعْرُبِيًّا حَتَّى النُّخَاٰعِ عَلِيَّاٰ
فَاتْرُكُوا مَاٰ سَلَبْتُمُونَاٰ جِهَاٰرًا
وَاذْكُرُوا مَاٰ نَاٰزَعْتُمُونَاٰ بُكِيَّاٰ
كُشِفَ الزَّيْغُ فَارْحَلُوا عَنْ بِلَاٰدِي
هَدَمَ الصِّدْقُ هَيْكَلًا وَهْمِيَّاٰ
أَلْهِمِي يَاٰ أَيْقُونَةَ الْعِزِّ شَعْبًا
لَمْ يَزَلْ فِي شَتَاٰتِهِ مَقْصِيَّاٰ
إِنْ كَبَا الْبَعْضُ أَوْ وَهَىٰ ذَاٰتَ لَيْلٍ
فَأَعِينِي مَنْ خَاٰضَ لَيْلًا دَجِيَّاٰ
وَأَنِيِرِي سَبِيْلَهُ وَسُرَاٰهُ
وَاسْطَعِي فِي جَبِينِهِ وَالْمُحَيَّاٰ
بَاٰتَ يَرْجُو إِلَيْكِ عَوْدًا حَمِيدًا
أَمْ تُرَى صَاٰرَ حُلْمُهُ عَبَثِيَّاٰ
لَسْتِ أَنْتِ الَّتِي تَصُدِّينَ مَنْ كَاٰ
نَ يُدَوِّي فَرْطَ الْتِيَاٰعٍ دَوِيَّاٰ
جَاٰءَ يَشْدُو بِنَغْمَةٍ مِلْءَ نَاٰيٍ
عَزَفَتْ شَوْقَهُ نَشِيجًا شَجِيَّاٰ
وَيْحَ نَفْسِي كَيْفَ اسْتَطَبْتُ بِعَاٰدًا
قَدْرَ دَهْرٍ طَوَىٰ هَنَاٰئِيَ طَيَّاٰ
وَأَنَاٰ كٰلَّمَاٰ ذَكَرْتُ حَلَاٰهَاٰ
فَكَأَنِّي أَرَىٰ جَلَاٰلًا سَوِيَّاٰ
سَاٰمِحِينِي كَيْ لَاٰ أَبُوءَ بِهَجْرٍ
يَغْتَشِينِي يَكَاٰدُ يَقْضِي عَلَيَّاٰ
أَنْتِ أَنْتِ الَّتِي طَغَتْ وَاسْتَبَدَّتْ
وَسَقَتْ قَلْبِي سَلْسَبِيلًا شَهِيَّاٰ
كَوْثَرًا مِنْ قَرَاٰحِ حُبٍّ هَنِيئٍ
آٰبَ تَرْنِيمَةً عَلَىٰ شَفَتَيَّاٰ
فَاقْبَلِي تَوْبَةَ الْمُسِيءِ وَكُونِي
وِرْدَ عِشْقٍ سَطَاٰ عَلَىٰ نَجْدَيَّاٰ
باسم أحمد قبيطر - إسبانيا 🌴
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب