*من الارشيف*
{ نَـوَّاْحَةُ الْفَجْرِ }
نَـوَّاْحَةُ الْفَجْرِ كُفِّي النَّوْحَ يَكْفِيْكِ
مِنْ وُحْشَةِ الْإِغْتِرَاْبِ الْمُرِّ مَا فِـيْكِ
وَلْتَرْحَمِيْ مُضْغَةً بِالصَّوْتِ أَشْجَنَهَا
إِرْهَاْفُ سَمْعِيْ إِلَىٰ مَا لَيْسَ يُشْجِيْكِ
إِلَّمْ يَكُنْ فِيْكِ مَا يُبْكِ الْفَتَىٰ فَـلِــمَ
تَبْكِيْنَ مِثْلِيْ ! وَحَاْلِيْ لَيْسَ يَعْنِيْكِ
هَلْ لَوْعَةٌ بِالْجَوَىٰ الْخَـفَّاْقِ مُوْقَدَةٌ
أَمْ لَهْفَةٌ فِيْ لَـظَىٰ الْأَشْوَاْقِ تَكْوِيْكِ
أَمْ مَـا لِـعَـيْنَيْكِ قَدْ نَاْحَتْ بِـغُرْبَتِنَا
حَتَّىٰ سَقَىٰ دَمْـعُـهَا الدَّفَّاْقُ خَـدَّيْكِ
هَلْ أَحْرَقَتْ قَلْبَكِ الْآهَاْتُ مِثْلِيَ أَمْ
أَنَّــاْتُ قَلْبِيْ بِجَوْفِ اللَّيْلِ تُـبْـكِـيْـكِ
إِنْ كُنْتُ إِلَّا أَنَا وَحْدِي الْغَرِيْبُ هُنَا
أَبْكِيْ بِصَمْتٍ فَهَلْ مَـبْـكَاْيَ يُـؤْذِيْكِ
لَـوْ غَـرَّكِ الْعِلْمُ أَنَّ النَّـوْحَ يُؤْلِـمُـنِيْ
لَا تَلْزَمِ الصَّمْتَ عَمَّا الصَّوْتُ يُغْرِيْكِ
قَدْ سَرَّكِ النَّأْيُ بِيْ فِيْمَ الْبُكَاءُ إِذَنْ
مَـا دَاْمَ إِيْـلَاْمُ تَـغْـرِيْـبِيْ يُـسَـلِّـيْـكِ !؟
إِنْ كُنْتِ مِثْلِيْ فَلَا تَشْكِيْ فَأَبْكِ لِكِ
بُـعْـدَاً عَنِ الْأَهْلِ يُـنْفِيْنِيْ وَيَنْفِيْكِ
فَلْتَخْفِضِيْ مِنْ جَنَاْحِ الذُّلِّ أُغْنِيَةً
زَاْدَتْ عَـذَاْبَاْتِ قَلْـبِيْ فِيْ تَـغَـنِّـيْـكِ
إِنْ كَاْنَ لَا بُـدَّ لِـلْأَسْـمَاْعِ مِنْ طَـرَبٍ
لَا تُـطْـرِبِيْ بِالْغَـثَاْ مَنْ لَا يُـغَـثِّـيْـكِ
بَلْ فَاسْمَعِيْ مِنْ خَرِيْرِ الْمَاْءِ آَيَـتَـهُ
تُتْلَىٰ ، وَتَرْتِيْلَ تَسْبِيْحٍ مِنَ الـدِّيْـكِ
رُحْمَاْكِ قَدْ زِدْتِ آَلَاْمَ الْجَوَىٰ أَلَـمَاً
بِالْعَزْفِ أَحْرَقْتِ أَعْصَاْبِيْ حَنَاْنَيْكِ
رَاْعِيْ شُعُوْرِيْ بِكَفِّ النَّوْحِ مَرْحَمَةً
بِالصَّمْتِ تُهْدِيْ بِمَاْءِ الْعَيْنِ مُهْدِيْكِ
يَكْفِيْ بِأَنِّـيْ وَحِـيْدٌ لَيْسَ يَنْقُصُنِيْ
مَا قَدْ فَعَلْتِيْهِ بِيْ إِنْ كَاْنَ يُرْضِيْكِ !
/ أبو عمر الفقيه
23 / 9 / 2018 م
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب