( ليلة القدر )
هَبَّتْ نَسَاٰئِمُ نَفْحٍ شَدْوُهَاٰ هِمَمُ
مِنْ لَيْلَةِ القَدْرِ أيْنَ العَاٰبِدُ النَّهِمُ ؟
أيْنَ الَّذِيْ تَكْلَؤُ الأَشْوَاٰقُ مُهْجَتَهُ
لِمَرْتَعِ الخَّيْرِ حَيْثُ القَلْبُ يَغْتَنِمُ
أيْنَ الَّذِيْ يَشْهَدُ المِحْرَاٰبُ نِحْبَتَهُ
وَأيْنَ مَنْ طَاٰبَ فِيْ طَاٰعَاٰتِهِ القَلَمُ ؟
وَأيْنَ مَنْ لَيْلَهُ بِالنَّفْحِ مُشْتَعِلَاً
مِنَ النَّوَاٰفِلِ حَيْثُ الشَّوْقُ يَحْتَدِمُ ؟
هَاٰقَدْ دَنَتْ خَيْرُ مَاٰ حَلَّ المَسَاٰءُ بِهَا
وَخَيْرُ مَاٰ شَعْشَعَتْ في جَوِّهَا النُّجُمُ
وَمَنْ بِهَاٰ الرُّوْحُ وَالأَمْلَاٰكُ يَنْهَبِطُواْ
لِلْيُمْنِ يَاٰفَوْزَ مَنْ بِالخَيْرِ مَاٰبَرِمُ
لَاٰ يَحْضَىٰ خَيْرَاٰتَهَاَ مَنْ طَاٰعَ شَهْوَتَهُ
وَظَلَّ يَلْهُوْ بِسَعْيٍ سَاٰءَهُ الَّمَمُ
يَاٰصَاٰحِ لٰاٰ تَخْطُ دَرْبَ الغَاٰفِلِيْنَ لِكَيْ
لَاٰ تَجْثَمِ الأَرْضَ حُزْنَاً مِثْلَمَاٰ جَثِمُ
أقْبِلْ إِلَىٰ رَوْضَةٍ بِالزَّرْعِ ذُوْ سِعَةٍ
وَارْتَعْ بِهَاٰ قَبْلَ أنْ تَذْوِيْ وَتَنْصَرِمُ
قَدْ أزْلَفَ الشَّهْرُ يَمْضِيْ عَنْكَ فِيْ عَجَلٍ
وَأنْتَ شَوْقُكَ مَاٰسَاٰرَتْ بِهِ قَدَمُ ؟!
قُمْ وَاغْتَنِمِ لَيْلَةً فِيْهَاٰ العَطَاٰءُ غِنَىٰ
مِن ألْفِ شَهْرٍ ألَاٰ تَسْتَوْجِبُ الهِمَمُ ؟!
إحْيَاٰءُكَ العَشْرَ بِالطَّاٰعَاٰتِ مَفْلَحَةٌ
فَحْذَرْ إذا جِئْتَهَاٰ يَنْتَاٰبُكَ السَّأَمُ
فَمَنْ تَخَلَّفُواْ عَنْ إِحْيَاٰءِ عَشْرَتِهَاٰ
وَفَاٰتَهُمْ خَيْرُهَا فَالخَاٰسِرُوْنَ هُمُ
وَلَيْلَةُ القَدْرِ فِيْهَاٰ غَيْرُ ثَاٰبِتَةٍ
فَلَاٰ يَحِيْقُكَ فِيْ تَفْرِيْطِهَاٰ النَّدَمُ
لـ حسين الأصهب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب