الأحد، 21 يونيو 2020

أجيد الحياه معا نفسي طويلآ بقلم عفاف البعداني

📖 _*أجيد الحياة مع نفسي طويلاً*_ 📖
----------------------------
*//بقلم :عــــفاف الــــبعداني//*

_*الجزء اﻷول*_

هناك  خلف ضباب المجاهيل لازلت أعيش، و أشرد لحينات طويلة، تكتبني نسمات الصباح وتصافحني الحشائش بشدة،  يعرفني القط الحائر، وإكليل الجبل  النادر، ويبتعد عني الطاووس الثرثار، ويبقيني هدوء الغروب المتناثر، أراقبه بمتعة وهو ينشر سحره الزهوري على  تجاعيد الجبال ،وتقترب مني اﻷشعة الذهبية بشعورٍ رويدي، ويقر قرارها على أوراق طوال، بزمن سريع يقايس ميلاده قوسَ قزح ، وقبل مغيبها نصمت كلانا لاغريب ولا حديث ولا من كائن سوانا.

ترحل الشمس ويأتي الليل بقبعته الحالكة ،وأناغارق بخيال مفرط أنتظر هطول النجوم على يدي الصغيرة، وأُعدُّ للقمر متكئًا على أمل أنه يأتي؛ ولكن تبقى الحقيقة ندًا للخيال، أستفق للحظة وأبصر بعين الحدود والواقع وسرعان ما أعود إلى قوادم البدايات، أهيب بذلك الشعور القادم من الداخل والذاهب إلى فسحة السماء،  يتكوكب في نجم سمائي بعيد ،ووحيد ،يمضي بذيل مضي ء وغرابته تلف أبعاد اﻷرض يمنة ويسرة، يجهله الغالبية ،ويستنزف توقعاتهم في التعرف عليه ،

ولو تمعنوا قليلاً لعرفوا أنه ابن اﻷمس ومن سلالة الحيارى ،وإنما هو اﻵن نازح من كوكبهم المتعب، كلما لمحوا  فيه أنه مضيء وبعيد وسعيد جدًا انتهى خيط توقعهم بأنه مخلوق فلكي ،متجاهلين الخفقات اللا متوقفة في قلب النجم السماوي  ، فأجدني خارجة من محمل الجدوى، أحزم  حقائبي السرية، وأرتبها في حسي المكنون، ويسفرخيالي بشوط طويل، تحول فجأة لطائر رحّال  لاتحكمه ساعة، ولايوقفه صوت  منبه ،هو فقط يمضي باحثًا بين عترة المساء ونور الليل،  عن القوة المختبئة خلف مرئيات الطبيعة ،

وهم ما يزالون يبحثون عني في شاطىء اللقاء، ويشرعون بالاقتراب مني بقوارب العتاب، ولكن أنا لم أجد مينائي القديم لاستقبلهم بصبر، وتبرير ،تقادم عليّ اﻷمــَرَّان،وعشقت عزلتي وصرت  هناك في عالم الفكر غير المحسوس، أرميني دفعة واحدة ،ألتهم رحيقات النجوم ،وأشرب من نهر القمر ،وأكتفي عن جل التداعيات   فقيصر  اﻹختلاف بنظري بات مزهرية رائعة لايسعني إلا أن أطرح زهوري المتعبة فيه لترتوي من فرط التشابه ،

ولكن هنا تفجرت فراسة اﻷشجار من خلفي،  وقرأت فيَّ مالم يقرأه البشر ،ومالت بجودتها عليّ حلل الطبيعة، كنت أعتقد أن جودة الطبيعة في الصمت هو الحاجز الحائل ولكن هي تنفست وتنامت بافتراش أغصانها و تحدثت وتكلمت وكوتني بحسها اليقظ ،

وقالت:  ياغريبة!!  كنتِ هنا  باﻷمس، وكانت أنفاسك مشرقة  للحياة كنتُ المحُ فيكِ فِكرًا سَمحًا ،وابتسامة عريضة ،لايقدر على كسرها هــــتــلر وجيوشه، حين كنتِ تقبلي علي، تتصافح اﻷعشاب مع بعضها لملاقتك،  وتفتح الزهور لتأكل من رحيقاتك، تبتسم وتماثلك بإخراج شقائق  الكربون، واليوم مابال  ذراعيك تنحني إلى اﻷسفل مابال عينيك متعبة،مابال تلك الينابيع المتفجرة في عينيك،مابال جفنك أصبح أرضا مبتلة!؟ وأين هو دفترك الفيروزي أين أضعتيه هذه المرة !؟
هل ظلمتك طقوسات ضاربة أو لربما غزتك مدينة مابعدالحروب ،وكان هذاحديث شجرة في شهيق واحد،

مختلف ٌ اليوم هو مسائي، ومخضب بدمع رثائي،ومرتدي عقد سهادي، وكم أنتِ متمردة يا شجرتي العتيقة!!  نعم ;متمردةمرتين ، فأنتِ خلعتِ وشاح  الصمت، وتكلمتِ معي وخالفتي مقاييس الطبيعة ،وتمردك الثاني ،هو حينما ارتشفتِ خواطري ماءً زلالاً وفراستك شبت منذُ لقاءنا اﻷول ،  نعم;  و لا أخفيك يا شجرة الطبيعة  ،أدركت أنني لم أعد أنا كما قلت :فلقد  ساقني التبلد إلى حدود النوافذ المغلقة ،لاشعور لها هي فقط ترتدي نظارة القوة والبهجة وبداخلها قد انعكست كل  ألوان الطبيعة في الخريف اﻵتي ،

فبالله عليك كيف أهيب بالحياة وأشيد باﻷمل!؟
كيف أقنع نفسي أنها أيام وستمر!؟
فأمسي  بيده الدليل، وأنا لا أبجدية بحوزتي للقراءة ،باﻷمس كان يركض بتمرد ويصعد أعلى القمم ويرى منظر القرية وهي تلوح مع شفق الغروب حتى ظن نفسه يومًا من اﻷيام أنه عالم يقرأ أصوات  الطبيعة  ، واﻵن بيده عكازة هشة تقتادها  السبل ببطىء مفرط، ودرس اليوم /هو  سطر فقط أحفظه عن ظهر قلب وكما يدندن البقية"غــــدًاهــواﻷجــمل"فهلا أخبرتيني ياشجرتي العزيزة؟ هل فعلاً و صحيح أن  الغد  هو اﻷجمل؟؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *