الاثنين، 8 يونيو 2020

مجرد مفارقة بقلم إمبراطوره الأمل

مُجرد مُفارقة !


كُنت جالساً وحدي أُداري حُزني وكسر آمالي، مُتكأً على صخرةٍ هُيت لي من ثُقلها كأنها تحمِل أوزاري، تجلجلت السماء بصوتِ الرعد الذي ما أن سمعته حتى فُلقت الصخرة التي خلفي و وقعت على ظهري ليُحلق ناظري بتلك السماء الشاسعة الملبدة بالغمام ، فإذا بتلك الغيمات القاتمة تتوارى والدُجنة تتلاشى شيئاً فشيء لتنقشع تاك الدُهمة وتتسلل خيوط الشمس الآغرة وكأنها تحدثني " مهما إدلهمت الحياة لا بد من بزوغ الفجر بعد الدجى، وكذاك الناس مهما طال الشجى سينحسر ذات يوم كما تنحسر تلك الغمامات وكانها لم تكن موجودة "

اغمضت عينيّ وفتحتهما ثم إلتفت يميني فتراءى لي خيال طفلةٍ بشعرٍ أسود كالفحم واشعث كخيوطٍ متشابكةٍ ببعضها ، نهضت وأقتربت قليلاً فإذا بي أراها تصيحُ بوهنٍ وهي تجُر خلفها إمرأة من ملابسها التي بالكاد تغطيها.

بدت لوهلة وكأنها قد فارقت الحياة فلم يعد لديها لحمٌ يغطي عظام جسدها البارزة، غطيت فمي بيدي من هلعي من هول ما رأيت فالعشب الأخضر الفاقع الذي يحتوي جسد تلك المرأة قد خالطه لون الدم الذي يسيل من فاهها ، ولا زالت الطفلةُ تستغيث بصوتٍ شجي " إستيقظِ يا أماه فمن لي غيرك في هذه الدنيا " وهي الأخرى قد برزت عظامها وكأنها لم تأكل منذ أعوام، لم تمضِ بضع ثوانٍ حتى سقطت تاك الأخرى بجوار أمها، يا رباهُ ما هذا الدرس الذي أردت تعليميه ؟ أدركت حينها أن تَرحي لن يُقارن بما مرت به هاتان الاثنتان، كيف إستسلمت لمجرد أنني لم أستطع العثور على عملٍ لأُعيل أسرتي؟! يال هذه المفارقة! أُناسٌ يموتون جوعاً، وآخرون يأساً والبعض يستسلم دون محاولة، ولكن هناك من يفني حياته مستميتاً حتى ينجح في تحقيق ما يريده، فأي واحدٍ منهم هو أنت!؟

إمبراطورة الأمل❤

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *