*مشاركة في برنامج بوح الصورة للكاتبة*:- فاطمة سليماني

مشاركتي في برنامج ترجمان الصورة في منتدى ترانيم أبجدية

           يتكرر غالبا
وسكتَ وهو يلتفتُ طويلا ، حوله مرتعشا ، لم يستسلم لمشيئة حدود المكان ، وإن أزعجه الشبح بملاءته البيضاء ، واصطلاه جمر البقاء وحيدا يتحنن على المصلوب بجوار حائط نخرته الرطوبة ، ظَل هناك في ذاك الصباح الصغير ،لم يغادر الزمان ، مخلصا لهذا المكان الكبير ، محاولا السير نحو الألوان ، وهو يفكر في وسيلة لعبور الممر الخاص بالأرض الخالية حتى الافق ، المكتضة بصخب الفراغ ، غير المكشوفة السماء ، سحبها متسارعة فيها ، ما يفصلهما سوى قضبان في فضاء منخفض من الجزئيات ، وكتاب ممتلئ باللحن الشهي لملحنة الشيخوخة الطرية لبتهوفن في السيمفونية الكورالية، لتمنحه ما لا يتوقعه كل مرة ، فتصل به حيث يتوقع بالضبط ، ليزدهر هذا المشروع بما يناسب هيكله العظمي ، وبما استلهمه من البرناسية التي تنظم عاطفته وتصفي أحاسيسه من رماد شجر الرمل الذي يبرد في المواقد، لقد  نهض من النهائي كمن  يظفر بما يتوقع حتى ينمو ضد هذا العالم في عزلة جاهزة تحرق لتكفي اللغة الكلمات محاولة الوصول إلى الحجرات الداخلية،  فتفور من الغيب إلى  الميلاد في رغاء صافي  يفور بدوره من صهد الأبدان ، ليغتصب الزمن في استقامة الماء والنار في إناء واحد حين أعلن المستنقع عن عرق ذاك الماء لتلك الأشياء الصامتة الطالعة من الجدران ، سمعَتْها العين وطفى الوعي مستنجدا من خدش السكون ، وبعد إسهاب عميق من الخفقان غير الاعتيادي بين الذاكرة وحضوره ، وبعد تلك الفتنة الغريبة المنبعثة من نغم ظليل في الصوت والإيقاع،  اختلط هو بكيمياء الفعل حتى اتَّسعَت الخلايا باجترار كل الأشياء نقطة نقطة ... على حين غرة تلاشى بصرخات تفلع القلب قائلا :" أيها المرهقون في حماء جوارح النظرات لقد أنقَذتُني ونفسي من منفى القس فرانسيس المؤمن بالقدر  المناجي:"  اطرحوني عاريا على الأرض  كي ألمسها وتلمسني" ،أجيبي أيها الجثة  حينها عزفتُ بعُودي أغنية في عزلة جاهزة ترنيمة المديح :" لك الحمد ، يا الهي .." 

  فاطمة سليماني
الاثنين 2020 - 6 - 1