الثلاثاء، 9 يونيو 2020

رسالة البعيد.. للكاتبة: - فاتن مغلس

رسالة للبعيد

لم تعد مقلتاي تحمل النور..
ترى كل شيء مصبوغ بليل قاتم..!
فضاعت الأقمار في شوارع الفضاء الواسعة..
تآكلت الذبذبات.. و ماتت وسائل المواصلات جراء اصتدام قوافل النكران..!

انطفأت (جميعها) منذ ألف شهقة إلا خمسين طعنة..!

أصبحت من الفقراء الذين لا يجدون دفئًا في أفنية الحب..
سأبيع قلبي عقدًا و بضع نبضات..
لأكتب إليك بيدي؛
لأنك لم تعد موجودًا هنا..
أكتب..
لترى قسمات خطي و هي تلفظ أنفاسها الأخيرة..
أكتب..
لأبيع نسيانك المنداح فيَّ..
أكتب..
عل ضحكة طائشة تصيب زوايا ثغري..
و تكنس بقايا تنهيدة مبللة بالوجع..
فضحكاتي صارت مصطبة يأكلها العجاف..!

سأرسل لك كشكشات من ورق عروقها مشبوبة بالأشباح مع ساعي البريد؛
لترى انعكاس وعدك يحتضر حياتك..
لتعلمك ملامحه إنني ما أزال ميتة!

ها أنت تغرب في البُعاد..
تختبئ في مناجمك السافرة التي لم أستطع ذرعها بساقين تركتهما يمرحان عند أول لقاء..
فخانتاني..

كيف أجدك و قد حطمت كل الطرق..
و جعلت البيوت ثكلى مدججة بأحلام السجون!
الشوق فاحش..
بحثتُ عنك في جميع اتجاهاتك، فكانت بوصلتك ضائعة مثلي!

زرعتُ في جبين الليل أنجمًا؛ لتهديني إليك، لكن مراسيم رحيلك فضت هروبًا مظلمًا..

أبيضت عيناي فلم أعد أرى إلا دمع القهر ينبت في وجنتيَّ رطبًا مملحًا..
(فكأن التقاؤنا حرام)


قطعت أوتار الحنين..
جعلتني أرقص على إيقاع الفراق..

هربتَ كلصٍ سرق من الجوع أنينه و لبس غمامة مهترئة شاحبة.. لتُخفي جريمتك!

في مطار الأمنيات..
سافرتَ بقلب مشرد ضعيف
و جسد بالٍ..
هناك في صالة الواصلين..
لوحت لي..
رسمتَ ختم (المغادرة) فوق جبهتك..
فصفعني موظف خذلانك بختم يبارك غُربتي..
صرتُ جثة محنطة تسير بكتلتها الباردة..!
تبرأت مني أحلامنا كما تبرأ مني الوطن.

التوقيع: جثة صفراء


فاتن مغلس♪

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *