الخميس، 25 يونيو 2020

مشاركة في برنامج ترجمان الصوره بقلم فاتن مغلس

مشاركة في برنامج ترجمان الصورة

إن من الحجارة لما يهبط من خشية الله
-----------------------------------

على إيقاع الحرب، يبني الخوف أعشاشه على أغصاننا المرتجفة..
تلوح في فوهة السماء، قذيفة مسعورة، في يمناها ريشة ترقص شرهةً في لوحة طفل مُزق دمه..

هناك أسئلة تتأرجح في رأسي و تصهر لساني..
أفكر بعمق كتفاحة آدم حين يبتلعها الفزع؛ كيف تجرأت قدماي على طعن تلك الحجارة في وجهها ذهابًا و إيابًا..
أركض في جوفها..
أغرس من صلابتها رصاصة في رأس صديقي الشقي ذاك؟!
و كيف تجرأت يداي برميها على عصفورٍ أو كلبٍ يحتسي ظلًا و يدهن جفنيه بالنوم..!

كيف لي أن أقسو على تلك الصخور الصماء.. كم أنا قاس..
قاس جدًا!

أخبز في وجهي صفعة فتولد في خدي شفق أحمر، تثار مقلتيّ و ترخي سبيل ملوحتها.. تحنطني فأزداد ألمًا..!

أشجار جاءها المخاض، تولد هجيرًا لافحًا ضبابيًا.. تهز بجذع ورقتها فتتساقط جحيمًا أصفرا..!

كل شيءٍ اغتصبه الموت،
تتهدل الأنفاس بشلال من النعاس،
عويل البندقية الخائفة يبعثر صدر الحياة بقذيفة هجينة تستقر في مرآة طفولتي..
فتندثر بضوء الرماد..
تتكسر تلابيبي..
و تصبح هشيمة تذروها الرياح..

وطني فتح مدنًا كثيرة..
انجبت الكثير و الكثير من..
المشردين..
و قاطعي الطرق..
و تجار حرب..
وطني هذا شقي و لم يكن كسعيد اليهودي.. الذي لا أعرف شيئًا عنه سِوى أنه سعيد..!!

وطني ضاجع خيبة و لم تنجب له سِوى ربابة باكية و أنا..!

وطني فتح كل شيء و سمح للراء أن تطعن الحب و يروق دمه من ميازيب قلوبنا..!

وطني باع الفقراء و قدمهم قربى لإله الحرب
أتاح كل سبل الموت..
و لكنه..
نسى أن يفتح من أجلنا أبوابًا للطوارئ..!

ها أنا أرضع من التراب..
يبس الهواء في صدري..
جاع الموت و في طريقه ألتهمني..
فعذرًا لتلك الحجارة التي آوتني و ألبستني الكفن.!

فاتن مغلس♪

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *