تابــــــع...
(#عــــــودة_العقــــــل)
قصـــــة من الواقـــــع
للدكتور: إسماعيل محمد النجار
14 يناير 2017م
الحلقة: (6)
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
شكت هيام لزوجها عبد الملك من الفراق، ومعاناتها وأولادها، واصفة حياتهم بالأيتام، وتدخل نادر وقال: يا بابا، تركتنا بدون جعالة أو مصروف يومي، الكل في البيت والخارج يهتمون بأولادهم، ويعطوهم مصاريف والعاب، ويأخذونهم للحدائق، ما عدا نحن يعطوننا القليل، كأنهم يتصدقون علينا، ويحدثنا الأولاد أن آباءهم يأخذونهم للحدائق، ويعطوهم حلويات وشكولاتة وبسكويت، وأنا أسمع ويسيل لعابي دون إرادتي، لا أحد من عمومي أو عماتي أو جدي وجدتي يشعر بحاجتنا، وعندما نطلب من أمي إعطاءنا فلوسا، تقول: لا يوجد. وتعدنا عند مجيئك من الغربة، وأنت الآن رجعت، أين الألعاب التي وعدتني والدتي.
وتدخلت بالحديث إحدى بناته، واسمها منى، وعمرها سبع سنوات، سألت والدها عن الفساتين والعرائس، حتى تعود للبلاد وتلعب مع البنات، وتقول لهن لست بحاجة لألعابكن.
كان للحديث وقع محزن على والدهم، وزادت معاناته، وقال لأولاده: لن تنزلوا البلاد إلا ومعكم كل الهدايا من ألعاب وملابس وفساتين، وسأعوضكم كل ما فات. ووعد زوجته ووالده ووالدته وإخوانه أنه سيكون أكثر قوة وإرادة بمساعدتهم وعونهم.
واستمر نصف شهر في المصحة، وأخذ دورة علاجية وتأهيلية مكثفة، وخرج للبيت، ومكث مع زوجته وأولاده، لتقوم الدكتورة سلطانة بزيارات متكررة، للتعرف على أسرته وشخصية زوجته هيام، وقرأت قصائدهما الزجلية، وأعجبت بها، وابدت استعدادها للمساعدة في تجميعها، لتصبحا بعد ذلك صديقتين عزيزتين.
وأشرفت الدكتورة سلطانة على مواصلة علاج وإعادة تأهيل عبد الملك أسريا، ليتأقلم مع الواقع، وبعد التحسن الكبير في صحة عبد الملك سمحت الدكتورة سلطانة بسفره مع أسرته للبيضاء، وظلت على تواصل واطلاع وإشراف لكل جديد يتعلق بتكيف عبدالملك مع محيطه الخارجي، وبنفس الوقت كانت فرصة لتجميع قصائده استعدادا لطبعها في كتاب، والتشاور مع عبد الملك وهيام لتسمية الديوان: بـ(روضة الخلان)، وبتعاون الدكتورة وهيام أعيد عبد الملك لمجتمعه ولعمله كمدرس للأدب العربي واللغة العربية، وفق مؤهله الجامعي: (ليسانس أدب عربي).
وما أن أصبحت الدكتورة سلطانة على وشك إخراج ديوان: (روضة الخلان)، وتوزيعه، حتى حصلت على عقد عمل كمديرة لمصحة في (أبو ظبي)، وقامت بزيارة عبد الملك وعائلته لآخر مرة، معتذرة وواعدة بالتواصل معهما، وبعد سفرها وترتيب وضعها في (أبو ظبي)، وعملها في المصحة، ظلت في حالة تواصل مع زوجته هيام لرعايته صحيا.
وبعد ستة أشهر وجد عبد الملك وضعه الصحي مع أسرته ومحيطه وعمله طبيعي، وسافر مع زوجته وأولاده لصنعاء لقضاء الإجازة الصيفية، وسكن بنفس البيت القريب من المصحة، وتمكن من مراجعتها، وقام بزيارة أصحاب المحلات في جولة تعز، وما أن وصل وعرف بنفسه استغرب الجميع، ولم يصدقوا أن عبد الملك هو (أبزق)، لهيئته كشيخ ومثقف وأديب، وتذكر عبدالملك كل ما مر به أثناء فترة مرضه، وإساءته للبعض، واعتذر لكل واحد.
أما وليد صاحب محل الاتصالات، ما أن وصل لزيارته حتى تسمر في مكانه، وكان بين الشك واليقين أن هذا (أبزق) أو شبيه له، وتحدث إليه عبد الملك، وعرف بنفسه معتذرا لما حصل من تكسير، وما أوجده من معاناة لوليد القدسي صاحب المحل، ونصت وليد وهو مشدود وقلق لكل كلمة وعبارة يقولها عبد الملك، وأخرج عبد الملك رزمة خمسين ألف ريال وأعطاها لوليد، تعويضا عن التكسير، رفضها وليد معبرا عن سعادته لشفائه، وكرر عبد الملك الاعتذار، وضمه وقبله في رأسه طالبا المسامحة، وتكررت زيارته للجسر ليرى الأطفال يلعبون وشقاوتهم، ولم يتعرف على أحد من الموجودين، ليحزن.
وفي آخر زيارة للجسر، وهو على وشك المغادرة، اتجه إليه ولد عمره إحدى عشر عاما، ليسأله وهو متردد: هل تعرف (أبزق)؟ ليضحك عبد الملك ويقهقه بصوت مسموع، وهو في غاية السعادة، وقال للولد؛ أنت ماجد؟ ليرد: نعم، قائلا: وأنا (أبزق)، واسمي الحقيقي عبد الملك زايد الخضر. ويصفق بيديه ويقول: لقد شفيت، وأتيت مرارا لزيارة أبنائي الأعزاء، وكدت أن ايئس من لقاء أحد، وأنا اليوم سعيد للقائك، ويسرني زيارة زملائك في المدرسة، ونزل معه لموقف السيارات، ورآى ماجد سيارة صالون آخر موديل، وذهل وقال: أنت غني، ويبدو أنك ابن ناس، والحمد لله على سلامتك. واتفقا على زيارة المدرسة لمقابلة المجموعة..
يتبــــع...
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب