تخمة وهم
"لم تكف يوما عن ترديد : وإن غدا لناظره لآتي، أخبر الغد الآن أن الناظر قد سئم."
قد سئمت سباق الشمس صباحا، تأفل النجوم ولاتزال تؤدي طقوس الانتظار بازغة، يتنقل القمر في منازله، وتظل ضيفة شرفته، تأبى وداعه.
تنسج من بقايا الضوء إكليلا، تهديه مساء الشوق المعتم، لعلك تستدل دربها، فنجوم السماء اعتزلت نوافذ النور، بعد أن شهق في ثناياها دفء الوصل محتضرا.
تسقي الياسمين دموعا، فتنبت أنصاف قلوب، وتنثر نبضاتها بذورا على جانبي الطريق، لعلك تشتم عبق حنينها، فيجذبك أريج انكسارها، لتلملم بتلاتها المتساقطة في هباء الروح المنثور.
تُتبع التنهيدة أخرى، وتتوالى الآهات مساندة لآلئ تروي الشفاه، نسيت الحديث في أمسيات الغزل. تواسي مسامع اللحن إذا غطى أوتاره غبار الهجران، ويظل الناي يفسح لنسمات الجوى العبور من ثقوبه، لتسكب ترانيم الهوى على روحها، فتتسع ندباتها وجعاً.
تود لو تغادر حيطان الذكرى مكرهة، فيفر من بين أصابع قدرها نسيان ٌيحمل دواء علتها، وتسجن ذاتها في لوحة الماضي حين كانت فرشاة الألوان تغزلها، فانسكب الفرح من علبة الألوان هاربا، ليبادر السواد بصبغ ضحكاتها.
ليلى السندي
20/8/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب