إلى مجهول يقبع في الذاكرة بقلم عازفة الليل

*إلى مجهول يقبع في الذاكرة*
----------------------
مرحبًا مرة وألف مرحبًا لليالي الباردة ..

ها أنا أبدأ صباحي بكتابة رسالة إليك لطالما ترددت كثيراً في كتابتها ، فالكلمات في جوفي تزداد ألماً ويساورها حنين لا ينتهي ..

سأخبرك بما حدث معي ليلة البارحة ، كنت في مخدع نومي لم أستطع النوم حينها ، حاولت مراراً لكن جميع محاولاتي باءت بالفشل ، فنهضت من على سريري ووقفت عند النافذة فتأملت السماء والنجوم ، أغتريت كثيراً بنجمة وإذا أنا أحدق بها طويلاً لم أشح ناظري عنها فحادثتها قائلاً : "أيتها النجمة البعيدة ألا ترين إني وحيد جداً جداً ، أقبع في منفى الوحدة ، بهتت ملامحي ولم أعد أرى طير المنى يحلق فوق سماواتي ، تنتابني نوبات من الإشتياق المؤلم ، تغتالني رغبة جامحة للهروب من كل شيء فالأشياء تساومني أن أبقَ رهين لما يحدث لكن القلب عصي يأبى إلا أن يعيش خارج سرب الوجع ".

فجأة أحسست وكأن النجمة تربت بيدها على كتفي قائلة : " لا عليك يا عزيزي أشعر بك كثيراً ، حتى أنني أشفقت على قلبك المتعب الذي أبكاه الحنين وأضناه الانتظار ، روحك كطفلٍ تلوذ لوطن الفرح ومامن سبيل ، تحاول أن تتمسك ببذرة أمل لتزعها في بستان أحلامك "

فرديت قائلاً : " نعم أيتها النجمة أتعلمين أنني أنسان كتوم مهما عشت من الألم لا أبديه لأحد وإنما أكتمه في صدري حتى أتمزق ، أصبحت عارياً بلا وطن بلا قصيدة تلتهم مني شتات الأيام ، صديق الكتب المهجورة "

أقتربت مني تلك النجمة وهي تهمس بأذني : " أرفق بحالك المتعب وداوي جرحك حتى يطيب ، فالحياة تتطلب منا الصبر أما من جعلك تتلوى من وجع خيبة ، وتختبئ في ذاتك كبرياء ، فلعلّه وحيداً مثلك ، هزمته الظروف وشدت رحاله مرارة الواقع ، سأبلغه شوقك الكبير وأن يحفك بوصل عما قريب "

ودعتني تلك النجمة وكأنها باكية حاملة معها جزء من الحنين الساكن  في ردهة روحي المرهقة ، وأنت أعتني بنفسك فما يؤلمك يؤلمني ، كن بخير لأجلي ولأجل قلبينا الساكنان في وطن النضال .

يفيض الحبر شوقاً لك فأكتب .

#عازفة_الليل
3_8_2020 م .