العقاب العاجل بقلم مروان الشرعبي

العقاب العاجل
__________

عادت به ذاكرة النسيان إلى واقعة قضاها مع رفاقه لأجل إدخار كنزا لهم وإظهار شخصياتهم ضمن أعلام التاريخ ليعرفهم جيل المستقبل .

في ليلة ما خرج أحدهم فتسلل إلى مكان ذلك الكنز ولكنه وقع بحفرة مما صاح بصوته يطلب إنقاذه ..
هرع إليه أصدقاءه وانقذوه ثم أخبرهم عن الكنز الذي يريد تملكه لوحده دون غيره ولكنهم تعجبوا منه كثيرا فتقاسموا ذلك الكنز إلا واحد منهم لم يعلم بذلك   بالرغم أنه صاحب الكنز وحارسه ولكن البر جعله يذهب تلك الليلة لزيارة عمه في المنطقة البعيدة .

في الصباح عاد من زيارة عمه إلى منزله فقرر أن ينام ليخفف عن نفسه الإرهاق والأرق  بينما غادر المنطقة أصدقاءه بعد أخذهم ذلك الكنز في الظلام الدامس  وتفرقوا في المدينة حيث لا يعرفهم أحد.
قبل المساء ذهب ذلك الصديق إلى مكان الكنز ليتفقده  وليطمئن عليه وصل بعكازته ومذياعه الذي يرافقه أينما ذهب  كان يردد بصوته مع الأغنية اليمنية [ مستقبلك ضائع ..مثل مع أم الجن ]

تفاجأ عند أول نظرة لمكان ذلك الكنز حيث المكان مبعثر ولا يوجد شيء من ذلك الكنز غير ورقة كتب عليها أسماء أصدقاءه الذين شاركوه بالعمل أثناء مشروع ذلك الكنز .

أدرك جيداً سر القصة فقد اختفى أصدقاءه من تلك القرية فحاول معرفة تواجدهم عله يجد شيئاً من ذلك الكنز المسروق .

فترة من الزمن وهو يتألم على كنزه وما فعله أصدقاءه ولكنه كان قويا وفي صدفة يوم  شاهد أحد أصدقاءه الذين غدروا به على طاولة المقهى فسلم عليه وأخبره بفقدهم  وفقد ذلك الكنز .

ارتجف صديقه وتلعثم عن الكلام  معه مخافة أن يعرف أنه وبقية الأصدقاء من سرقوا ذلك الكنز .

حينئذ صارحه صديقه أن الكنز هم من سرقوه ذات ليلة وقد صرفوا كل الأموال التي حصلوا عليها بعد بيعهم الكنز .
تنهد تنهيدة حارة فوقع على الأرض وهو يقول سرقوني أصدقائي حتى أغمي عليه بينما فر صديقه هاربا وبعد ساعة أفاق من غيبوبته وعاد إلى قريته حزيناً فأخبروه أبناء القرية أن أصدقاءه الذي غدرا به وسرقوا ذلك الكنز أنهم أرادوا التسلل إلى الحدود فأطلق عليهم الجنود وأوقعوهم صرعى وهاهو في ألم ووجع لن يبجره الزمن .

_____________________
بقلم مروان يحيى الشرعبي