السبت، 5 سبتمبر 2020

تقادم الذكريات بقلم عفاف البعداني

*تقادم الذكريات*
-------------------------------------
لازالت تقبع في ذاكرتي تطبيقات اللغة العربية  ﻷستاذنا //  التي لانكمل كتابتها إلا الساعة الحادي عشر ليلاً ، كانت اﻷيام جميلة ومشوقة وعيبها الوحيد أنها متسارعة.

حينها استيقظت متفائلة وبيدي تلك الورقة التي أمضيت ليلة مع الشموع وأنا أحاول تنميقها، وصلت معها صباحا  إلى بوابة  مدرستي القديمة. 

دق الجرس ورأيت معلمي ،وقبل أن تبدأ الحصة، معلمي اقرأ هذا التعبير واعطني ملاحظتك ،بكل ثقة انتظرت وتخيلت أني قد نلت مجدا لن يطاله أحد بعدي. 

معلمي كان يحمل في رأسه أخبار العصور والتأريخ ثقافته زاخرة ومليئة باﻷجوبة المقنعة ،  لم تمرهنيهة  إلا وهو يتقهقه من الضحك ويقول: " لوعلم سيبوبة لخرج من قبره لمحاكمتك" يابنتي النص مليان أخطاء نحوية إملائية وحشو وكيف تقولي انتقده خلونا نبدأ الحصة، ومازاد جم غضبي أنه دائما يردد " لوكنت أملك حبوب للذكاء لوزعتها عليكن مجانا"…

اشتعل الرأس شيبًا وحقدت عليه حقدًا لم يوصني به أحد، تركت الواجبات والمشاركة والتعبير وصرت أعتبره عدوا وليس معلما ظلمته بكل معنى الكلمة، حتى مادة النحو التي لا أحد ينافسني فيها رسبت بدرجة مقاربة للصفر 20/8……..

وبعد مرور أسبوع  أقبل معلمي وأنا برفقة صديقتي ،قال:  كيف حالكم.

- بصوت مليء بالكره أجبته الحمدلله.
-ربما ساغادر.
-بصوت خفي مع نفسي مغادرة بلا عودة بمشيئةالله .

-.يردف قوله: ولكن قبل أن أغادر أريد أن أخبركم بشيء أنتم رائعون ولكن إرادتكم ليست قوية .

-هوينك علينا يامعلم لسنا سيئين لهذه الدرجة، ولا تظن أننا أغبياء،حينها تحدث بحديث لم انسه للحظتي هذه.

-ابنتي أنتِ لستِ متصالحة مع حروفك ،و هناك بعد نفسي بينك وبين ذكاءك الفطري،أنتِ تحبين الكتابة وتريدي الوصول للقمة ولكن تفتقدي للعنصر الأساسي وهو تقبل النصائح والصبر وعدم العجلة .

لقدتعمدت أن أسخر من تعبيرك لهدف في نفسي كنت أريد أن أختبر مدى صبرك وإيمانك بحلمك، أريد أن أقسو عليكِ قسوة أب يريد أن تكوني قوية، أنتن ياطالباتي أشبه بالورودالتي نبتت بصحراء قاحلة ،وغدا ستكبرون وستجدون أنفسكم في مجتمع متصحرجدا ،فإما أن تحولوه بعزيمتكم لواحة خضراء، أو أنكم تخضعون له و تتصحرون من رداته السلبية، وتتخلون عن حلمكم ببساطة كم فعلتِ أنتي وتركتي المذاكرة والمشاركة  .

-صمت ولم أعي مالذي اقترفته برؤيتي المتقزمة  لجل ماحولي……. شعرت أن الكرة انجبت جبالها الثقيلة في رأسي ،أدركت أني فعلا مخطأة، معلمي استميحك عذرا لقد أخطات التصرف سامحني، أعدك لن أكررها وغدا سوف تراني حيثما كنت وأفضل، ولاتغادر. 

- لديّ أمر طارئ ولا أستطيع البقاء،و لاعليك يابنتي فقط أردت أن أوضح لك قبل أن أغادر إذا اعتمدتي على غيرك وانتظرت منهم تشجيع سوف تخذلك الظنون،كوني قوية ولاتنتظري شكرا ولاثناء من أحد افهمتِ ما أقصده، اليوم أن مدحتك بالصف وأنتي خاوية الثقةغدا ستفقدين همتك بكل بساطة.

ذهب  ولم تذهب كلماته ظلت حبيسة ومرت السنون وكم أتمنى أن أقابله لأخبره أن تلميذة الأمس الغبية كبرت وأصبح لها صدى لابأس به في عالم البوح والكتابة،أريد أن يقرأ نص من نصوصي ويعي أنه استطاع أن يغير فكرا بكلماته الحقة.

🖋️ *عــــــــــفاف البعداني*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *