هوس الذكريات
تهب نسائم الأيام و تحمل معها روائح الذكريات،
تسهر تلك اللقطات مضرجة في وجهي،
تتجعد المقل و تسقط الثمار المالحة،
أغرق في دهاليز أصواتٍ مجلجلة،
أخوض مع فاكهة الركض...
معارك جمة على إيقاع إوزة متهالكة...!
أسقط على جناح عصفورٍ ملوثٍ بحلم الفضاء الأسود...!
تشيعني الإنكسارات و يلاحقني رعاة الخوف،
حتى أتعثر في فخ قطار متضامن مع الوهم...
أكتب على مدرج الذكريات...
آلام الكواكب المهجورة،
و صرير الأقلام الجافة في حلق الورق،
أكتب بقايا ضحكة صغيرة مدفونة في شفاه طفولية،
جذورها باتت مغروسة في بطن التراب...!
تتركني الذكريات على قارعة حرف صغير متمرد،
يرصد ملامحي مسجية على حبال سطور مرتعشة...!
تفتح صناديق أحزاني،
تكمل حكاية بكائي..
فتعزف أشجار القلق فيَّ مقطوعتها الماكرة،
تتهاوى كل الطرق التي رسمتها في جيبي، تلعب الأعشاب الصفراء في رأسي،
و تبني العصافير فيه أعشاشها لجنازتي...
أحاول الهروب..
أختلس وقتًا مترهلًا و لكني أسقط في تجاعيد الفراغ...!
أصرخ في وجه الذكريات...
و لكنها سكت آذان النجاة،
أتوسل بكل ضعف و دموع فاترة،
و أزحف على قلبي،
كي ترتخي عقد الذكريات،
و لكني أجدني لعبة مسلية في ساحة الجنون...
يا لتلك الخيبات، كيف تمددت؟!
كيف تصالحت مع ريشة مآسيَّ،
ترسمني كل يوم،
طفلة باكية تُصفع بالكآبة..!
إلى متى سأظلني تحت سطوة الذكريات،
تلك الطفلة الجالسة في محطة الاحتراق،
ها أنا انتظر...
يقال أن لا أحد يعيش طويلًا في صالات الانتظار...!!
فمتى ستذوب قيود الذكريات
و تتبخر بعيدًا...
مع ذيل النيازك؟!!
فاتن مغلس.•♪°
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب