*عساكر البرد لم تنم*
----------------------------------------
💨أُسعدتم صباحًا
الطقس مزاجي هذا اليوم، والجو باردصحيح ،فطيلةاليوم ،والسماء ترسل رذاذها بشكل مستمر ، والضباب يغطي رؤوس جبالنا الشاهقة بقبعة صيفية بيضاء، كان المنظر يبدو جميلاً ويشبه تمامًا مدينتي الضبابية التي تقطن مخيلتي الكتابية،حتى أني لم أرد أن أحرك ساكنًا حيال ذلك المنظر الطبيعي الخلاب،ولكن رغم جمال الطقس ،وضباب القمم، إلا أن صوت الرياح أرعبني عندما صفع زجاج النافذة ،وأقلبت حبات الثلج متوجة اﻷرضية بلمعان أنيق ولكنها بثوان امتصت دفئ المكان ، شعرت ببرد قارص منعني من المشاهدة وحكم على نافذتي بالإغلاق المحكم، وتنحى البرد بحضرته إلى الخارج.
ولكني فهمت للتو أن الجميع ليس مستمتع بهذا الصباح،وليس كل معارك البرد قد انتهت ،فهناك من هم يفترشون الطرقات بالمخيمات ،والبرد يقيم معهم كل لحظةوساعة، ودقيقة،ويمنعهم من النظر بهذه المتعة،بل إنهم ينظرون بعيون خائفة تترقب سدول المساء بوشاحه الحالك ،وهنا تكون الصدفة حيث يجتمع الطقس البارد،مع الرياح الشمالية وثوب السماء اﻷسود والمعدة الخاوية، فيؤدوا مهمتهم الطقسية بدقة .
لكن المنازل الكبيرة ،والقصور الباهضة لاتشعر بهذه الاتفاق الطقسي إلا قليلا فهم خارج مرمى الاتفاق ،فهناك المدخنة، وبحوزتهم المعطف السميك،والخبز والقهوة الدافئة، أما المخيمات فتكون المدعوة اﻷولى على هذه المنصة الواقعية ، يستسلم المشردين لها ويتفرج الآجئين بصمت ،و على مقربة كبيرة من بحور الهم و زعانف الإرتياع الشديد فحتى الحطب هذا الصباح لن يجدي نفعا مع النسائم الباردة ، تهجس أرواحهم البائسة تحت هذا المطر والبرد والرياح والظلمة متسائلين متى سيأتي الصباح ومتى ستشرق الشمس !! ؟متى سيسدل الليل ستارته معلنا نهاية المشهد بسلامة الشخصيات من حبات الثلج الباردة !؟! أتى الصباح ولكنه محملا بالمطر ولازالت الشمس نائمة ،فرحماك يالله بالجائعين ،والمرضى ،الذين لايمتلكوا بيت ولا غذاء ولاماوى 💨
------------------------------------
*بقلم 🖌عفــــــــاف البعداني.*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب