عصر الهشاشة
__________
عندما يمطر الواقع على الإنسانية في صيف المعاملات والتعامل نهرع إلى سوق الحياة لشراء بذور الضمائر حتى نزرعها على بساتين الإنسانية وننتقي أجمل البذور التي نشاهدها بجمالها أو كبر حجمها
ولا سيما حينما تكون مغلفة بقناع مزيف ظنا منا أنها محفوظة من الدنس وغبار الحياة ..
في زمن غلبه عليه التملق والتنمق وإظهار الوجه ببرواز له طرازه المتلون الجميع يتجه إليه بشغف ويؤيده
بل يعمل جاهدا للوصول إليه ولو كان انتظار دوره
بعد طوابير مكتضة بالازدحام والمشقة .
الحياة تسير عكس معناها الحقيقي في عصر التطبع الهش والنظرة القاصرة
للتفكر والفكر الصحيح .
في الزمن الحاضر نصفق على طاولة الغموض التي لا ندرك
أن محتواها فارغا
وأن الصدأ أصابها ولكن ذلك مخفي
لا نشاهد إلا هيكلها الخارجي المخادع
ويبقى الواقع الحقيقي
فارغا ينتظر العقول
تتجه إليه لتعرف أحقيته باللجوء إليه ومعاملته بالإدراك والوعي وتشغيل الطاقة الذهنية ذات النظرة العميقة.
فلا غرابة أن نقول الحقيقة في زمن المجاملات ،في زمن التفاهات، في زمن المصالح والالعاب المفرقعة.
لا غرابة أن ينأى من جانبك صديقك متبعا أصوات الموسيقى الصاخبة التي يرقص
حولها المطبلون على وتر مطربهم الثرثار
بادعاء الحماس والتحفيز.
لا غرابة أن تبقى وحيدا يا صديقي إن جعلت الصدق عنوانك والحقيقة شعارك وتمسكت برأيك الصائب في وقت أصبح الضمائر مستترة تباع في سوق الإنسانية بثمن بخس .
انتظر أيها الواقع الحقيقي
ولا تجعل اليأس يدب إلىٰ قلبك أنك وحيدا دون رفيق أو صديق
ستعرف أن أولئك الذين ذهبوا عنك متبعين الخيال المرتدي قبعتة المطرزة ستصفعهم خيبات الأمل وخذلان المستقبل
عندئذ سيدركون غبائهم وهشاشة فكرهم
وسندمون على ذلك
حينئذ سيدفعون ثمن ذلك بعد فوات الأوان.
_______________
مروان الشرعبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب