عروس بحر
أشعر أني أم، ضاع ولدها في تابوت الغياب، وكل ليلة أبعث في قناني البحر رسائلي.
يغدر بي البحر يبتلعها، كأنها غذاءا تمده بالدفء
فقد كنت أكتب كل ليلة جزءا مني، أضعه في قنينة، لعل أجزائي تصلك فتجمعني. فكأن البحر يخفي أجزائي في أعماقه، لعله يحظى بي حورية تخصه.
وهأنا مع بقاياي أنتظره على شاطئي، والبحر يستحثها طالبا يدي، ويعدني أن يمهرني الخلود.
لكني قد أمهرت الغائب روحي، فأعطاه لعروس أخرى، وتبددت ثروتي وما عاد لدي ما أمهر به غيره.
أتعلم؟ كنت مع كل جزء أبعثه، أدمغه بقبلة، فأمتلأ البحر بصبغة روج شفاهي، فقد فضحه الشفق الأحمر.
وحين واجهت البحر تلعثم، ثم زأر وهاجت أمواجه، فصرخ بي: أنتِ لي ولن يفوز بك سواي.
وهكذا كنت عروسه، فقد عقد قِراني حين غصت في أعماقه، باحثةً عن رسائلي لأعيدها إليك.
وفي لحظة أهتاج غيرة، ليغرق بقاياي في فؤاده.
لكني أتحرر لحظة المغيب، لأناجيك سراً على إحدى صخوره.
وما يسمع ترانيمي إلا بعض البحارة، ليعودوا يحدثوا عن حورية تغني لهم كل ليلة.
ليلى السندي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب