طفل على عكازة اليأس
آه كم تؤلمني تلك الطفولة التي شاخت رغم نعومةٍ أظافرها ورغم عمر الزهور..
الطفولة التي تسولت بين أزقة الجدران التي تحننت بهم أكثر من أولئك البشر !!
الذين تحننت بهم تلك الأرصفة واتخذوها مضاجع لهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء..
بعد عناء وأرهاق
....أتى ذلك الطفل الذي بهتت منه ملامح الطفولة و أرتمى في حضن الرصيف الذي أصبح له وطن وبيت.. ارتمى حين وهن جسمه الصغير ومزق الجوع الأحشاء !!
نام من شدة الألم ودموعه في مقلتيه أصبحت له صديق أصبحت تواسيه في وحدته وتخفف عنه..
نام .. انه بنــوم عميق من شدة الأعيــاء ..كان يهرب من واقع الحياة إلى حضن النوم ويهرب من شبح الأحلام الى واقعه المرير!
ما أن.. نام رأى عجوزًا شمطا بصورةٍ مخيفة وعلى وجهها خارطة من التجاعيد وعينيها عميقه !! تتكأ على عكازة عوجا
فزع ذاك الطفل يصرخ ويبكي لا أحد يسمع صراخه اليتيم كاد قلبه الصغير أن ينفجر من هول ما رأى كان يصرخ ويقول أبتعدي ماذا تريدين مني؟
سئمت الآلم وسئمت الوحشة يكفيني ان ابيت وحيدا اطارد الحياة في عالم لا يوجد به حياة!
ضحكت تلك العجوز بمكرٍ ثم قالت: اتدري من انا.. انا الفقر انا الجوع انا قساوة البشر..
ثم نهض مفزوع تمتم بالحمدِ انه كان مجرد حلم فعاد إلى نومه العميق متأملا فجرٍ جديد يحفوه الأمل..!!
بقلمي ✍خلود _هضبان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب