مدينة ّمُقَنّعة
________
تتزاحم الفراغات، وتكتض على دروب الحياة، كلما اتجهت بنا قافلة البراءة على أرصفة السراب، تبحث عن شربة ماء، فقد أشتد عليها الضمأ،
وجف ريقها ،
لتتحدث بلغة الإشارة" صامتة" .
من خلف الجدران،،،
تزئر أصوات الوحوش المفترسة
لترعب المارة، وتنهش ابتسامتهم الجميلة، حتى تتخثر المياه المنسابة على الوجنتين وجعا.
بعد زوال ضوء المصلحة
تكشر بأنيابها فتقضم ثيابهم المرقعة، وتطهيها مرقا لذيذا كلما جاعت.
يحاولون النجاة..
فيتسلقون جذوع الصمت ينزفون الألم،
عراة من الفرح والرحة ..
فتغادر تلك الأصوات تجر أذيالها خلفها تنسج خيوطها اتساخا .
يستوطن داخل كهوفها الروحية عظام الحقد، والكراهية
وتتصاعد أدخنة الشواء، غيبة ونميمة، فيتلذذون بطعم الغدر والخيانة.
ذات صباح ..ترتدي الأناقة والبسمة ،لتكسب رؤية الحياة وتتبع أثرها ذات ظلام،
فتشاهد ذلك بصمت ،
مبتسمة مقنعة.
تصافح القافلة، وتؤنسهم كضيوف حلوا الديار
ومن خلف ذلك ..تترقب زادهم لتسرقه إذا جن الظلام.
ومع كل معرفتنا بغابات الإنسانية خلف مدينة السلام ..
إلا أننا نحب ذلك الضباب فنرتاده، ونصفق على كفي الورق ليتراقصون على أنامل متصنعة منهوبة.
______________
✍️ مروان يحيى الشرعبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب