( حكاية عاشق )
قابلت ليلى في تمام العاشِرَةْ
من بعد فرقتنا فأضحت حائرةْ
ماذا تقول..الدمع سال بحرقةٍ
وكأنه جمرات نارٍ ثائرةْ
صمتت وما نبست حروف بيانها
عَوِصَ الكلام.. بمقلتيها خاطرةْ
فيها الأسى و لقد قرأت فصولها
مضمونها حبي وكل مآثره
لكن وقبل مغامرات عصافيري
ترنو إلى غصن الوصال مهاجرةْ
كنت الذي لا العشق يغزو قلبه
حتى ولو تأتي الصبابة هادرةْ
أو أن يَهزّ في الحياة فؤاده
ورد المنى أو نظرةً من آسرة
واليوم إني مغرمٌ ومتيمٌ
بعيون من أسرت وصارت آمرة
ليلى فؤادي في هواك متيمٌ
أنا من جمالكِ قد فقدتُ الذاكرة
والشوق فتت يا مليحة أضلعي
وسهامه كم في الحشا متناثرة
فالحب والأشواق أدموا مهجتي
فوق الفؤاد مع الجوى متناحرة
يا حلوتي هل تذكرين وصالنا
ولقائنا عند المروج الناضرة
والطير زغرد في الجوار مغردا
والورد يعبق والخمائل عاطرة
والعز زقزق راقصا من حولنا
وسحاب مجدٍ فوقنا متقاطرة
أو بعد ما ملئ الغرام كؤوسنا
بالهجر صرت عن الفؤاد مغادرة
حتى اقفرت بالهجر روضة أنسنا
وغدت حدائقنا كصحرٍ قافرة
بالله يا من قد ملكتي مهجتي
لا ترحلي... بالدمع عيني زاخرة
إياك يا ليلى بضعفٍ تُقهري
أو أن تعيشي في الهوان مهاجره
وإذا بها تبكي تقول بحرقةٍ
والدمع يذرف والحنين منابره
حلّ الفراق على رياض وصالنا
وأنا على جمر الفراق مصابرة
ما زال مجدك نابضٌ في مهجتي
وعلى دروبك يا حبيبي سائرة
لكن ترى ما حل فينا عندما
نصبوا على أرضي قرودٍ غادرة
قد فرقوا بيني وبينك ليتهم
جمعوا القلوب وما ذروها عاثرة
وإذا بقلبي قد تجمد نبضه
لما رءاها في المآسي غائرة
قالت أقيسٌ قلت قيسٌ قد غدا
مجروح لكن من رضابك عامرة
روحي... سأفدي بالدماء رحابك
فلقد غدوتي في الحنايا حاضرة
يا قدس تفديك النفوس جميعها
روحي فداك إلى الجهاد مغامرة
ما دمت حيا لن يَدنس أرضك
قردٌ ولا لمست حجابك كافرة
ما دام عرقٌ نابضٌ بوريدنا
لا لن ترى قدسي قروداً آمرة
حتى ولو حكامنا خانوا الحمى
فشعوبنا بالعز دوما ثائرة
سنثور لن نرضى الهوان لأمتي
بالحق نقطع كل كفٍّ ماكرةْ
فلتصبري يا قدسنا فلربما
نلقاك يوما فاصبري يا صابرةْ
✍محمد المنصوري
2019/10/15
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب