( لماذا أنا هاهنا؟ )
✍/ جبر مشرقي ▪
________________________
غريب في صمت ذلك المنفى
يصب دموعه للريح
منفي إلى أنفى
حنين يقيد مهجتى
خمس من الأعوام مرت
متسلق فيها جبة البعد
خمس وأنا مسافر
في درب الحنين
لم أر أمي
لم أذق خبزها
وقهوتها
حلوى يدها
لم أسمع صوتها... وبسمتها
لم أسمع تراتيلها
لم أشتم رائحة سجادتها
لم أغتسل من ابريقها
لم أسمع صوت فأس احتطابها
لم أشاهد حركة انامها
عند تكسير الاخشاب لتهديها إلى ثغر تنورها
لم أسمع إيقاع خطوها القروي
لم أشاهد إطلالة وجهها في أول الغلس
وهو يبدد الظلام رويدا رويدا
ليحتفل الفجر بعيد ميلاده
قميصي صار محتاجا إلى مخيطها و ضمتها
عتمتي صارت تشتاق لضوء فانوسها الضئيل
شعيرات رأسي تحتاج للمسة كفها
هجيرتي تحتاج إلى فيء(عشة) إسمي صار مشنوقا على عتبة النسيان
هي لا تناديني والمسافة تحجب بيننا
وعاء الماء الطيني الذي تملأه أمي بماء البير
كم أشتهيه ... فمياة الأرض لا ترويني
الصالات والكنبات لا أهتم بها كثيرا
كسرير أمي الخشبي الذي تتوسطه(الأحبال)
نومي فقير كذا إستيقاظي
اذا لم تضع أمي يدها على جسدي في أول الصباح
قائلة: (حبيبي قم الفطور جاهز )
(وجرة الماء عند كرسيك اغسل وجهك وتعال نفطر )
فإذا فقدت كل هذا
أخبروني ماهو المنفى؟؟
ولماذا أنا هاهنا؟؟
وكيف عشت هذه الخمسة الأعوام ؟؟
ولماذا تسلقت ثنايا البعد؟؟
لماذا ؟؟ لماذا ؟؟ هجرت أمي
لماذا تركتها وحيدة لخمسة أعوام؟؟
لماذا تركت عيني بعيدة عن محياها؟؟
لماذا ابتعدت عن الجلوس معها؟؟
لماذا لم أصلِ جماعة مع أبي
لماذا لم أقدم لعبة لأخي الصغير؟؟
لماذا لم أصنع "كعكة" لعيد ميلاد أختي
لماذا ابتعدت هكذا؟؟
لماذا لم أعترف بالحب بالعشق بالصبابة؟؟
لماذا لم أمارس لغة العشاق لأحب قروية من قريتي؟؟
لماذا لا أقابل بنات قريتي لأستمتع بجمالهن برئحة الفل الذي يوضع على رؤوسهن ؟؟
أكل هذا لأجل لقمة العيش؟؟
تبا لهذي الحياة
سأموت خميص البطن
ولن أفرق أمي أو تنأى عني ريحة وطني
ولن أقلب الصفحة حتى اقرأ السطر الأخير ▪
_________________________
✍/جبر مشرقي ▪
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب