حكاية مجهولة
_____________
في دروب الحياة التي نمارس فيها البناء والإعمار أو لربما الهدم والانهيار سنكون يوما ما حكاية يسطرها التاريخ بعد أن نمضي من هذه الحياة ونختفي عما بنيناه .
رويدا رويدا نكبر بأفكارنا وأهدافنا ، ولربما نرتفع إلى حافة المرام المرسوم ، بأي وسيلة حلقنا على بساطها بفكر واجتهاد أو بغش ، ونهب ، واصطياد.
رويدا رويدا نبدأ بالهبوط أو الاختفاء ،تاركين حكاية وأثر وعلى بعد الأنظار سنختفي، ويظل المتأمل ينتظر عودتنا ولكن ذلك لا يجدي نفعا .
ماذا عن الاقتراب والبعد من أرواح سكنت القلوب وسكناها !
ماذا ترك لنا أولئك الذين أشعلوا الضوء في دروبنا وذهبوا دون عودة !
في عصر كهذا ستبكي الأوجاع عند مغادرتنا
وسترثينا عواصف الأزمات لتخبر الجيل اللاحق من بعدنا أن قد صبرنا وكافحنا ولم نستسلم.
ستفتقدنا الصفحات والأقلام ووسائل الإعلام لأنها لن تجد من يكتب ويدون فيها آهات وأنات .
نعم سنغادر الحياة نبحث عن أمل ووطن وسيأتي من بعدنا أمل ووطن يبحث عنا فلن يجدنا لكنه سيجعل من خطواتنا المتعثرة حضارة وتحف وآثار يزدهر بها .
سنغيب عن رؤية الأحجار والأشجار والدابة والإنسان فلا زاد إلا أن يكون خيرا طيبا، ولا سفر دون قطار جديدا متفاقدا كي لا نتأخر بالطريق فيهجم علينا الوحوش لنهوي إلى قعر من الأثر المنسي والحكاية الضائعة .
__________________
مروان يحيى الشرعبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب