تابـــــــع...
عثكال من:
#صفوة_التفاسير_للصابوني.. (167)
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
▪ في سورة الأعراف (6):
قال الله تعالى: {ولقد أخدنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات}... إلى: {لنكونن من الخاسرين}. من آية: (130) إلى نهاي آية: (149)
● البَلاَغَـــــــــة:
تضمنت الآيات الكريمة وجوهاً من البلاغة والبديع نوجزها فيما يلي:
1 - {فإذا جاءتهم الحسنة}، بين لفظ: [الحسنة .. والسيئة] طباق، كما أن بين لفظ: [طائرهم .. يطيروا] جناس الاشتقاق، وكلاهما من المحسنات البديعية.
2 - {ودمرنا ما كان يصنع}، عدل عن الماضى إلى المضارع لاستحضار الصورة في ذهن المخاطب، ومثله: {وما كانوا يعرشون}، والأصل ما صنعوا وما عرشوا.
3 - {إنكم قوم تجهلون}، أتى بلفظ تجهلون، ولم يقل: جهلتم اشعارا بأن ذلك منهم كالطبع والغريزة، لا ينتقلون عنه في ماضبى ولا مستقبل.
4 - {سأريكم دار الفاسقين}، فيه التفات من الغيبة إلى الخطاب، للمبالغة في الحض على نهج سبيل الصالحين، والأصل أن يقال: سأريهم.
5 - {ولما سقط في ايديهم}، كناية عن شدة الندم؛ لأن النادم يعض على يده غما.
6 - بين لفظ: [مشارق .. ومغارب] طباق، وهو من المحسنات البديعية.
* * *
● تنبيــــــــه:
مذهب أهل السنة قاطبة على أن المؤمنين يرون ربهم في الآخرة، وانكرت المعتزلة ذلك، واستدلوا بالآية الكريمة: {لن تراني}، وليس لهم في هذه الآية متمسك، بل هي دليل لأهل السنة والجماعة على (امكان الرؤية)؛ لأنها لو كانت محالا لم يسألها موسى، فإن الأنبياء عليهم السلام يعلمون ما يجوز على الله وما يستحيل، ولو كانت (الرؤية) مستحيلة لكان في الجواب زجر وإغلاظ، كما قال تعالى لنوح؛ {فلا تسألن ما ليس لك به علم إنى أعظك أن تكون من الجاهلين}، فهذا المنع من رؤية الله إنما هو في الدنيا، لضعف البنية البشرية عن ذلك، قال مجاهد: ان الله قال لموسى: لن تراني، لأنك لا تطيق ذلك، ولكن سأتجلى للجبل الذي هو أقوى منك وأشد، فإن استقر وأطاق الصبر لهيبتي أمكن أن ترانى أنت، وإن لم يطق الجبل فأحرى ألا تطيق أنت، فعلى هذا جعل الله الجبل مثالا لموسى، ولم يجعل الرؤية مستحيلة على الإطلاق، وقد صرح بوقوع الرؤية في الآخرة كتاب الله: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}، فلا ينكرها إلا مبتدع.
* * *
● الفــــــــوائد:
لما سمع الكليم موسى كلام الله اشتاق إلى رويته، لأن التلذذ بسماع كلام الحبيب، يزيد في الشوق اليه والحنين، وقد أحسن من قال:
وأفرح ما يكون الشوق يوما
إذا دنت الديار من الديار
* * *
● لطيفــــــــة:
السعادة والشقاوة بيد الله، فموسى بن عمران رباه فرعون فكان مؤمنا، وموسى السامري رباه جبريل وكان كافرا، فلم تنفع تربية جبريل الأمين لموسى السامري، ولم تضر تربية اللعين لموسى الكليم - عليه السلام -، وقد أنشد بعضهم في هذا المعنى:
إذا المرء لم يخلق سعيدا من الأزل
فقد خاب من ربى وخاب المؤمل
فموسى الذي رباه جبريل كافر
وموسى الذي رباه فرعون مرسل
يتبــــــــع...
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب