الاثنين، 12 أكتوبر 2020

*إلى مجهول*.. للكاتبة:- رويدا البعداني

*إلى مجهول… .✍🏻*

أيها الشقي اللامنسي ها أنتَ ذا تعود لمعانقة تلافيف ذاكرتي مجددا متمسكًا بتلابيبها بعد أن مضى على رحيلك ثلاثة أعوام ونيف، فأنا لم أنساك قط، لكني لاأمتلك الجرأة لأكتب اسمك على هذه السطور الفاضحة، وليس بوسعي ذكر تفاصيل نيلهم منكَ، وكيف طرحتك رصاصاتهم الغاشمة أرضًا. فمن يدري ماالذي سيحدث إن علموا أنكَ لازلت تقيم في شوارعي ومدني وكل جوارحي، وقد انتزعوك مني، أخاف أن يسلبوك من داخلي كما انتزعوك من جواري؟

أتذكر…!
حين أخبرتُكَ أن أولئك لن يدعوك وشأنك طالما وأنت مصرٌ على الاعتصام، وحشد رفقاؤك لساحات المظاهرات، وأنك بذلك تجهز كفنك، وتعجل بيوم حتفك ليس إلا، وأردفت أنه لو سمعتك أذناي وأنت تصرخ مجددا كما يفعلون لأعلنت عليك حربي وأرجعت إليك آخر خيط يربطني بأوصار قلبك " *دبلتك* " ولن تراني ثانية، لكنك تغافلت وكأن بك صمم، ووكأنك رحلت عني؛  لتعود على الأكتاف مُحملاً.

ها أنا أعود لأتخذ من ذكراكَ ملجأ لي فهي أأمن مكان بعد رحيلك، فهلا أخبرتني أي قصر مشيد سيحميني من سهام شوقك؟ كيف استلني من غمد ماضيك وأيامك لاتزال تصدر هسيسًا يجمد بنان روحي؟

أتعلم ! لازلت أتناول أيامي الشاغرة منك على مضض، ويبدو أني سأكتفي بعناق ظلك إلى أن ألتقيك يوما ما، فليست زليخة فقط من ذُبل شبابها وأحدودب ظهرها، ليس يعقوب النبي هو الوحيد الذي أبيضت عيناه ورزحت الآلام داره.  فهل لي بلقاؤك ولو حلما ليعود شبابي، هل لي بقميصك ليرتد قلبي بصيرا؟

أصبح قدري لايقل عن حكاية الأميرة النائمة، التي نامت لردح من الزمن، غير  أنها نامت على سرير زجاجي بعد أن أحيط قصرها بالأشواك وشاركها فاجعتها كل من حولها؛ أما أنا فارتميت على جادة العمر وحيدة ملتحفة بالأشواق، ليكتب علي أن أهذي بك وأناجي: وداعًا أيها الشقي، وداعاً أيها اللامنسي.

*__________ش~غ~ف__________*

٩/ تشرين الأول/ ٢٠٢٠
رويدا البعداني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *