بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة نقدية تحليلية
بقلم/الأستاذ: يحيى حزام الحايطي.
لنص الشاعر النقيب: محمد ردمان .
عنوان النص : نبرة كل فن .
نوع النص : شعر شعبي .
عدد الأبيات : 14 بيتاً ِ
البحر الشعري : الرمل .
فاعلاتن فاعلاتن فاعلن .
=============ا
نبرة كل فن
هزني لك شوق في الغربة وجيت
اعزفك ذِكرى بنغمات الشجن
ماقصدت البعد عنك اونويت
لكن الأقدار وظروف الزمن
والله إني يوم ودعتك بكيت
هــلّــت الــعّبرة بسري. والعلن
ياملاذ الروح غيرك ماهويت
ماسوى عشقك بخفاقي سكن
لك ولاءآتي عميقة مـابقيت
رغم جرحي والمتاعب والفتن
والألم لـوزاد فيني ماشكيت
لان حبك طب روحي والبدن
بانتمائي لك عن الغير اغتنيت
تربتك لي خير من يورو وين
ياهوى نثري وشعري بيت بيت
يا سلا عمري ونبرة كل فن
كل لـحظـة عمـر مـرت ماهـنـيـت
كل دقة قلب في بعدك حزن
أنت مهد العُرب عالي ماوطيت
مملكة تُــبَّـع وديرة ذو يزن
قبلة التاريخ لو عنَّك رويت
أنـت كامـل وابجدياتي. وهَن
لو وصفتك أورسمتك أوحكيت
أنت فوق الوصف ياأغلى وطن
والله اني من كوى البعد اكتويت
كـلـفــتـني فـرقــتك غـالي الثمن
ماقويت البعد عنك ماقويت
أعشقك. أاهواك أحبك يايمن
✍️النقيب محمد ردمان✍️
=============ا
♦️ أولاً : فكرة النص :--
يتضمن النص مناجاة شاعرية من شاعر مغترب عن وطنه (اليمن) ، بث فيها لواعج الشوق والهيام إلى وطنه الغالي على قلبه .
وأنه فارق وطنه مجبرا طلباً للرزق ، وليس بمحض إرادته.
ثم يقسم الشاعر أنه بكى في يوم وداعه بكاء ظاهراً ، وبكاء خفيا.
فوطنه هو ملاذ الروح ، ومنبع الحب والهوى ، فلم يسكن في قلبه حبٌ سواه.
فهو جدير بالحب لأنه مهد العرب ، وموطن الحضارة العريقة ، والتي تمثل أصالة الانتماء ، وطيب الجوهر .
ثم يذكر ألم الفرقة ، ومشقة البعد ، ولوعة الهيام والشوق إليه في كل حين .
♦️ / ثانياً : عنوان النص :--
عنوان النص (نبرة كل فن) .
عنوان مناسب لمضمون النص ومعبر عنه.
وهو جملة اسمية فنبرة خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنت مرفوع بالضمة ، وكل مضاف اليه مجرور ، وفن أيضا مضاف إليه مجرور بالكسرة .
♦️/ ثالثاً : الصدق الشعوري :--
يقصد بالصدق الشعوري : هي الحالة النفسية والشعورية والوجدانية للشاعر حالة كتابة النص.
فإذا كان الشاعر صادقاً في شعوره نقل إلينا تجربة شعرية صادقة مؤثرة في المتلقي .
ومن خلال النص يتضح أن الشاعر كان صادقاً في شعوره تجاه الوطن ، وحبه له . واعتزازه وافتخاره به .
خاصة وهو مغترب عن وطنه .
وأي حبٍ أسمى من حب الأوطان ؟
♦️/ رابعاً : دلالة الألفاظ :--
استخدم الشاعر ألفاظاً موحية ذات دلالة معبرة نابعة من وجدان صادق ومنها :--
(هزني الشوق) كناية عن كثرة الاشتياق ، وعبر عنه بالهز ، ثم قال :( أعزفك ذكرى) فالعزف دليل على التنغيم ولكنها ذكرى أليمة تبعث على الشجن والحزن .
ثم تتعالى نبرة الحزن والشجن بقوله :
(والله إني يوم ودعتك بكيت)
لبعبر به عن قسوة الوداع ، وشدة البعد والفراق .
ثم يخصص حبه وعشقه لوطنه فقط قائلاً :
(يا ملاذ الروح غيرك ما هويت
ما سوى عشقك بخفاقي سكن) ِ
ثم يؤكد غلاوة وطنه ومكانتها في قلبه فقال :
(بانتماىي لك عن الغير اغتنيت
تربتك لي خير من يورو وين)
♦️/ خامساً : دلالة الجمل :--
عند تتبع عدد الجمل الفعلية ، والجمل الاسمية في النص نجد أن عدد الجمل الاسمية قد بلغت 21 جملة ، وعدد الجمل الفعلية قد بلغ 14 جملة.
والجمل الاسمية تدل على الثبات والاستقرار
وهذا يتناسب مع الصدق الشعوري لدى الشاعر فحبه لوطنه ثابت ومستقر لن يتغير ، ولن يتحول ، ومكانة اليمن بين دول العالم مستقرة وثابتة بحضارتها ، وبطيب هوائها ، وعطاء أرضها .
كما أن الشاعر عند كلامه عن حب الوطن يستخدم الجمل الفعلية مثل (هزني ، أعزفك ، وصفتك ، رسمتك ، حكيت ، أعشقك ، أهواك ، أحبك)
ليدلل بأن حبه للوطن يزداد باستمرار ، وهو في نماء دائم .
♦️/ سادساً : الخاتمة :--
الشاعر النقيب / محمد ردمان.
شاعر يتميز بحبه الوطني الغيور ، ذلك الحب الذي يهزه شوقاً ، وغراماً إلى مهد العروبة ، وقبلة التاريخ ، يدل على أصالته فلا يحب وطنه إلا كل أصيل وغيور عليه.
والنص الذي بين أيدينا نص متكامل الجوانب من حيث التسلسل ، وقوة البناء وصدق العاطفة .
كما يعكس قدرة الشاعر على صياغة التراكيب والصور الشعرية مستخدماً الألفاظ الموحية ، والعبارات المنسجمة مع المعنى .
تحيتي للشاعر العزيز / محمد ردمان .
وأرجو له مستقبلاً أدبيا واعداً .
وأن يرده إلى أرض الوطن سالماً غانماً بإذن الله.
الأستاذ/ يحيى حزام الحايطي .
2021/6/28 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب