الأحد، 15 ديسمبر 2019

أقبل ولا تخف للكاتب محمد جميح

أقبل ولا تخف...

محمد جميح

جثى الدرويش بين يدي الراعية، قال: تهشمت زجاجة الروح
قلبي يشبه مكاناً أصابته "كارثة نووية"، أو مدينة قديمة نزل بها عقاب السماء.
قالت: لا تقف على أطلال القلب، كما كان يفعل العرب.
قال: ماذا أفعل؟
قالت: حدِّقْ في الخرائب.
قال: أرى النار تلتهم كل شيء من "خليج القلب" إلى "محيط الروح".
قالت: لا تتحطمُ القلوبُ إلا لحظة إخراج كنوزها من تحت أنقاضها.
قال: يا راعية القلب: جراحات روحي لا حدود لها.
قالت: لا تنس أنه من جراح الأرض تخرج الزهور.
قال: أتحدث عن خرائب قلبي، وجراحات روحي، وتتحدثين عن الحدائق والكنوز.
قالت: "تحت الخرائب، تكمن الكنوز".
أضافت: فتش بين خرائب قلبك عن كنوزه.
قال: أنت تظنين أن الشرَّ خير.
قالت: بل أوقن أن ما ترى أنه شر هو الخير.
تجرأ وقال: هذا كلام عقيم.
قالت: بل كلام عميق.
قال: تحاولين مواساتي.
قالت: بل أحاول ان أفتح عيون روحك.
قال: تفتحينها على الخراب.
قالت: بل على الله.
انتفض لسماع "الكلمة"، وقال في رهبة: أين هو؟
تبسمت وقالت: هذه لحظتك المناسبة لتجده...
اختفت الراعية فجأة، وراء الكثيب الأحمر.
صرخ الدرويش صرخة عظيمة: ياااااااااا رب: أين أنت؟
ومن بعيد...سمع هاتفاً يهتف: "أقبل ولا تخف إنك من الآمنين..."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادرج تعليقك في مجلة شعراء العرب

تابعنا على فيسبوك

Labels

شريط الأخبار

ads

حكمة

في بعض الأحيان الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب تقدم وأخطوها فقط وليكن لديك الشجاعة الكافية لان تتبع إحساسك وحاستك السادسة.

حكمة اليوم !

التسميات

العاب

منوعات

{"widgetType": "recent posts","widgetCount": 4}

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *